أمريكا – السابعة الاخبارية
ديوجو جوتا، في لحظة إنسانية عميقة، امتزجت فيها الرياضة بالحزن، خيّم الصمت على ملعب “كامبينغ وورلد” بمدينة أورلاندو الأمريكية، مساء الجمعة، قبل انطلاق مباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية بين نادي الهلال السعودي وفلومينينسي البرازيلي، حيث وقف اللاعبون دقيقة حداد على روح اللاعب البرتغالي الراحل ديوجو جوتا، مهاجم ليفربول الإنجليزي، الذي وافته المنية في حادث مأساوي وقع قبل المباراة بيوم واحد فقط.
ديوجو جوتا في الذاكرة.. لحظة حداد تهز كأس العالم للأندية
وسط هذا المشهد الصامت المهيب، كانت الدموع أبلغ من كل الكلمات. الكاميرات التقطت لحظات مؤثرة للغاية، حين لم يتمالك الثنائي البرتغالي روبين نيفيز لاعب وسط الهلال، وجواو كانسيلو لاعب فلومينينسي، دموعهما، وانفجرا بالبكاء في مشهد صادق ومفجع.
🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨🚨
يا ساتر .. روبن نيفيز ينهار بالبكاء على صديقه جوتا 😢
pic.twitter.com/BICZkAdvkm— عمرو (@bt3) July 4, 2025
كانسيلو، الذي يُعد من أقرب أصدقاء جوتا في المنتخب البرتغالي، بدا عليه الانهيار التام، إذ حاول زملاؤه تهدئته بينما غطى وجهه بكفيه. أما نيفيز، فوقف محني الرأس، عاجزًا عن إخفاء دموعه التي انهمرت بمجرد بداية دقيقة الصمت.
جوتا يرحل فجأة.. والحزن يعم الملاعب
الخبر جاء صادمًا مساء الخميس، حين أعلنت السلطات البريطانية نبأ وفاة ديوجو جوتا، بعد حادث سيارة مروّع قرب مقاطعة ميرسيسايد، ما شكّل فاجعة لجمهور ليفربول وزملائه في الفريق والمنتخب على حد سواء. النجم البرتغالي الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره كان من الوجوه اللامعة في الكرة الأوروبية، ويمتاز بشخصية متواضعة محبوبة داخل وخارج المستطيل الأخضر.
وفور إعلان الوفاة، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إقامة دقيقة حداد في مباريات نصف النهائي بكأس العالم للأندية، مع ارتداء شارات سوداء من قبل اللاعبين، كتحية لروح اللاعب الراحل وتقديرًا لمسيرته المتميزة.
الهلال وفلومينينسي.. نزال قوي يبدأ بمشهد حزين
دقيقة الحداد التي سبقت مباراة الهلال وفلومينينسي منحت المواجهة طابعًا إنسانيًا عميقًا، إذ بدت المشاعر طاغية على التكتيك في الدقائق الأولى من المباراة. ورغم أن الحدث رياضي من الدرجة الأولى، إلا أن أجواء الحزن خيمت على المدرجات والمنصة الرسمية، في مشهد يجسّد كيف أن كرة القدم أكبر من مجرد منافسة، وأن إنسانية اللاعبين تسبق أدوارهم الفنية.
سيميوني إنزاجي: اللحظة كانت مؤلمة على الجميع
وعقب المباراة، تحدّث مدرب الهلال، سيميوني إنزاجي، لوسائل الإعلام، قائلاً:
“اللحظة كانت صعبة على الجميع، وخاصة على نيفيز وكانسيلو، اللذين عرفا جوتا عن قرب. كان فقدانه مفاجئًا ومؤلمًا، وقد حاولنا دعم نيفيز نفسيًا قبل المباراة، لكنه تأثر بشدة رغم كل شيء.”
وأكد إنزاجي أن الطاقم الفني كان على اتصال مع اللاعبين منذ إعلان الخبر، وحرص على منحهم الدعم الكامل، مشيرًا إلى أن ما حدث يعكس الروابط العميقة التي تربط اللاعبين داخل عالم كرة القدم.
صدمة في معسكر البرتغال.. ورسائل تعزية من كل الأندية
لم تتوقف التأثيرات عند ملعب أورلاندو، بل امتدت إلى جميع أنحاء أوروبا، حيث قدّمت المنتخبات البرتغالية والأندية الأوروبية الكبرى رسائل تعزية عبر حساباتها الرسمية، أبرزها نادي ولفرهامبتون الذي لعب له جوتا سابقًا، ونادي أتلتيكو مدريد الذي عبّر مدربه دييغو سيميوني عن حزنه الشخصي لفقدان “لاعب نادر ومتواضع”.
أما محمد صلاح، زميل جوتا في ليفربول، فقد كتب تغريدة مقتضبة عبّر فيها عن صدمته، قائلاً:
“وداعًا يا صديقي.. سأشتاق لك كثيرًا. لن تُنسى أبدًا.”
حمدالله يظهر لأول مرة بشعار الهلال في أجواء حزينة
وبينما عيون الجماهير كانت تتابع كل لحظة على أرض الملعب، لفت المغربي عبد الرزاق حمدالله الأنظار أيضًا، وهو يظهر للمرة الأولى بقميص الهلال خلال عمليات الإحماء قبل انطلاق اللقاء. ورغم الأجواء المشحونة بالحزن، استقبلت الجماهير نجمها الجديد بحفاوة، لكن المشهد العام طغى عليه الترقب الصامت بعد دقيقة الحداد المؤثرة.
رسائل حب من الجماهير.. “ارقد بسلام يا جوتا”
عبارات الرثاء لم تتوقف عند اللاعبين والمدربين، بل امتدت إلى المدرجات والشاشات العملاقة، حيث ظهرت عبارة “ارقد بسلام يا جوتا”، ورفعت الجماهير لافتات تحمل صور اللاعب البرتغالي، في رسالة وفاء وحزن اجتمعت على اختلاف الجنسيات والميول الكروية.
حين تصمت الملاعب.. وتبكي الكرة
اللحظة التي جمعت الهلال وفلومينينسي قبل انطلاق المباراة لم تكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل كانت تجسيدًا نادرًا لقيمة الإنسان في قلب الرياضة. حين يتوقّف الجميع لدقيقة واحدة، ويُسمع فيها صوت البكاء والصمت فقط، تدرك أن كرة القدم ليست مجرد أرقام وأهداف، بل عاطفة وشغف وألم أيضًا.
وربما سيرحل جوتا، لكن صورته ستبقى محفورة في وجدان الجماهير واللاعبين، الذين لن ينسوا أبدًا ذلك المساء الذي بكوا فيه على صديقهم… قبل أن تبدأ المباراة.