القاهرة – السابعة الاحبارية
ميريام فارس، أعلنت الفنانة اللبنانية ميريام فارس عن عودتها المرتقبة لإحياء الحفلات في مصر، وذلك بعد غياب استمر لعدة سنوات، كان خلاله اسمها محاطًا بكثير من الجدل بسبب تصريحات سابقة أثارت حفيظة الجمهور المصري، واعتُبرت حينها مسيئة وغير لائقة.
ميريام فارس، التي تعتبر من أبرز نجمات الغناء في الوطن العربي، فجّرت مفاجأة على هامش مشاركتها في مهرجان موازين بالمغرب، حيث صرحت لموقع “القاهرة 24” عن تفاصيل عودتها، قائلة:
“أنا مش بعيدة عن مصر، لكن كنت منتظرة الوقت المناسب. هعمل حفلة كبيرة في مصر الشهر الجاي، وهيكون فيها مفاجآت كثيرة للجمهور المصري اللي بحبه وبقدره.”
هذا الإعلان شكّل مفترق طرق جديد في علاقتها بالجمهور المصري، الذي كانت تربطه بها علاقة قوية في السابق، قبل أن تتوتر على خلفية تصريح قديم اعتبره البعض تقليلًا من مكانة السوق المصري وجمهوره.
ميريام فارس تعود إلى مصر بعد غياب.. جدل قديم، ومرحلة جديدة
الجدل بدأ منذ سنوات، حين أدلت ميريام فارس بتصريح خلال أحد اللقاءات الإعلامية، قالت فيه إنها لم تعد تحيي حفلات كثيرة في مصر كما كانت تفعل سابقًا، موضحة أن شهرتها توسّعت وأجرها ارتفع، مما جعل من الصعب على المنظمين المصريين تلبية متطلباتها المالية والفنية. وصرّحت حينها بوضوح:
“أنا أحب أتكلم بصراحة، الحقيقة أنني كبرت وأجري أصبح عالي عليهم، وأصبحت لي متطلبات كثيرة، وأصبحت ثقيلة على المصريين.”
هذا التصريح، الذي انتشر بسرعة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تسبب في موجة غضب شديدة في الأوساط المصرية، حيث اعتبره كثيرون إساءة مباشرة للشعب المصري وقدراته الاقتصادية، فضلًا عن استعلاء غير مبرر من فنانة اعتاد المصريون على دعمها منذ بداياتها.
محاولات التوضيح واحتواء الأزمة
رغم مرور سنوات على هذا التصريح، لا يزال يُستحضر كلما تم الحديث عن ميريام فارس في السياق المصري، وهو ما جعل عودتها إلى مصر ليست مجرد حفلة عابرة، بل خطوة محاطة بالترقب والتساؤلات حول مدى تجاوز الجرح السابق.
وفي محاولات سابقة لتخفيف حدة الأزمة، أبدت ميريام فارس ندمها على طريقة التعبير، مؤكدة أن كلامها لم يُفهم بالشكل الصحيح، وأنها لم تقصد الإساءة، بل كانت توضح ببساطة أسباب غيابها الطويل. وقالت في أكثر من مناسبة:
“أنا فنانة لبنانية عربية، وجمهوري في مصر غالٍ على قلبي، ولا يمكن أن أسيء إليه بأي شكل. إذا فُهم كلامي بطريقة خاطئة فأنا أعتذر، كانت نيتي فقط توضيح حقيقة ما حدث في مسيرتي.”
حفلة جديدة وبداية مختلفة
تصريحات ميريام فارس الأخيرة خلال مهرجان موازين، حول حفلها المرتقب في مصر، لاقت ردود فعل متباينة. البعض عبّر عن ترحيبه بعودتها، معتبرًا أن الفن يجب أن يكون جسرًا للعبور لا للانقسام، وأن الاعتذار والنية الطيبة يجب أن يُقابلا بالتسامح، خاصة في عالم الفن الذي تحكمه مشاعر الجمهور وتفاعلاته.
في المقابل، لا يزال هناك من يتحفّظ على عودتها، معتبرًا أن الجرح الذي تسببت به لم يُشفَ بعد، وأن عودتها يجب أن تُبنى على أساس من التقدير العميق للجمهور المصري، وليس لمجرد استعادة شعبيتها أو الترويج لألبوم أو مشروع جديد.
ومع ذلك، يبدو أن ميريام فارس مصمّمة على استعادة مكانتها في مصر، وهو ما يظهر من حديثها الحماسي عن الحفل المقبل، والذي وعدت بأن يكون “كبيرًا ومليئًا بالمفاجآت”، ما يشير إلى أنها تحضّر لعرض فني مميز في محاولة لإعادة بناء جسور الثقة مع جمهورها المصري.
أزمة فيروز.. وتصريحات محرفة
وفي سياق آخر، تحدثت ميريام فارس عن جدل آخر طاردها، وهذه المرة بسبب تصريحات نُسبت إليها حول الفنانة الكبيرة فيروز، “جارة القمر”، والتي تُعد من الرموز الخالدة في الغناء العربي.
وخلال إحدى الفعاليات الفنية، وبالتحديد بعد حفل توزيع جوائز “الموريكس دور”، واجهت ميريام موجة من الانتقادات بعد أن تداول البعض تصريحات على لسانها، فُهم منها أنها تنتقد أو تقلل من شأن فيروز، ما أثار استياء جمهور السيدة الكبيرة ومحبيها.
لكن ميريام سارعت لتوضيح موقفها، مؤكدة أن تلك التصريحات لم تخرج منها على الإطلاق، بل تم تحريفها واقتطاعها من سياقها، وقالت:
“لما اتكلمت في الموريكس دور، كان فيه كام شخص قرروا يطلعوا كلام غلط ويحرفوا كلامي، ويألفوا كلام مش موجود ويحطوه بلساني. كل الناس اللي حضروا الحفل عارفين إني اتكلمت بكل الخير والاحترام عن السيدة فيروز، وأنا مستحيل أقلل منها أو من رموز الفن.”
وأضافت:
“أنا دايمًا بشجع المبادرات الإنسانية، ولما اتكلمت عن فيروز كان في سياق مبادرة فنية وإنسانية، لكن البعض اختار يحرّف الكلام ويأوّله بطريقة مش صحيحة.”
ميريام فارس اليوم أمام لحظة مفصلية في مسيرتها الفنية. فعودتها إلى الساحة المصرية، بعد غياب وجدال، ليست مجرد مشاركة فنية، بل اختبار حقيقي لقدرتها على تجاوز الماضي، واستعادة ثقة جمهور لطالما أحبها لكنه شعر بالإهانة في لحظة ما.
ومع إعلانها عن حفل كبير في مصر الشهر المقبل، يبدو أن ميريام تسعى لفتح صفحة جديدة، قائمة على المصالحة والنية الحسنة. وبين من ينتظرها بشغف، ومن لا يزال يحمل تحفظاته، يبقى الحكم الأخير بيد الجمهور المصري، صاحب الكلمة العليا في تحديد من يستحق البقاء في قلوبه.