القاهرة – السابعة الاخبارية
مملكة الحرير، يشهد المشاهد العربي انطلاق عمل درامي مختلف هذا الموسم، حيث تبدأ قناة ON، ابتداءً من اليوم الأحد، عرض المسلسل الجديد “مملكة الحرير“، في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً من الأحد إلى الخميس. ويُعرض أيضًا بالتوازي على منصة “يانجو بلاي”، ليتيح للمشاهدين خيار المتابعة في التوقيت الذي يناسبهم.
المسلسل من تأليف محمد سليمان عبد الملك، وإخراج بيتر ميمي، أحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بالأعمال الدرامية الناجحة في السنوات الأخيرة، وتنتجه شركة “سينرجي” في تعاون يُتوقع له أن يُحدث نقلة في نوعية الإنتاج الدرامي العربي.
مملكة الحرير”.. ملحمة درامية جديدة على شاشة ON
العمل من بطولة مجموعة من النجوم الشباب والمخضرمين، وعلى رأسهم:
- كريم محمود عبدالعزيز
- أسماء أبواليزيد
- أحمد غزي
- سارة التونسي
- عمرو عبدالجليل
- محمود البزاوي
- وليد فواز
هذا التنوع في الأسماء يعكس حرص صُنّاع العمل على تقديم وجبة درامية متكاملة تُرضي مختلف الأذواق.
قصة مملكة الحرير.. دراما خيالية بطابع عبثي
ينتمي مسلسل “مملكة الحرير” إلى نوعية الأعمال الفانتازية ذات الطابع الأسطوري، حيث تدور أحداثه في زمن غير محدد ومكان غير معلوم، ضمن إطار ملحمي يدمج بين الكوميديا السوداء، والدراما السياسية، والصراع على السلطة.
في قلب هذه المملكة المزدهرة، يحتفل الملك نور الدين الثاني بعيد ميلاده، لكنه لا يعلم أن عمه “الدهبي” يخطط لاغتياله. ينفذ الدهبي انقلابه ويقتل الملك، ثم يسعى للتخلّص من أبنائه شمس الدين وجلال الدين، إلا أن الخادم المخلص رضوان، رغم أميّته، يتمكن من تهريب الطفلين. لكن خلال الهروب، يفقد أثرهما.
يتربى شمس الدين وسط العبيد ويعمل جنديًا بسيطًا في كتيبة تابعة للمملكة دون أن يعرف هويته الحقيقية، بينما ينشأ شقيقه الأصغر جلال الدين وسط المحتالين وقطاع الطرق، ليتحول إلى شخصية ساخرة ومتمردة.
أما الأخت الكبرى جليلة، فتقع في قبضة “الدهبي”، الذي يبقيها في القلعة ويُخضعها لتربيته الخاصة، ثم يُجبرها على الزواج من ابنه المدلل، في محاولة منه لتوطيد حكمه وخلق شرعية جديدة.
أبعاد درامية وسياسية
رغم الطابع الأسطوري للعمل، إلا أن “مملكة الحرير” تحمل في طياتها إسقاطات سياسية واجتماعية واضحة. فالصراع على العرش، وخيانة الأقارب، والاختباء خلف الشعارات الزائفة، كلها محاور درامية يمكن إسقاطها على الواقع العربي الراهن، خاصة في ظل التحولات التي شهدتها المنطقة في العقد الأخير.
شخصية “الدهبي” تمثل النموذج الكلاسيكي للطاغية الذي يسعى لتوطيد حكمه بأي ثمن، حتى وإن كان عبر الخيانة والدم. بينما يُجسد شمس الدين الصراع بين النشأة القاسية والانتماء الفطري للمُلك، في حين يُعبّر جلال الدين عن تيار التمرد والفوضى الناتجة عن العزلة والتهميش.
أما “جليلة”، فهي تمثل فئة النساء في الأنظمة الاستبدادية، حيث تُستخدم كأداة في يد الحاكم، تُشكل وفق رغباته السياسية والاجتماعية.
رؤية إخراجية مختلفة
يمثل المسلسل تحديًا بصريًا وإخراجيًا من نوع خاص. فالمكان “غير المعروف”، والزمن “غير المحدد”، يفرضان على المخرج بيتر ميمي استخدام رؤية بصرية مختلفة عن النمط الواقعي السائد في أغلب الدراما المصرية. وهو ما يتضح من الديكورات الضخمة، وتصميم الأزياء الذي يجمع بين التاريخ والخيال، فضلًا عن الإضاءة والمؤثرات التي تخلق جوًا من الغموض والسحر.
هذه العناصر تضع العمل في مرتبة قريبة من المسلسلات الغربية ذات الطابع الأسطوري مثل “Game of Thrones”، لكن مع طابع شرقي محلي يُراعي الثقافة والذوق العربي.
مغامرة درامية محفوفة بالتحديات
لا شك أن “مملكة الحرير” يُمثل مغامرة فنية لصُنّاعه، كونه يخالف القوالب الدرامية التقليدية التي اعتاد عليها الجمهور. لكنه في الوقت نفسه يعكس رغبة في كسر النمطية وتجديد المحتوى الدرامي العربي، لا سيما في ظل التنافس المتزايد بين المنصات الرقمية والقنوات التلفزيونية.
النجاح الجماهيري للعمل سيتوقف على قدرته في الجمع بين الخيال والمتعة، والتشويق والمعنى، إضافة إلى الأداء التمثيلي المقنع، والكتابة المحكمة التي لا تسقط في فخ الاستعراض المجاني أو الخطابة الزائدة.
“مملكة الحرير” ليس مجرد مسلسل فانتازي آخر، بل هو تجربة درامية طموحة تُحاول تقديم محتوى مختلف في شكل ومضمون جديدين. فهل ينجح العمل في نيل رضا الجمهور والنقاد؟ هذا ما ستكشفه الحلقات القادمة، لكن الأكيد أن جمهور الدراما العربية على موعد مع تجربة لا تُشبه غيرها.