دبي – السابعة الاخبارية
محمد عبده، عاد الفنان الكبير محمد عبده للظهور أمام جمهوره في مدينة دبي، بعد غياب استمر قرابة عامين بسبب ظروف صحية مرّ بها مؤخرًا. وأعرب الفنان السعودي في لقاء تلفزيوني مع برنامج ET بالعربي عن سعادته الكبيرة بلقاء محبيه من جديد، في مناسبة وصفها بأنها تحمل طابعًا خاصًا ودفئًا إنسانيًا يليق بمكانة الجمهور في قلبه.
وقال محمد عبده إن دبي كانت دائمًا محطة استثنائية في مسيرته، ليس فقط لكونها مدينة نابضة بالحياة، بل لأنها تجمع محبيه من مختلف أرجاء الخليج والجزيرة العربية. وأضاف أن الجمهور في دبي له طابع خاص، حيث يضم خليطًا فنيًا وإنسانيًا يعكس تنوع الذائقة الموسيقية في العالم العربي.
تعاف محمد عبده بعد وعكة صحية مفاجئة
وخلال اللقاء، تطرق محمد عبده إلى حالته الصحية بعد إلغاء حفله السابق في محافظة العلا نتيجة إصابته بوعكة صحية مفاجئة. وحرص على طمأنة جمهوره، مؤكدًا أن الأمر لم يكن خطيرًا، وإنما مجرد إصابة عابرة بإنفلونزا حادة. وقال إن حالته الصحية باتت الآن أفضل بكثير، وإنه حريص على أن يظهر في أفضل حالاته خلال حفله المنتظر في دبي.
وأوضح عبده أن التزامه بالصحة واللياقة البدنية بات جزءًا من نمط حياته، خصوصًا مع تقدمه في العمر، وأنه يدرك تمامًا مدى أهمية الاستعداد الجيد لأي حفل فني، سواء من الناحية الصوتية أو النفسية أو البدنية، ليُقدّم للجمهور ما يليق بتاريخه الفني الطويل.
إشادة تركي آل الشيخ بصوته وأثر المسيرة الطويلة
وفي سياق آخر، أبدى محمد عبده امتنانه الشديد لما قاله المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في السعودية، حين وصف صوته بـ”الإعجازي” خلال لقاء تلفزيوني سابق. وقال عبده إن هذه الكلمات تعني له الكثير، لا سيما أنها جاءت من شخصية لها تأثير كبير في المشهد الفني والثقافي في السعودية.
وأشار عبده إلى أن مسيرته الطويلة، التي امتدت لعقود، لم تكن مجرد أغنيات، بل كانت تجربة إنسانية متكاملة، تركت أثرًا في وجدان الناس، وحملت بين طياتها مشاعر وأحاسيس وحكايات من واقع الحياة، وهو ما جعله يشعر دائمًا بالمسؤولية تجاه جمهوره.
رأيه في تعصب الجماهير الفنية
وتحدث فنان العرب أيضًا عن ظاهرة تعصب الجمهور للفنانين والفرق، مؤكدًا أن الفن لا يعرف العصبية ولا يُقاس بالمنافسة الحادة، بل هو حالة ذوقية مثل الطعام والشراب، تختلف من شخص إلى آخر. وأضاف أن الحب الحقيقي للفن يتمثل في الانفتاح على كل الأصوات والألوان الموسيقية، دون تحيّز أو تشدد، مشددًا على أن التذوق الراقي للموسيقى يبدأ من التسامح الفني.
وأوضح عبده أن نجاح أي فنان لا يُلغي وجود غيره، وأن الساحة تتسع للجميع، وأن على الجمهور أن يبتعد عن المقارنات غير البناءة التي تخلق توترًا لا داعي له في الوسط الفني.
“تحية وفا”.. ألبوم تكريم لرفيق العمر الأمير بدر بن عبدالمحسن
ومن أبرز المحطات التي تحدث عنها محمد عبده خلال اللقاء، كان ألبومه الجديد “تحية وفا”، الذي يكرّم من خلاله الشاعر الكبير الأمير بدر بن عبدالمحسن، والذي وافته المنية مؤخرًا. وقال عبده إن هذا الألبوم هو بمثابة عربون محبة ووفاء لشاعر ارتبط اسمه بمشواره الفني على مدار أكثر من أربعة عقود.
يتضمن الألبوم خمس أغانٍ تحمل توقيع الموسيقار طلال، وهي عبارة عن قصائد جريئة ومليئة بالإحساس، تعبّر عن مراحل مختلفة من المشاعر التي عاشها الشاعر والفنان على مدار سنوات من التعاون المشترك.
وأشار عبده إلى أن ما يجمعه بالأمير بدر بن عبدالمحسن ليس فقط تعاونًا فنيًا، بل علاقة إنسانية عميقة، تطورت على مدى أربعين عامًا، وأثمرت عن أعمال فنية تُعتبر من الأيقونات الخالدة في الغناء الخليجي والعربي.
تحية عيد الأضحى.. ورسالة محبة من القلب
واختتم الفنان محمد عبده حديثه بتوجيه تهنئة خاصة لجمهوره بمناسبة عيد الأضحى المبارك، متمنيًا للجميع عيدًا سعيدًا مليئًا بالمحبة والفرح. وقال إن لقاءه بجمهوره في دبي خلال حفلات العيد هو مناسبة لطالما انتظرها، وإنه يشعر بسعادة كبيرة للعودة إلى المسرح والاحتفاء بالحياة والفن مع من أحبوه ورافقوه في مسيرته.
وأوضح عبده أن الأعياد كانت دائمًا مرتبطة لديه بالغناء واللقاء مع الجمهور، وأنه يعتبر تلك اللحظات أجمل ما يمكن أن يعيشه الفنان، خاصة في مدن مثل دبي التي أصبحت مركزًا ثقافيًا وفنيًا يجمع عشاق الفن من كل مكان.