إسبانيا – السابعة الإخبارية
ديوغو جوتا.. في حادث مأسوي صدم الوسط الرياضي العالمي، لفظ نجم نادي ليفربول والمنتخب البرتغالي ديوغو جوتا أنفاسه الأخيرة فجر اليوم، إثر حادث سير مروع وقع على الطريق السريع A-52 في مقاطعة زامورا شمال غرب إسبانيا، وأسفر أيضًا عن وفاة شقيقه أندريه جوتا، لاعب كرة القدم البالغ من العمر 26 عامًا.
وتظهر لقطات مروعة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، وصُوّرت من سيارة كانت تسير خلف مركبة جوتا، اللحظات الأولى التي أعقبت الاصطدام والانقلاب والاحتراق الكامل للسيارة، في مشهد صادم هزّ مشاعر الملايين حول العالم.
<
صور تم التقاطها من سيارة أخرى تظهر اللحظات التي تلت الحادث الذي أودى بحياة ديوغو جوتا وشقيقه أندريه سيلفا، عند الكيلومتر 65 من الطريق السريع A-52 في منطقة سيرناديلا، بمقاطعة زامورا إسبانيا
pic.twitter.com/0y7u02LkFw— 𝗠𝗢𝗛𝗔𝗠𝗠𝗘𝗗 (@optimistic2025) July 3, 2025
h2 class=”p1″ dir=”rtl”>
ديوغو جوتا: تفاصيل مأساوية لحادث مأساوي
وقع الحادث في الساعة الثالثة فجرًا بتوقيت إسبانيا، عند الكيلومتر 65 من طريق A-52، حين كانت السيارة التي يستقلها الشقيقان تسير بسرعة متوسطة بحسب ما أفادت به الشرطة المحلية. لكن مع دخول أحد المنعطفات الخطرة قرب بلدة سيرناديلا، فقد السائق السيطرة على المركبة، لتنقلب بعنف مرات عدّة وتستقر على جانب الطريق.
وخلال ثوانٍ معدودة، اشتعلت النيران في السيارة بشكل كامل، وهو ما وثّقته الصور والفيديوهات المتداولة. ورغم محاولة شهود عيان التدخل، إلا أن قوة النيران وكثافة الدخان حالت دون وصولهم للضحايا.
وقالت أجهزة الطوارئ الإسبانية إنهم تلقوا اتصالاً عبر رقم الطوارئ 112، ووصلوا للمكان خلال دقائق، لكن كانت النيران قد التهمت السيارة بالكامل، مانعةً أي فرصة للنجاة.

شخيص وفاه ديوغو جوتا: اختناق وجروح قاتلة
وفقًا للتقارير الطبية الأولية، فإن السبب الرئيسي لوفاة ديوغو وأندريه هو الاختناق بسبب استنشاق الدخان الكثيف، إضافة إلى إصابات بالغة في الرأس والصدر ناجمة عن شدة الانقلاب.
التحليلات أشارت إلى أن ألسنة اللهب انتشرت بسرعة قياسية، مما صعّب إمكانية التدخل في الوقت المناسب.
وكان اللاعبان في طريق العودة من زيارة عائلية إلى إحدى القرى القريبة، لتكون تلك الرحلة العائلية البسيطة آخر محطة في حياتهما، في نهاية مأساوية صدمت عائلتهما وكل من عرفهما.
من نجم إلى أسطورة راحلة: مسيرة ديوغو جوتا
انضم اللاعب إلى ليفربول الإنجليزي في عام 2020 قادمًا من وولفرهامبتون، مقابل صفقة تجاوزت 44 مليون يورو.
وخلال فترة قصيرة، استطاع اللاعب البرتغالي أن يفرض نفسه كأحد أهم الأسماء الهجومية في الدوري الإنجليزي الممتاز.
شارك جوتا في 182 مباراة بقميص “الريدز”، أحرز خلالها 65 هدفًا، وصنع 26 هدفًا آخر، وساهم في تتويج الفريق بثلاثة ألقاب كبرى: الدوري الإنجليزي، كأس الاتحاد، وكأس الرابطة. عُرف بروحه القتالية وأدائه المتفاني، واعتُبر أحد أكثر اللاعبين فعالية في المباريات الكبرى.

وداعه الدولي الأخير
آخر ظهور رسمي لجوتا كان قبل أيام قليلة من وفاته، حين شارك مع منتخب البرتغال أمام إسبانيا في نهائي دوري الأمم الأوروبية، حيث دخل بديلاً في الوقت الإضافي ولم يسدد في ركلات الترجيح. وفازت البرتغال باللقب، وكانت تلك المباراة آخر ظهور دولي لهقبل أن يغادر الحياة فجأة.
صدمة في ليفربول والبرتغال
فور إعلان الخبر، خيمت حالة من الحزن الشديد على أجواء نادي ليفربول، حيث نشر النادي بيانًا مقتضبًا جاء فيه: “نشعر بصدمة عميقة وحزن كبير لفقدان لاعبنا العزيز ديوغو جوتا. قلوبنا مع عائلته وأحبائه في هذه المحنة المفجعة.”
كما ألغى النادي تدريباته الصباحية اليوم، ووقف اللاعبون دقيقة صمت حدادًا على روح زميلهم. وأعرب عدد من زملائه في الفريق مثل محمد صلاح وأليسون بيكر عن حزنهم عبر حساباتهم الشخصية.
وفي البرتغال، عمّت حالة من الأسى الشديد، ونعى الاتحاد البرتغالي لكرة القدم اللاعب برسالة جاء فيها: “فقدنا اليوم لاعبًا مميزًا، وإنسانًا راقيًا. جوتا كان رمزًا للتفاني والعطاء في الملاعب.”

وداع موجع.. ورسالة خالدة
نعاه كبار نجوم كرة القدم العالمية، مثل كريستيانو رونالدو وكيليان مبابي، الذين عبّروا عن حزنهم العميق لرحيل زميل وصديقداخل وخارج الملعب.
وانتشرت صور وأهداف جوتا عبر مواقع التواصل الاجتماعي كنوع من التحية الوداعية للاعب لن تنساه الجماهير.
الحادث يعيد للأذهان حوادث مشابهة لنخبة من الرياضيين الذين غادروا الحياة في ذروة عطائهم، ليبقى السؤال: ماذا كان يمكن أن يحقق جوتا لو أمهله القدر سنوات أخرى؟
بينما تستمر التحقيقات لتحديد ملابسات الحادث بدقة، يبقى العالم الرياضي في حالة صدمة وحداد على فقدان أحد ألمع نجوم الكرة الأوروبية. سيظل ديوغو جوتا حاضرًا في ذاكرة جماهير كرة القدم، ليس فقط بأهدافه وأرقامه، بل بروحه الرياضية وإنسانيته العالية.
