أمريكا – السابعة الإخبارية
جاستن بيبر .. أثار النجم العالمي جاستن بيبر موجة من الجدل والاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد سلسلة خطوات مفاجئة دفعت جمهوره ومتابعيه إلى طرح تساؤلات عميقة حول حالته النفسية وتوجهاته الجديدة، سواء على المستوى الشخصي أو الفني.
بدأت هذه التحولات بقرار غير متوقع من بيبر، حيث غيّر اسم حسابه الرسمي على منصة “إنستغرام” من @justinbieber إلى @lilbieber، دون أي إعلان أو تفسير مباشر، مما فُسر من قبل البعض على أنه نوع من “إعادة التقديم” لنفسه أو إعلان ضمني عن مرحلة جديدة في حياته.

منشورات شخصية متتالية خلال يوم واحد لـ جاستن بيبر
المفاجآت لم تتوقف عند تغيير الاسم فقط، إذ نشر جاستن 12 منشورًا متتاليًا خلال يوم واحد فقط – في 26 يونيو 2025 – على حسابه الجديد، وهو أمر غير معتاد منه في الأشهر الماضية. تنوعت هذه المنشورات بين صور عائلية، ورسائل مشحونة بالعاطفة والغموض، ما عزّز من فرضية أن بيبر يمرّ بفترة تغيّرات كبيرة داخليًا.
أحد أبرز هذه الصور كانت تلك التي ظهر فيها مع ابنه “جاك بلوز”، الذي وُلد في أغسطس 2024 من زوجته العارضة الشهيرة هايلي بيبر. في لقطة دافئة وعفوية، جلس الطفل الصغير داخل صندوق كرتوني مليء بكرات اللعب، بينما يحتضنه جاستن بابتسامة هادئة، مستخدمًا رموز تعبيرية بسيطة فقط دون شرح أو تعليق.
عودة إلى الجذور.. أم صراع داخلي؟
اختيار اسم المستخدم الجديد “@lilbieber” أثار العديد من التكهنات حول دلالاته. فالبعض رأى فيه محاولة للعودة إلى الجذور والبدايات، حين كان بيبر يُعرف بأسلوبه الطفولي وصوته العذب في بداية انطلاقته الفنية. بينما اعتبره آخرون نوعًا من البحث عن هوية جديدة أو إعادة تعريف للذات، خصوصًا في ظل تصريحاته الأخيرة التي تتناول مشاعر القلق والصدمات النفسية والهوية الذاتية.
وقد لاحظ المتابعون أن بيبر أصبح أكثر انفتاحًا في مشاركة مشاعره الشخصية على إنستغرام، حيث كتب في أحد منشوراته بتاريخ 11 يونيو: “سر الحياة هو الغفران.”
أما في منشور آخر بمناسبة “عيد الأب”، فقد شارك محادثة مع أحد أصدقائه تحدّث فيها عن رفضه كبت مشاعره، وعن أهمية التعبير عن الألم النفسي والغضب، في إشارة واضحة إلى أنه يمرّ بفترة من التحوّل العاطفي والنفسي.
غضب من التدخلات الإعلامية
لم تقتصر تساؤلات الجمهور على منشورات بيبر فقط، بل تصاعدت بعد تداول مقطع فيديو يُظهره ينفعل على عدد من المصورين والصحفيين بسبب ملاحقتهم له في أحد الأماكن العامة. وقد أعاد بيبر نفسه نشر هذا الفيديو على حسابه، مؤكدًا أن ما حدث ليس مجرد لحظة غضب عابرة، بل هو نتيجة ضغوط مستمرة يعيشها بسبب ما وصفه بـ”تدخل الصحافة غير المبرر في حياته الشخصية”.
وكتب معلقًا على الفيديو: “الأمر ليس مزحة… لا أحد يحب أن يُراقب طوال الوقت.

ردود فعل الجمهور: قلق وتضامن
أثار هذا الفيديو وتعليق جاستن عليه تضامنًا واسعًا من جمهوره، خاصة أولئك الذين تابعوا مسيرته منذ بداياته، ويعرفون الضغوط التي تعرض لها منذ سن المراهقة، حيث انتقل من نجم يافع إلى شخصية عامة مطاردة إعلاميًا. عبّر الكثيرون عبر التعليقات عن تفهمهم لمعاناته النفسية، وأثنوا على صراحته وشجاعته في التعبير عن مشاعره، معتبرين أن ما يمر به بيبر هو دعوة غير مباشرة لمراجعة أساليب تعامل الإعلام مع المشاهير.
من جهة أخرى، أعرب آخرون عن قلقهم حيال حالته النفسية، معتبرين أن تتابع المنشورات الغامضة والانفعالات الحادة قد تكون مؤشرات على اضطراب داخلي يحتاج إلى احتواء ودعم، لا إلى تحليل أو اجتهادات من الجمهور ووسائل الإعلام.
جاستن بيبر… رحلة بين الضوء والظل
ما يمر به جاستن بيبر اليوم ليس جديدًا على مسيرته، فقد عرف النجم الكندي منذ بدايته توازنًا هشًا بين النجاح الباهر والتقلبات الشخصية. فقد صعد بسرعة الصاروخ إلى قمة الشهرة وهو في سن مبكرة، ومع كل ألبوم ناجح، واجه فصولًا جديدة من الصراعات النفسية، الضغوط الإعلامية، والعلاقات العاطفية المعقدة.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح بيبر أكثر انفتاحًا في الحديث عن صراعاته مع الاكتئاب والقلق، بل وتحدث في أكثر من مناسبة عن خضوعه للعلاج النفسي، وعن الدور الذي لعبته الإيمان والعائلة – لا سيما زوجته هايلي – في استقراره النفسي.
وربما يكون ولادة ابنه “جاك بلوز” قد لعبت دورًا كبيرًا في إعادة تشكيل أولوياته، وتركيزه على العائلة، مما انعكس على نوعية منشوراته واختياراته الأخيرة، سواء في تغيير الاسم أو الحديث عن “الغفران”، ورفض كبت المشاعر.
هوية رقمية جديدة… أم بداية لمشروع فني؟
وسط التكهنات، يرى بعض المتابعين أن تغيير اسم الحساب إلى “@lilbieber” قد لا يكون مرتبطًا فقط بالجانب الشخصي، بل ربما يُمهّد لمرحلة فنية جديدة، أو إطلاق مشروع موسيقي مختلف، أو حتى العودة إلى نوع من الأسلوب الفني الذي اشتهر به في بداياته.
وقد استند أصحاب هذا الرأي إلى عادة بيبر في استخدام حساباته الرقمية كمنصات لإعلان تحولاته الفنية، كما فعل سابقًا حين مهّد عبر منشوراته لألبوماته أو تعاوناته الغنائية، مما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات عديدة.

في انتظار التوضيح… وصمت جاستن مستمر
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر عن جاستن بيبر أي بيان رسمي يوضح أسباب التغييرات الأخيرة في حسابه على “إنستغرام”، سواء بشأن الاسم أو محتوى المنشورات. كما لم تصرّح زوجته هايلي بأي تعليق، رغم أنها كانت شريكة بارزة في ظهوره الإعلامي خلال العام الماضي، ورافقت لحظاته الأسرية والجماهيرية على السواء.
هذا الصمت يُبقي حالة الغموض قائمة، ويمنح الجمهور مساحة كبيرة للتكهن، لكن ما هو واضح حتى الآن أن بيبر يمر بمرحلة فارقة من النضج والتأمل الذاتي، سواء كان ذلك انعكاسًا لأبوّته الجديدة، أو نتيجة لتحولات نفسية وفنية عميقة.