القاهرة – السابعة الاخبارية
محمود الليثي، أعلنت جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية، في بيان رسمي صدر اليوم الاثنين، أنها بدأت فعليًا اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المطرب الشعبي محمود الليثي، وذلك على خلفية ما وصفته بـ”تعدٍ صارخ” على أغنية “يا مسهرني”، أحد أشهر أعمال التراث الغنائي المصري والعربي، من كلمات الشاعر الكبير أحمد رامي وألحان الموسيقار الراحل سيد مكاوي.
بلاغ رسمي للنائب العام ضد محمود الليثي
وكشف البيان أن المستشار القانوني للجمعية، الدكتور حسام لطفي، تقدم ببلاغ رسمي إلى النائب العام، تم قيده برقم العريضة 1235328، يتهم فيه محمود الليثي بالتحوير والتشويه والاقتباس غير المشروع من أغنية “يا مسهرني”، واستخدامها دون الحصول على تصريح قانوني أو إذن مسبق من أصحاب الحقوق.
وأشار البيان إلى أن الليثي قام بإعادة توظيف مقاطع من الأغنية الكلاسيكية داخل أغنيته الحديثة المعنونة بـ”ما تعيش فيها دور المظبوط”، التي طُرحت مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع بث الموسيقى. واعتبرت الجمعية أن ما فعله الليثي يشكل انتهاكًا واضحًا للحقوق الأدبية والفكرية لورثة أحمد رامي وسيد مكاوي.
“تشويه التراث المصري”
وأضافت الجمعية في بيانها أن الأغنية الأصلية “يا مسهرني” تُعد من أيقونات الغناء العربي، وقد غنتها أم كلثوم وأصبحت رمزًا للفن الراقي والذوق الموسيقي الرفيع. واستنكرت الجمعية ما وصفته بـ”تشويه متعمد” للنص الأصلي، وتحويله إلى كلمات تفتقر إلى الذوق العام والقيمة الجمالية.
وجاء في البيان: “استخدام هذا العمل الفني الخالد دون تصريح، مع تغيير كلماته إلى نص يخلو من أي احترام للفن أو تراثنا الموسيقي، يُعد تعديًا غير مقبول على الهوية الثقافية لمصر، وإساءة بالغة للموسيقى العربية التي نفتخر بها جميعًا”.
موقف الجمعية: “لن نتهاون”
وأكدت جمعية المؤلفين والملحنين أنها لن تتساهل مع أي انتهاك يمس حقوق أعضائها أو التراث الفني المصري، مشددة على أنها بصدد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لضمان حماية حقوق الملكية الفكرية والأدبية، سواء أمام الجهات القضائية أو في المحافل الفنية والثقافية.
ودعت الجمعية كافة الفنانين والمنتجين والموسيقيين إلى الالتزام بالأطر القانونية والأخلاقية عند التعامل مع الأعمال الكلاسيكية، محذرة من أن التعدي على التراث لا يُعد فقط مخالفة قانونية، بل هو أيضًا انحدار في الذوق العام ومسؤولية أخلاقية تجاه الفن.
سوابق وتحذيرات سابقة
وكانت الجمعية قد أصدرت بيانًا تحذيريًا سابقًا منذ أسابيع، أشارت فيه إلى أنها بدأت في اتخاذ خطوات قانونية تجاه محمود الليثي، مشددة على أن أغنية “يا مسهرني” ليست ملكًا عامًا يمكن لأي شخص اقتباسها أو تحريفها دون الرجوع إلى أصحاب الحقوق.
وأكد البيان السابق أن الجمعية تُعد المسؤولة عن إدارة الحقوق الأدبية والفكرية لأعضائها، ومن بينهم ورثة الشاعر أحمد رامي والملحن سيد مكاوي، وأن ما حدث يمثل انتهاكًا مباشرًا وغير مقبول لحقوقهم القانونية والأدبية، خاصة أن العمل تم استخدامه بشكل تجاري ولم يُراعَ فيه أدنى درجات الاحترام للأصل الفني.
ردود أفعال متباينة حول موقف محمود الليثي
ورغم أن محمود الليثي لم يصدر بعد بيانًا رسميًا للرد على الاتهامات الموجهة إليه، فقد أثار الجدل الواسع حول الأغنية موجة من ردود الأفعال المتباينة على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث رأى البعض أن الفنان أخطأ في استخدام عمل كلاسيكي بهذه الطريقة، بينما اعتبر آخرون أن إعادة توظيف الأغاني القديمة جزء من حرية التعبير الفني، طالما تم بأسلوب مبتكر ومحترم، وضمن الأطر القانونية.
وتأتي هذه الواقعة في ظل تنامي الجدل حول احترام حقوق الملكية الفكرية في الساحة الفنية المصرية، حيث تكررت في الآونة الأخيرة حالات استخدام أعمال تراثية دون الرجوع إلى أصحاب الحقوق. وتؤكد جمعيات حقوق المؤلفين أهمية وضع ضوابط صارمة تحمي الإبداع، وتمنع الاستسهال في التعامل مع التراث الفني، خاصة عندما يُستخدم في أعمال تجارية تفتقر إلى الأصالة أو التقدير للقيمة الفنية.
تراثنا ليس سلعة
واختتمت الجمعية بيانها بتأكيدها على أن الأغاني الكلاسيكية المصرية ليست ملكًا مشاعًا، بل هي جزء من الذاكرة الفنية والهوية الثقافية للأمة، ولا يجوز استخدامها أو التلاعب بها دون موافقة أصحاب الحقوق، أو بطريقة تُهين القيمة التي تمثلها هذه الأعمال في وجدان الجمهور العربي.
هذا وتنتظر الأوساط الفنية ما إذا كان محمود الليثي سيرد رسميًا على الاتهامات الموجهة إليه، خاصة بعد تصعيد الأمر إلى النائب العام.
وقد تُشكّل هذه القضية اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية تطبيق قوانين حماية الملكية الفكرية في مصر، ومدى التزام الفنانين بها.