دبي – السابعة الإخبارية
انتهت مشادة كلامية بسيطة عبر تطبيق “واتس أب” بين شخصين من جنسيات مختلفة في دبي إلى مأساة، بعدما تطورت إلى اعتداء جسدي عنيف أسفر عن فقدان الضحية بصره في إحدى عينيه، وتدخلت محاكم دبي لتفصل في الشقين الجنائي والمدني من القضية، ما أسفر عن عقوبة بالسجن والإبعاد للمتهم، وتعويض مالي كبير للمجني عليه.
الواقعة تبدأ برسالة وتنتهي بعاهة مستديمة
وبحسب تفاصيل القضية، فإن شخصًا من جنسية عربية بعث برسالة سبّ عبر “واتس أب” إلى شخص آسيوي، ما دفع الأخير للاعتداء عليه بالضرب، موجّهًا له لكمة قوية في العين اليمنى تسببت في انفصال الشبكية وفقدان البصر بها، وفق تقرير الطب الشرعي الذي قدر نسبة العجز الدائم بـ35%، لتُسجَّل كـ عاهة مستديمة.
محاكمة جنائية وعقوبات صارمة
أحيل الطرفان إلى محكمة الجزاء في دبي، حيث قضت المحكمة بتغريم الشخص العربي مبلغ 1000 درهم عن تهمة السبّ باستخدام وسيلة تقنية معلومات، فيما حكمت على المعتدي الآسيوي بـ السجن لمدة 6 أشهر مع الإبعاد عن الدولة بعد انتهاء مدة العقوبة.
اللجوء إلى القضاء المدني للمطالبة بالتعويض
وبعد صدور الحكم النهائي من محكمة التمييز في الشق الجنائي، لجأ المجني عليه إلى المحكمة المدنية، مطالبًا بتعويض مالي قدره 150 ألف درهم عن الأضرار الجسدية والنفسية التي لحقت به، بالإضافة إلى فائدة قانونية سنوية بنسبة 12%.
وقدّم دعواه مدعّمة بالتقارير الطبية، وصور من الأحكام القضائية السابقة، وشهادة من النيابة العامة تثبت نهائية الحكم الجنائي.
حكم مدني بالتعويض والفائدة القانونية
وبعد نظر القضية، وغياب المتهم رغم إعلانه رسميًا، قضت المحكمة بإلزامه بدفع 100 ألف درهم تعويضًا شاملاً للمجني عليه، عن الأضرار المادية والنفسية والجسمانية التي لحقت به نتيجة الاعتداء، إلى جانب فائدة قانونية بنسبة 5% تُحسب من تاريخ صيرورة الحكم نهائيًا حتى السداد الكامل.
وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن الواقعة ثابتة بالأحكام الجزائية، والتقارير الطبية تشير بوضوح إلى أن الاعتداء نتج عنه ضرر جسيم لا يمكن تجاهله. كما أشارت إلى أن الضرر الأدبي في مثل هذه القضايا لا يقل عن الضرر الجسدي، لما يترتب عليه من ألم نفسي، وفقدان الثقة، وإحساس بالقهر.
وأضافت أن المحكمة المدنية تلتزم بما فصل فيه القضاء الجنائي نهائيًا، وفقًا لقواعد قانون الإجراءات وقانون الإثبات.