مصر – السابعة الإخبارية
شيكابالا.. في لحظة تختلط فيها مشاعر الوفاء بالفخر والحزن، أعلن محمود عبدالرازق “شيكابالا”، قائد نادي الزمالك وأحد أبرز رموزه في العقدين الأخيرين، اعتزاله الرسمي لكرة القدم، منهياً مسيرة امتدت لأكثر من 20 عامًا داخل ميادين اللعبة، رغم استمرار عقده مع النادي حتى نهاية الموسم المقبل.
القرار جاء صادمًا لعشاق القلعة البيضاء، التي اعتادت على رؤية “الفهد الأسمر” وهو ينسج سحره في الملاعب، ويمرر بقدمه اليسرى ما لا يمكن وصفه إلا بالإبداع الخالص.
اعتزل شيكابالا، ولكن سيرته ستبقى محفورة في ذاكرة جماهير الزمالك والكرة المصرية والعربية.

شيكابالا بداية من ذهب: مولد نجم في سن السابعة عشرة
كانت البداية يوم 16 يناير 2003، حين شارك شيكا للمرة الأولى بقميص الفريق الأول، في مباراة ذهاب دور الـ16 من كأس مصر أمام فريق غزل المحلة، حينها كان يبلغ من العمر 17 عامًا فقط، لكنه نجح في ترك بصمته سريعًا، بتسجيل هدف المباراة الوحيد، مانحًا فريقه الفوز وملفتًا الأنظار بموهبته الخارقة.
ومنذ تلك اللحظة، بدأت فصول حكاية نجم ولد ليكون مختلفًا، نجم لم يكن فقط لاعبًا مهاريًا، بل رمزًا للانتماء والعشق الحقيقي لنادٍ تربّى في أروقته، وتشبع بألوانه البيضاء.
18 بطولة وذكريات لا تُنسى
مسيرة الأباتشي داخل جدران الزمالك توجت بـ18 لقبًا محليًا وقاريًا، جعلته اللاعب الأكثر تتويجًا في تاريخ النادي. وعلى الرغم من أن بعض فترات مسيرته شهدت محطات خارجية وإعارات قصيرة، إلا أن عشقه للزمالك بقي راسخًا، وعاد إليه دائمًا كما يعود الابن إلى حضن أمه.

فيما يلي إنجازاته بالأرقام:
• الدوري المصري الممتاز: 4 مرات
• كأس مصر: 7 مرات
• كأس السوبر المصري: مرتان
• كأس السوبر الأفريقي: 3 مرات
• كأس الكونفدرالية الأفريقية: مرة
• دوري أبطال أفريقيا: مرة واحدة (معترف بها كجزء من الفريق)
ورغم هذه الأرقام، فإن إنجاز شيكا الأكبر ربما لا يُقاس بالكؤوس فقط، بل بمكانته في قلوب الجماهير، التي طالما رأت فيه القائد الذي يُشعل المدرجات، ويُحارب من أجل شعار النادي، مهما كانت الظروف.
قائد في زمن التحديات
عرفت جماهير الزمالك شيكابالا قائدًا مختلفًا، ليس فقط بفنياته العالية، بل بصلابته في الدفاع عن الفريق في أصعب اللحظات. تحمل كثيرًا من الضغوط، وواجه هجومًا إعلاميًا مستمرًا، ومرّ بفترات تجميد وتهميش، لكنه كان دائمًا يعود، يُقاتل ويصنع الفارق.
تحوّل شيكابالا من مجرد لاعب موهوب إلى رمز شعبي وجماهيري، خاصة بعد ظهوره في أكثر من نهائي محلي وأفريقي كان خلالها محورًا مؤثرًا في نتائج الفريق. بل إنه أصبح أيقونة للانتماء الكروي، و”كابتن” يحترمه الخصوم قبل المحبين.

قرار الاعتزال… صدمة وواقعية
جاء إعلان اعتزال اللاعب مفاجئًا، رغم أن البعض كان يتوقعه نظرًا لتقدمه في السن (مواليد 1986) وبعض الإصابات المتكررة. إلا أن المفاجأة الحقيقية كانت في أنه لا يزال مرتبطًا بعقد مع النادي يمتد حتى نهاية الموسم القادم.
ولم يكشف شيكابالا حتى الآن عن الخطوة التالية في مسيرته، سواء بالبقاء في المنظومة الزملكاوية كمدرب أو إداري، أو التوجه لمجال آخر داخل كرة القدم أو خارجها. لكن المؤكد أن مكانه محفوظ، ليس فقط داخل جدران النادي، بل في قلوب ملايين الجماهير.
ردود أفعال واسعة… وحب جماهيري لا يُشترى
ما أن أعلن شيكابالا اعتزاله، حتى اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي موجة كبيرة من التفاعل، حيث عبّر جمهور الزمالك، ولاعبون سابقون، وعدد من نجوم الكرة المصرية، عن احترامهم لمسيرته وتقديرهم لمشواره الطويل.
وكتب كثير من المشجعين “لن يأتي مثلك”، و”قائدنا الأبدي”، في إشارة إلى الحب الذي يتمتع به بين الجماهير، والذي صنعه بعطائه ووفائه للنادي على مدار أكثر من 20 عامًا.
شيكابالا.. الختام بشموخ وبياض نقي
قد يبتعد شيكابالا عن الملاعب، لكنه لن يغادر ذاكرة من تابعوه. هو ذلك الفتى الأسمر الذي أتى من أسوان، ليصبح أسطورة الزمالك الحديثة، الذي لم تغره الأموال ولا العروض الخارجية، وبقي وفيًا للنادي الذي تبنّاه صغيرًا، وأوصله إلى القمة.
وما أن أعلن شيكابالا اعتزاله، حتى اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي موجة كبيرة من التفاعل، حيث عبّر جمهور الزمالك، ولاعبون سابقون، وعدد من نجوم الكرة المصرية، عن احترامهم لمسيرته وتقديرهم لمشواره الطويل.
رسمياً.. الأباتشي يعلن اعتزاله كرة القدم pic.twitter.com/EYvaqg0ruZ
— Zamalek KSA Fans (@KsaZamalek) July 3, 2025