الإمارات – السابعة الإخبارية
طيران الإمارات.. في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، أعلنت شركة “طيران الإمارات” تعليق جميع رحلاتها الجوية من وإلى إيران والعراق حتى نهاية يوم الإثنين الموافق 30 يونيو/ حزيران 2025.
ويأتي هذا القرار في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها شركات الطيران لضمان سلامة المسافرين وأطقم الطائرات، في ظل أجواء مشحونة تشهدها المنطقة.
بيان طيران الإمارات
وأكدت الشركة في بيان رسمي صدر صباح اليوم الإثنين، أنها قررت “تعليق جميع رحلاتها مؤقتًا إلى كل من إيران (طهران) والعراق (بغداد والبصرة)، وذلك بسبب الوضع الإقليمي الراهن”، مشيرة إلى أن هذا الإجراء سيبقى ساريًا حتى نهاية الشهر الجاري، على أن يتم تقييم الوضع بشكل مستمر بناءً على تطورات الأحداث.
وأضافت طيران الإمارات: “نواصل تسيير رحلاتنا إلى باقي الوجهات كالمعتاد، لكننا نحث جميع المسافرين على التحقق من حالة الرحلات قبل التوجه إلى المطارات، لتفادي أي إرباك أو تأخير غير متوقع”.
وشددت الشركة على أن الركاب الذين كانت وجهتهم النهائية إلى العراق أو إيران، والذين يسافرون عبر دبي، لن يُسمح لهم بإكمال رحلاتهم في الوقت الراهن، داعية جميع المسافرين المتأثرين إلى التواصل مع وكالات السفر المعنية أو مع مركز خدمة العملاء الخاص بطيران الإمارات، في حال كانوا قد حجزوا تذاكرهم مباشرةً مع الشركة.
كما دعت طيران الإمارات عملاءها إلى تحديث معلومات الاتصال الخاصة بهم عبر قسم “إدارة الحجز” في موقع الشركة الإلكتروني، لضمان تلقيهم لأحدث التنبيهات والإشعارات المتعلقة برحلاتهم.
وأنهت الشركة بيانها بتقديم الاعتذار للعملاء المتأثرين من هذا القرار، مؤكدة أنها “تتابع تطورات الأوضاع عن كثب”، وتعمل بالتنسيق مع الجهات المختصة لضمان اتخاذ الإجراءات الأنسب لحماية الركاب والموظفين.

أزمة إقليمية غير مسبوقة
ويأتي قرار شركة الطيران الإماراتية في ظل تصاعد غير مسبوق للتوترات بين إيران وإسرائيل، وامتدادها لتشمل تدخلاً أمريكياً مباشراً في الأيام الأخيرة. فقد تبادلت إيران وإسرائيل، خلال اليومين الماضيين، ضربات جوية وصاروخية مكثفة، مما أدى إلى تصاعد المخاوف من اندلاع مواجهة شاملة في المنطقة.
وفي الوقت الذي تترقب فيه العواصم العالمية الرد الإيراني على الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية تحت الأرض، تواصل الحكومة الأمريكية إرسال رسائل مزدوجة تجمع بين التهديد والدعوة إلى ضبط النفس.
وكان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد أثار الجدل مجددًا بتصريحاته النارية، حيث كتب عبر منصته “تروث سوشيال” أن “جميع المواقع النووية الإيرانية تعرضت لأضرار جسيمة، وخاصة تلك الموجودة تحت الأرض”. وأضاف في منشور آخر: “على الحكومة الإيرانية أن تصنع السلام الآن، وإلا فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر وأسهل”.
ويُذكر أن الضربة العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل، وصفت بأنها الأوسع منذ الثورة الإيرانية في عام 1979، ما أثار ردود فعل دولية واسعة طالبت بوقف التصعيد والعودة إلى المسار الدبلوماسي.
ورغم أن طهران لم تعلن حتى الآن عن طبيعة ردها الرسمي، إلا أن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أكد أن “الجمهورية الإسلامية ستدافع عن نفسها بكل الوسائل”، في وقت بدأت فيه التعبئة العسكرية على عدة جبهات داخل البلاد.
تأثير مباشر على قطاع الطيران والسفر
لا يقتصر أثر الأزمة الحالية على الأوضاع الأمنية والسياسية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى قطاع الطيران المدني، الذي يتأثر بشكل مباشر من أي توترات في المجال الجوي.
وتعتبر منطقة الخليج والشرق الأوسط من أكثر المناطق الحساسة للطيران التجاري، خاصة أن العديد من شركات الطيران الدولية تمر عبرها أو تتخذ منها محطات عبور رئيسية.
ويحذر مراقبون من أن استمرار التصعيد العسكري قد يدفع المزيد من شركات الطيران العالمية إلى اتخاذ إجراءات مشابهة لما قامت به طيران الإمارات، بما في ذلك تغيير مسارات الرحلات، أو تعليق وجهات محددة، أو حتى وقف العمليات بشكل مؤقت في بعض المناطق.

في هذا السياق، يرى خبراء الطيران أن الأولوية القصوى في مثل هذه الظروف يجب أن تكون دائمًا لضمان سلامة الركاب، موضحين أن شركات الطيران تعتمد على تقييمات أمنية دورية من الحكومات وهيئات الطيران العالمية قبل اتخاذ قرارات من هذا النوع.
ومع استمرار الغموض في الموقف الإقليمي، يبقى مصير الحركة الجوية في بعض مناطق الشرق الأوسط مرهونًا بتطورات الساعات والأيام المقبلة، وسط تحذيرات من توسع دائرة الصراع إلى دول أخرى، مما قد يعمّق الأزمة ويزيد من تداعياتها الاقتصادية والأمنية.
طيران الإمارات وفلاي دبي تُعلقان مؤقتا جميع الرحلات إلى إيران والعراق حتى 30 يونيوhttps://t.co/nDmmGcPXH7#فلاي_دبي#النقل_الجوي#إيران #العراق#طيران_الإمارات pic.twitter.com/zZFp61Axbp
— أرقام العالمية (@ArgaamIM) June 23, 2025