أمريكا – السابعة الإخبارية
ميسي.. في لحظة فارقة بمسيرته الأسطورية، يستعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لخوض واحدة من أكثر المباريات حساسية مع فريقه الأمريكي إنتر ميامي، عندما يواجه فجر الثلاثاء 24 يونيو 2025 فريق بالميراس البرازيلي، ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة كأس العالم للأندية، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن المباراة، رغم أهميتها الفنية والرياضية، تحمل طابعًا خاصًا للنجم العالمي، إذ تتزامن مع عيد ميلاده الثامن والثلاثين، ليكون هذا اللقاء هو الثاني فقط في تاريخه الذي يخوضه في يوم مولده، منذ أن ارتدى قميص المنتخب الأرجنتيني لأول مرة كلاعب دولي قبل نحو عقدين من الزمن.
ميلاد في الميدان.. للمرة الثانية
في 24 يونيو 2006، كان ميسي فتى واعدًا يبلغ من العمر 19 عامًا حين استدعاه المدرب خوسيه بيكرمان لمباراة الأرجنتين أمام المكسيك في دور الـ16 من كأس العالم في ألمانيا. دخل “البرغوث” المباراة في الدقيقة 84، بدلًا من خافيير سافيولا، وشارك في الشوطين الإضافيين، في مواجهة ملحمية حسمها ماكسي رودريغيز بهدف لا يُنسى، صعد بالتانغو إلى ربع النهائي.
واليوم، بعد مرور 19 عامًا، يعود ميسي ليحتفل بعيده على أرض الملعب، ولكن هذه المرة ليس بقميص الأرجنتين، بل بزيّ إنتر ميامي، الفريق الذي نقل إليه خبراته وقيمته الفنية في مغامرة كروية جديدة في الولايات المتحدة.

موقعة فاصلة أمام بالميراس
المباراة أمام بالميراس ليست مجرد لقاء جماهيري أو احتفالية بميلاد أحد أعظم لاعبي العالم، بل هي مواجهة مصيرية في مشوار إنتر ميامي بكأس العالم للأندية، إذ يسعى الفريق الأمريكي لحسم بطاقة التأهل إلى دور الـ16.
ويكفي إنتر ميامي التعادل أو الفوز لضمان العبور إلى الدور الإقصائي، بعد أن حصد 4 نقاط من أول جولتين، ويتقاسم الصدارة مع بالميراس، مع تفوق الأخير في فارق الأهداف.
إنتر ميامي، الذي لم يكن يُحسب على قائمة الأندية المنافسة في البطولات العالمية قبل قدوم ميسي، يقف اليوم على أعتاب دخول التاريخ، في حال نجح في تجاوز العملاق البرازيلي وبلوغ الأدوار المتقدمة للمرة الأولى في تاريخه القصير.
تأثير ميسي.. من برشلونة إلى ميامي
منذ انضمامه إلى إنتر ميامي، أحدث ميسي نقلة نوعية في مستوى الفريق. قادهم للتأهل من الدور الأول، وكان عنصر الحسم في أكثر من مناسبة، وساهم بتسجيل وصناعة أهداف حاسمة ضمن الجولتين الأولى والثانية. وبعيدًا عن الأرقام، فإن مجرد وجوده في التشكيل يمنح الفريق ثقة إضافية ويزيد من الضغط على الخصوم.
ويدرك ميسي، الذي بات يقترب من نهاية مسيرته، أن كل بطولة يخوضها قد تكون الأخيرة، ولهذا يسعى لإضافة لقب عالمي جديد إلى خزانته العامرة، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، بعد أن حقق كل شيء تقريبًا، من كأس العالم وكوبا أمريكا إلى دوري الأبطال والكرة الذهبية.

جماهير الأهلي تترقب
في مكان آخر من العالم، وتحديدًا في مصر، تتابع جماهير النادي الأهلي هذه المواجهة باهتمام كبير. فالفريق الأحمر يخوض في نفس التوقيت مباراة حاسمة أمام بورتو البرتغالي، ومع بقاء أكثر من سيناريو ممكن للتأهل من المجموعة، فإن نتيجة لقاء ميسي ضد بالميراس قد تحدد هوية الفرق المتأهلة.
وإذا انتهت مواجهة إنتر ميامي وبالميراس بالتعادل، فإن الفريق الأمريكي سيتأهل رسميًا، بغض النظر عن نتيجة مباراة الأهلي، وهو ما يعقّد حظوظ الفريق المصري، ويزيد من أهمية فوزه على بورتو بفارق أهداف كبير.
ميسي.. الرمز المستمر رغم السن
بلوغ ميسي عامه الـ38 لا يقلل من تأثيره في الملعب، بل يؤكد على فرادته التاريخية في عالم كرة القدم. في وقت كان معظم اللاعبين قد اعتزلوا أو دخلوا مرحلة التراجع، لا يزال “ليو” عنصرًا حاسمًا في كل نادٍ أو منتخب يرتدي قميصه.
وبينما يحتفل بعيد ميلاده، يضع الأسطورة الأرجنتينية نصب عينيه هدفًا واضحًا: قيادة إنتر ميامي إلى المجد العالمي، وإثبات أن العمر مجرد رقم حين تمتلك الشغف والإصرار على النجاح.
بين الماضي والمستقبل، وبين برشلونة وميامي، وبين 19 عامًا و38 عامًا، يكتب ميسي فصلًا جديدًا في رواية نجم لا يتوقف عن الإبهار. وبينما تنظر أنظار العالم إلى المباراة المنتظرة، يبقى السؤال: هل سيحتفل ميسي بعيد ميلاده بهدف جديد وإنجاز يُضاف إلى تاريخه الذهبي؟
الجماهير تردد شكراً ميسي جعلتنا أبطال العالم
دقيقة ونصف مستحيل تمل منها قشعريرة لا توصف 💙
pic.twitter.com/JTzge6efjB— عمرو (@bt3) June 23, 2025