إسبانيا- السابعة الإخبارية
ديوغو جوتا .. في لحظة مؤثرة اختلط فيها الألم بالحنين، خرجت روتي كاردوزو، زوجة النجم البرتغالي الراحل ديوغو جوتا، عن صمتها، لتشارك الجمهور أول تعليق لها بعد الفاجعة التي صدمت العالم، والتي أودت بحياة زوجها وشقيقه في حادث سير مروّعفجر الأربعاء في شمال غرب إسبانيا.
واختارت كاردوزو أن تعبّر عن مشاعرها بإعادة نشر رسالة حب قديمة كتبتها عام 2019، عندما كانت تتأمل سنوات الحب التي جمعتها بجوتا منذ سن المراهقة.
لكن الكلمات التي كُتبت ذات يوم بحب وأمل، تحوّلت الآن إلى مرثية موجعة هزّت قلوب متابعيها، وعبّرت عن عمق الحزن الذي تعيشه.
قالت روتي في الرسالة التي أعادت نشرها: “قلنا إننا سنبقى معًا حتى يفرقنا الموت… واليوم أقول: حتى الموت لا يستطيع أن يفرقنا.”
كلمات قصيرة لكنها تحمل من الألم ما يكفي ليشعر به كل من عرف الحب أو عاش لحظة فُقدان.

ديوغو جوتا قصة حب بدأت على مقاعد الدراسة
كشفت كاردوزو في رسالتها عن تفاصيل علاقتها بجوتا، التي بدأت في عمر 15 و16 عامًا، حين كانا مجرد مراهقين يتشاركان الفصل الدراسي في البرتغال. كتبت تقول: “من كان يتصور أن هذين الطفلين سيعيشان في ثلاث دول، ويزوران عشرًا، ويظلان كما هما: يضحكان، يخطئان، ينجحان، ويتمسكان ببعض أكثر كل مرة.”
وأضافت: “عرفنا الصعود والهبوط، لكننا لم نتوقف عن السعي والتقدم، يدًا بيد… كبرنا معًا، وسنكبر معًا أيضًا.”
لكن القدر اختار نهاية مختلفة لهذه القصة، نهاية مفجعة لم تكن في الحسبان، حين خطف الموت ديوغو وأندريه في لحظة واحدة.
حادث مروّع يهز العالم
وقع الحادث في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، عند الكيلومتر 65 من الطريق السريع A-52 في مقاطعة زامورا الإسبانية، حين كانت السيارة التي يستقلها جوتا وشقيقه أندريه تسير بسرعة متوسطة، قبل أن تفقد السيطرة في أحد المنعطفات الحادة وتنقلب بشكل عنيف، لتتحول إلى كتلة من النيران خلال ثوانٍ، بحسب إفادات شهود عيان.
وبحسب التقارير الرسمية، فإن الحادث أسفر عن وفاة الشقيقين على الفور نتيجة اختناق بالدخان الكثيف وإصابات مميتة ناجمة عن الانقلاب العنيف.
وأكدت فرق الطوارئ أن سرعة انتشار النيران منعت أي محاولة للإنقاذ، رغم وصول رجال الإطفاء خلال دقائق.

جوتا… من نجم إلى أسطورة راحلة
كان ديوغو جوتا، الذي رحل عن عمر 28 عامًا، أحد أبرز نجوم الكرة البرتغالية، وأحد أعمدة ليفربول تحت قيادة يورغن كلوب. منذ انتقاله إلى “الريدز” في 2020 قادمًا من وولفرهامبتون، أحرز 65 هدفًا في 182 مباراة، وقدم 26 تمريرة حاسمة، وساهم في تتويج الفريق بثلاثة ألقاب كبرى.
لكن رغم الإنجازات داخل الملعب، فإن جوتا كان معروفًا أكثر بهدوئه وتواضعه وشخصيته الدافئة خارج الملعب، وهي السمات التي جعلته محبوبًا ليس فقط بين جماهير ليفربول، بل أيضًا بين زملائه ومدربيه.
وداعه الأخير مع المنتخب
كانت آخر مباراة دولية لجوتا قبل أيام فقط، حين شارك مع منتخب البرتغال في نهائي دوري الأمم الأوروبية ضد إسبانيا، حيث دخل في الدقيقة 106 من الوقت الإضافي. لم يسجل أو يسدد ركلات ترجيح، لكن البرتغال تُوّجت باللقب، في ختام غير متوقع لمسيرة دولية حافلة.
ردود فعل مؤثرة حول العالم
منذ انتشار خبر الوفاة، غصّت وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات التعازي والرثاء، وعبّر نجوم كرة القدم عن صدمتهم، على رأسهم كريستيانو رونالدو، كيفين دي بروين، وكيليان مبابي، الذين نعوا جوتا بكلمات مؤثرة.
نادي ليفربول بدوره نشر بيانًا رسميًا قال فيه: “نشعر بحزن عميق لرحيل لاعبنا ديوغو جوتا. نفكر في زوجته وطفله وكل أحبائه.”
كما قرر النادي إلغاء الحصة التدريبية الصباحية، ووقف اللاعبون دقيقة صمت حدادًا على روح زميلهم.
وفي البرتغال، أعلن الاتحاد البرتغالي الحداد الرسمي، ونعى جوتا في بيان مؤثر جاء فيه: “فقدنا اليوم لاعبًا استثنائيًا، وإنسانًا لا يُعوّض.”

ذكراه ستبقى خالدة
برحيله، انضم ديوغو جوتا إلى قائمة من الرياضيين الذين غادروا الحياة في ذروة تألقهم. لكن ما يجعله حاضرًا في القلوب ليس فقط عدد الأهداف أو الألقاب، بل ما تركه من أثر إنساني عميق.
وربما لم تجد زوجته روتي كلمات أبلغ من تلك التي كتبتها قبل أعوام:“حتى الموت لا يستطيع أن يفرقنا.”
كلمات ستكون الشاهد الأبقى على قصة حب لم تنتهِ… بل بدأت للتو في الذاكرة
.
— Portugal (@selecaoportugal) July 3, 2025