إيطاليا – السابعة الإخبارية
بريشيا.. في مشهد حزين يعكس ما آلت إليه أوضاع عدد من الأندية العريقة في أوروبا، يستعد نادي بريشيا الإيطالي لإغلاق أبوابه نهائيًا بعد 114 عامًا من تأسيسه، إثر إعلانه الإفلاس بسبب عجزه عن سداد ديون مالية مستحقة.
بهذا الإعلان، تطوى صفحة من صفحات الكرة الإيطالية، كانت مليئة بالنجوم واللحظات التاريخية، وتُضاف مأساة بريشيا إلى قائمة متزايدة من أندية عريقة انهارت ماليًا وإداريًا.

بريشيا..مأساة مالية تتوج سنوات من التراجع
وفق ما أوردته الصحف الإيطالية، جاء قرار إفلاس النادي بعد أن فشل مالكه ماسيمو تشيلينو، رجل الأعمال المعروف في أوساط الكرة الإيطالية، في سداد ديون تبلغ 3 ملايين يورو (نحو 3.4 ملايين دولار)، كانت تمثل جزءًا من مبلغ أكبر يصل إلى 8 ملايين يورومن المستحقات الضريبية والمالية المتراكمة.
وكان أمام تشيلينو مهلة تنتهي يوم الجمعة الماضي لسداد جزء من المبلغ وتقديم خطة للوفاء بباقي الالتزامات، إلا أن عدم اتخاذ أي إجراء حاسم دفع السلطات الرياضية والمحاكم المختصة لاتخاذ الخطوة الأخيرة، التي تتمثل في إنهاء نشاط النادي وسحب أهليته من المشاركة في الدوري الإيطالي.
العقوبات تتوالى.. ثم السقوط
لم تكن المشاكل المالية وحدها هي ما عجل بنهاية بريشيا، بل جاءت أيضًا عقوبات رياضية قاسية من محكمة الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، التي خصمت 4 نقاط من رصيده في دوري الدرجة الثانية (سيري B) بسبب مخالفات إدارية ومالية.
هذه الخصومات كانت كفيلة بإعادة بريشيا من المركز الخامس عشر إلى المركز الثامن عشر، ما يعني هبوطه مباشرة إلى دوري الدرجة الثالثة. ومع فقدان الأهلية القانونية للعب في أي من الدرجات الاحترافية، يصبح بريشيا من الناحية الفعلية نادياً منتهيًا.
من مجد الكرة إلى الهامش
لمن لا يعرف بريشيا، فهو نادٍ يملك إرثًا كرويًا معتبرًا، حيث خاض 23 موسمًا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي (سيري A)، وقدم للعالم مجموعة من أبرز اللاعبين في تاريخ اللعبة.
منهم أندريا بيرلو، أحد أعظم لاعبي الوسط في العالم، والذي بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية بريشيا. وروبرتو باجيو، أحد رموز الكرة الإيطالية، أنهى مسيرته الأسطورية بقميص النادي في أوائل الألفية.
كما لعب للنادي بيب غوارديولا، المدرب الإسباني الشهير، حين كان لاعبًا في خط وسط الفريق أواخر التسعينيات، إلى جانب نجم الهجوم لوكا توني وهداف الآزوري السابق أليساندرو ألتوبيلي.
أفضل مركز حققه بريشيا في تاريخه كان المركز الثامن في موسم 2001، حين تألق باجيو وترك بصمته الأخيرة في الملاعب الإيطالية.

ماسيمو تشيلينو.. رجل يهوى المخاطرة
ما يثير الجدل في نهاية بريشيا، هو شخصية رئيسه ماسيمو تشيلينو، الذي يمتلك تاريخًا حافلًا بإثارة الجدل. قبل بريشيا، أدار تشيلينو نادي كالياري الإيطالي وليدز يونايتد الإنجليزي، واشتهر خلال هذه الفترات بتغييره المتكرر للمدربين وسوء التخطيط الإداري.
رغم وعوده المتكررة بإعادة بريشيا إلى أمجاده، إلا أن الواقع كشف عن سوء إدارة كارثي أدى في النهاية إلى زوال النادي من خارطة الكرة الإيطالية.
حزن جماهيري وغضب لوجستي
جماهير بريشيا، التي طالما تغنت بألوان الفريق الأزرق والأبيض، عبّرت عن حزنها العميق وغضبها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وُجهت انتقادات لاذعة لإدارة النادي والاتحاد الإيطالي، الذي لم يتدخل في الوقت المناسب لإنقاذ الفريق من الانهيار.
ويشير مراقبون إلى أن غياب نماذج التمويل المستدام والرقابة الصارمة على الأندية، ساهم في تضخم الديون ووصول الأمور إلى هذه النهاية المؤلمة.

بريشيا في الذاكرة
بين صعود وهبوط، وأفراح وأزمات، سيظل بريشيا جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الكرة الإيطالية. نادٍ احتضن عباقرة المستديرة، وشهد لحظات لا تُنسى، لكن غابت عنه الرؤية وسقط في فخ الإدارة العشوائية.
ما يثير الجدل في نهاية بريشيا، هو شخصية رئيسه ماسيمو تشيلينو، الذي يمتلك تاريخًا حافلًا بإثارة الجدل. قبل بريشيا، أدار تشيلينو نادي كالياري الإيطالي وليدز يونايتد الإنجليزي، واشتهر خلال هذه الفترات بتغييره المتكرر للمدربين وسوء التخطيط الإداري.
رغم وعوده المتكررة بإعادة بريشيا إلى أمجاده، إلا أن الواقع كشف عن سوء إدارة كارثي أدى في النهاية إلى زوال النادي من خارطة الكرة الإيطالية.
🟥 #آخر_خبر | الإعلان عن إفلاس نادي بريشيا 🇮🇹 بعد 114 سنة على تأسيسه ما يعني عدم تسجيله في أي مسابقة رسمية في إيطاليا pic.twitter.com/0TLAeBRg3l
— beIN SPORTS الإخبارية (@beINSPORTSNews) June 7, 2025