أمريكا – السابعة الإخبارية
مضيف طيران.. في واقعة أثارت دهشة الأوساط الأمنية وشركات الطيران الأميركية، كشفت تحقيقات فدرالية تورط رجل يُدعى ألكساندر في انتحال صفة مضيف طيران والسفر مجانًا عبر الولايات المتحدة، متجاوزًا بذلك أنظمة الأمن والمراقبة في عدة مطارات رئيسية، ما يسلط الضوء على ثغرات مقلقة في أنظمة التحقق والتفتيش لدى بعض شركات الطيران الكبرى.
مضيف طيران يستغل نظام السفر المجاني
ووفقًا للمدعين العامين، فقد استغل ألكساندر سياسة السفر المجاني التي تتيحها شركات الطيران لمضيفي الطيران والطاقم الجوي، وهي ميزة تمنحهم أولوية في السفر الداخلي والخارجي، عادة لأغراض مهنية أو تسهيلات وظيفية. وقام المتهم بادعاء كاذب أثناء تسجيل الوصول عبر الإنترنت بأنه أحد أفراد طاقم الضيافة، معتمدًا على خبرته السابقة في هذا المجال.
وبينت التحقيقات أن المتهم عمل كمضيف طيران حقيقي لفترة وجيزة بين عامي 2013 و2015 لدى شركات طيران إقليمية، ما منحه إمكانية الوصول إلى معلومات حساسة مثل تصاميم الشارات الرسمية، وأرقام الهوية الوظيفية، وتواريخ التعاقدات، والتي استخدمها لاحقًا في تنفيذ عمليات التزوير.

انتحال واسع النطاق ومناطق محظورة
وتشير تقارير التحقيق إلى أن ألكساندر لم يكتفِ بانتحال صفة موظف في شركة واحدة، بل استنسخ بيانات موظفين من سبع شركات طيران مختلفة، وابتكر ما يقرب من 30 تركيبة مختلفة من بيانات الهوية الوظيفية وتواريخ الانضمام، ليتمكن من حجز الرحلات بشكل متكرر.
ومن بين المدن التي تمكن من السفر إليها بهذه الطريقة: أتلانتا، دالاس، لاس فيغاس، لوس أنجلوس، ونيويورك. ولم تكن الأفعال مقتصرة على السفر فقط، بل دخل المتهم مناطق أمنية محظورة داخل المطارات، متذرعًا بهويته المزيفة كمضيف طيران، ما اعتُبر انتهاكًا مباشرًا وخطيرًا لقواعد السلامة الجوية الفدرالية.
نظام اختراق مدروس
ولفتت السلطات إلى أن المتهم كان يعتمد على نظام اختراق ذكي، يجمع بين بيانات قديمة وشارات مزورة، وبعض رموز الوصول الخاصة بالموظفين، مما مكّنه من تجنب نقاط التفتيش الدقيقة. وقد تمكّن لفترة طويلة من التحايل على كل من النظامين الآلي والبشري المعمول بهما داخل المطارات وشركات الطيران، قبل أن يتم اكتشاف أمره بعد تقاطع معلومات في سجلات الركاب والعاملين.
تهم جنائية وعقوبات محتملة
وقد وُجّهت إلى ألكساندر أربع تهم جنائية تتعلق بالاحتيال عبر وسائل الاتصال، وهي جرائم قد يُعاقب على كل منها بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا، بالإضافة إلى تهمة خامسة منفصلة تتعلق بالدخول غير المشروع إلى مناطق أمنية في المطارات، والتي تصل عقوبتها القصوى إلى 10 سنوات سجنًا.
بالتالي، فإن مجموع العقوبات التي قد يواجهها المتهم قد تصل إلى 90 عامًا خلف القضبان في حال إدانته بكل التهم الموجهة إليه.

تداعيات أمنية على صناعة الطيران
اعتبر القضاة الفيدراليون أن هذه القضية تكشف عن ثغرات مقلقة في منظومات التأمين والتفتيش داخل عدد من شركات الطيران الأميركية، مؤكدين على ضرورة مراجعة شاملة لأنظمة التحقق من هوية الطواقم الجوية، وتحديث آليات المصادقة الرقمية والورقية المعتمدة لدى خطوط الطيران.
كما دعت لجنة النقل والسلامة الجوية إلى إعادة هيكلة نظام امتيازات السفر المجاني، وإلزام الشركات بإجراءات تحقق إضافية قبل منح التصاريح الداخلية أو السماح بالدخول إلى مناطق حساسة.
موعد النطق بالحكم
من المقرر أن تصدر المحكمة حكمها النهائي في هذه القضية يوم 25 أغسطس/آب 2025، وسط ترقّب واسع من وسائل الإعلام، والمتابعين لقضايا أمن الطيران. ويُتوقع أن يتضمن الحكم توصيات إضافية تتعلق بتطوير البنية الأمنية للمطارات وأنظمة الشركات الجوية.
رأي عام منقسم
أثارت الحادثة جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدى البعض دهشتهم من قدرة شخص واحد على خداع منظومة كاملة لعدة سنوات، فيما رأى آخرون أن الثغرات الأمنية – وليست براعة المتهم – هي السبب الحقيقي وراء وقوع مثل هذه الخروقات.
ومع أن المتهم لم يُبلّغ عنه ارتكاب أي جريمة عنيفة أو سرقة داخل الطائرات، إلا أن اختراقه الأمني واستغلاله لثغرات حساسة يُعد تهديدًا حقيقيًا للمنظومة، يستوجب الردع والمعالجة.
أثارت الحادثة جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدى البعض دهشتهم من قدرة شخص واحد على خداع منظومة كاملة لعدة سنوات، فيما رأى آخرون أن الثغرات الأمنية – وليست براعة المتهم – هي السبب الحقيقي وراء وقوع مثل هذه الخروقات.
أمريكي يُدان بعد انتحاله صفة مضيف طيران لـ6 سنوات للسفر مجاناً#مصدر_للأخبار pic.twitter.com/GkiaxqI9Vj
— مصدر (@MSDAR_NEWS) June 15, 2025