تونس – السابعة الاخبارية
لطيفة، أعلنت الفنانة التونسية لطيفة عن تأجيل إصدار ألبومها الجديد، والذي كان مقرراً طرحه يوم الخميس المقبل. جاء هذا القرار المفاجئ بعد وفاة شقيقها الأكبر نور الدين إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء نومه. الخبر الأليم شكل صدمة كبيرة لها ولجمهورها، إذ أعاد إلى ذاكرتها ألم فقدان والدتها الذي ما زال يرافقها حتى اليوم، مما أدخلها في حالة حزن عميق.
لطيفة كانت تعمل في الاستوديو على وضع اللمسات الأخيرة لألبومها عندما وصلها النبأ المفجع. انعكس هذا الخبر على سير العمل، فقررت أن تعطي نفسها ومن حولها الفرصة للتعامل مع المصاب، احتراماً لذكرى شقيقها ومكانته الهامة في حياتها.
علاقة قوية تربط لطيفة بشقيقها
نور الدين لم يكن مجرد أخ، بل كان من أقرب أفراد العائلة إلى لطيفة. العلاقة الأخوية القوية والجلسات اليومية عبر الاتصالات الهاتفية كانت تشكل جزءاً أساسياً من حياتهما. هذا التواصل المستمر عزز الروابط بينهما، وعندما انتهت هذه الرحلة الفجائية، زاد وقع الرحيل أثراً وحزناً عليها.
لطيفة تحدثت عنه كأطيب خلق الله وملاك في صفة إنسان، مشيرة إلى أن الحديث معه كان مستمراً حتى قبل وفاته بيوم. هذا الاتصال المتكرر جعل من فراقه أمراً مريعاً لم تستوعبه بعد، خاصة أنه لم يكن مجرد رجل عادي في حياتها بل كان صوتاً للطمأنة والدعم والمشاركة في الأفراح والأحزان.
لحظة الإعلان ونعي مؤثر
على حسابها الرسمي على منصة إنستجرام، نشرت لطيفة تدوينة نعت فيها شقيقها بكلمات مؤثرة، عبرت فيها عن صدمتها وحزنها العميق. كتبت أنه أخوها في ذمة الله، ودعت له بالرحمة والمغفرة والدخول في جنة النعيم بإذن الله. كما أشارت إلى أنها تحدثت معه مساء أمس، مما زاد من حدة الصدمة على نفسها وعلى متابعيها.
التدوينة لم تكتفِ بالتعبير عن الحزن بل تضمنت دعاءً لها ولشقيقها، طالبة الصبر من الله على فراقه، واصفةً إياه بأنه كان ملاكاً وقد توارى عن الأنظار فجأة. كلماتها كانت مفعمة بالمشاعر، مما جعل تعاطف الجمهور يتزايد، والعديد من المعجبين شاركوا طلباتها لها بالصبر والسلوان.
تأثير المصاب على مسار الألبوم
لطيفة كانت تمر بمرحلة حماسية قبل طرح الألبوم، إذ اختارت مجموعة من الأغنيات وشاركت جمهورها في استفتاء لاختيار اسم الألبوم من بين خمس أغنيات. التفاعل كان كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، وأظهر متابعون حرصهم على دعمها وتطلعاتهم لسماع ألبومها خلال صيف 2025.
لكن وفاة أخيها أعادت الترتيب إلى أولوياتها. فقد كان المشروع الفني يمثل حلمها الشخصي، ولكن لا يوجد مكان للحزن داخل صيغة العمل الحالي. لذلك اختارت التروي وتأجيل الإطلاق حتى تستعيد التوازن النفسي. التوقعات تشير إلى إعلان موعد جديد للإصدار بعد انتهائها من تجاوز صدمة الرحيل.
كيف تعاملت لطيفة مع الصدمة؟
لطيفة لم تكتفِ بإلغاء مواعيد الاستوديو فقط، بل أعلنت أيضاً عن تأجيل أي حضور إعلامي مقبل كان مقرراً لدعم الألبوم واتبعاته. لديها جدول واضح من اللقاءات التلفزيونية والحفلات، ولكنها فضلت أن تقف جانباً لفترة قصيرة، تمنح نفسها فرصة لاستعادة توازنها النفسي.
أصدقاء مقربون منها تحدثوا عن تراجع واضح في نشاطها خلال الأيام الأخيرة. فقد كانت تكتب نصوصاً تشير إلى اللحظات الجميلة التي عاشتها مع شقيقها، مشيراً إلى أنه كان وجوده بجانبها ليس دعمًا فحسب، بل كان نصف شخصية مشروعها الفني.
ما الأثر المتوقع على المشهد الفني؟
قد يسعى صناع الموسيقى والإنتاج إلى تعديل الجدول الزمني المرتبط بالإصدار، بتحديد موعد جديد قبل نهاية موسم الصيف. التوقعات تشير إلى أن المقاربة قد تشمل إطلاق فيديو كليب أو أغنية منفردة مسبقة للإعلان عن الألبوم، كوسيلة لإبقاء الجمهور مرتبطاً بها ومشدوداً إلى محتواها رغم التأجيل.
من ناحية أخرى، يعتبر الجمهور أن قرار التأجيل يأتي منطقياً وإنسانياً. فلطيفة – كمطربة – تشكل ركيزة مهمة في المشهد الفني العربي، وتتحمل مسؤولية مشاعر جمهورها. والمشاركة الجماهيرية في استفتاء اختيار اسم الألبوم قبل ساعات من الصدمة تؤكد التفاعل الكبير معها، ما يجعل رد الفعل على التأجيل متوقعاً بنظرة رحمة وتفهم من قبل جمهورها.
الأخير المنتظر
حتى الآن لم تُعلن لطيفة عن موعد جديد لإطلاق الألبوم، ولكن المتابعين يترقبون بحذر. الفنانة قد تختار الإعلان عن تاريخ جديد عبر فيديو قصير على قناتها أو حسابها الشخصي، يربط فيه بين العودة الفنية ومرحلة إنها خسارتها، ما يضيف بعداً إنسانياً وقرباً من الجمهور.
يبقى الأكيد أن الألبوم سيطل في الوقت المناسب، عندما تستعيد لطيفة قواها النفسية والمهنية، وتجد صدى جديداً في قلب متابعيها. الجمهور بدوره ينتظرها، ليس فقط كفنانة غنائية، بل أيضاً كشخصية واجهت ألم الفقدان وخرجت بصوت جديد يحمل معها مشاعرها وأحاسيسها الطازجة.
مهما طال الانتظار، يبقى التأجيل مؤشراً على احترامها لذكرى شقيقها وحبها لهده اللمسة الإنسانية التي تميزها كفنانة قبل أن تكون مؤدية. نتمنى أن تكون هذه المساحة الزمنية فرصة للراحة ولإنتاج عمل غنائي رسالته أقوى وأكثر صدقاً.