لبنان – السابعة الاخبارية
وليد توفيق، في رد مباشر وواضح على الأصوات التي تطالب باعتزاله الساحة الفنية، خرج الفنان اللبناني وليد توفيق بتصريحات قوية، مؤكدًا أنه لا يلتفت للانتقادات السلبية، وأن قرار التوقف عن الغناء لن يصدر إلا منه شخصيًا، حين يشعر بعدم القدرة على الاستمرار والعطاء.
وفي لقاء تلفزيوني حديث، عبّر توفيق عن تمسكه بمشواره الفني، مشيرًا إلى أن الغناء ليس مجرد مهنة بالنسبة له، بل هو شغف وضرورة وجودية، مضيفًا: “اللي بيطالب باعتزالي، بقوله شكرًا، دي وجهة نظر، وكل واحد حر. إحنا في بلد حر، وفي ناس كتير عايزاني أكمل، والطير إذا وقفته عن التغريد بيموت، وأنا مقدرش مغنيش. الغناء في دمي وإحساسي، يقولوا اللي يقولوه، المهم أنا بحس بإيه”.
وليد توفيق فنان بروح الشباب
الفنان المخضرم الذي بدأ مشواره في سبعينيات القرن الماضي، أوضح أنه لا يزال يشعر بشبابه الفني والإنساني رغم سنوات العمر، وقال: “في ناس عمرها 30 سنة ومن جواها عمرها 80، وأنا لغاية دلوقتي حاسس إن عمري 30 سنة. طالما بقدر أعطي، هكمل. ولو حسيت في لحظة إني مش قادر، هوقف من نفسي، مش علشان حد بيطالبني”.
احترام للجمهور وحرص على التاريخ الفني
توفيق أكد أن ما يحكم استمراره ليس فقط الرغبة في الغناء، بل احترامه لتاريخه الفني وجمهوره، مشددًا على أنه يرفض تقديم أي عمل لا يليق بمسيرته أو لا يشعر بجودته. وقال: “أنا اتعرض عليا أغاني كتير ورفضتها، لأن مقدرش أقولها، ولازم أكون واثق إنها هتنجح. أنا مش مستعد أضيع تاريخي في حاجات مش قدي. الفنان زي الملاكم، وقت ما يحس إنه مش قادر على العطاء، مش غلط إنه يلتفت للأعمال الخيرية”.
وأضاف أن على الفنان أن يتحلى بالمسؤولية تجاه فنه وجمهوره، وأن لا يسمح لأي تراجع في الأداء أو الذوق أن يؤثر سلبًا على تاريخه الطويل، مشيرًا إلى أنه يراقب بدقة كل خطوة يخطوها على الساحة الفنية.
فلسفة في الحياة والنفس
ولم يقتصر حديث وليد توفيق على الفن فقط، بل تحدث أيضًا عن أسلوبه في الحياة وكيف يحافظ على شبابه، سواء نفسيًا أو بدنيًا. وأوضح أنه يتبع نظامًا رياضيًا يوميًا، ويمارس المشي والتمارين الخفيفة بانتظام، وقال: “الرياضة مهمة جدًا، وأنا كل يوم بمشي وبلعب شوية رياضة”.
أما الجانب الأهم بالنسبة له، فهو السلام الداخلي والنقاء النفسي، حيث أشار إلى أن الصفاء الذهني والبعد عن الحقد والحسد هما من أهم أسباب حفاظه على شبابه. وأضاف: “أنا من جوا إنسان صافي وطيب، ومعرفش معنى الحقد. وكل ما بتكبر، بتكتشف إن في حاجات مش لازم تعصبك أو تضايقك، زي الانتقادات. أنا ليه أنام زعلان؟ ليه أزعّل نفسي؟”.
جمهور لا يزال وفيًا
وفي الوقت الذي تتعالى فيه بعض الأصوات التي تطالبه بالاعتزال، لا يزال وليد توفيق يحتفظ بجمهور كبير في العالم العربي، يتابع أعماله القديمة والجديدة ويبادله الحب والوفاء. ويؤكد كثير من المحبين أن أغانيه شكلت جزءًا من ذاكرة الطرب العربي، وأنه لا يزال قادرًا على العطاء والتجدد.
ختامًا: الاعتزال قرار شخصي
من خلال تصريحاته، يبدو واضحًا أن وليد توفيق لا يخطط للاعتزال في الوقت الحالي، بل يرى أن الفنان الحقيقي يعتزل فقط حين يشعر داخليًا بأنه لم يعد قادرًا على تقديم شيء يليق بجمهوره وتاريخه. حتى ذلك الحين، يواصل “النجم العاشق” الغناء والحياة، بروح شابة وعقل حكيم، وبدفء فني لا يزال ينبض بالحب والصوت الجميل.
يُعد المطرب وليد توفيق من أبرز رموز الغناء العربي الذين حافظوا على شعبيتهم لأكثر من أربعة عقود، حيث قدّم مجموعة من الأغاني الخالدة التي لا تزال تُردد حتى اليوم، مثل “انزل يا جميل”، و”ابنك يقولك يا بطل”، و”تيجي نقسم القمر” وهي لا تازال معلقة مع أذهان جماهيره حول كل مكان.
وعلى الرغم من التغيرات الكبيرة التي شهدها الوسط الفني، لا يزال توفيق يتمسك بثوابته الفنية، ويرفض الانسياق وراء الموجات المؤقتة. كما يشدد دائمًا على أهمية الجمع بين الصوت الأصيل والكلمة الراقية، معتبرًا أن الفن رسالة إنسانية قبل أن يكون وسيلة للشهرة أو الكسب، وهو ما يفسر استمراريته واحترام الجمهور له عبر الأجيال.