الإمارات – السابعة الإخبارية
الإمارات.. في خطوة غير مسبوقة على المستوى الإقليمي والدولي، أعلنت مؤسسة الإمارات للدواء عن اعتماد عقار “ريلزابروتينيب” (Rilzabrutinib)، كأول مثبط فموي لإنزيم بروتون التيروزين كيناز لعلاج مرض نقص الصفيحات المناعي (ITP)، لتؤكد مجدداً ريادتها في استباق التحديات الصحية، وتسريع إتاحة العلاجات المبتكرة ذات الأثر العميق على حياة المرضى.
ويُعد مرض نقص الصفيحات المناعي أحد الاضطرابات المناعية النادرة التي تؤثر على الجهاز المناعي وتؤدي إلى تدمير الصفائح الدموية، مما يرفع خطر النزيف لدى المرضى.
ووفق الإحصاءات العالمية، يصيب هذا المرض ما بين 2 إلى 5 أفراد من كل 100 ألف شخص سنوياً، مما يجعل من توفير علاجات فعالة له تحدياً صحياً بالغ الأهمية.
الإمارات: قفزة نوعية في مشهد العلاجات الدوائية
يمثل اعتماد عقار “ريلزابروتينيب” قفزة نوعية في المجال العلاجي، إذ يفتح الباب أمام مرضى نقص الصفيحات المناعي في دولة الإمارات ودول المنطقة للحصول على علاج متقدم وفريد من نوعه قبل العديد من الدول الأخرى.
كما يشكل هذا الإنجاز علامة بارزة في سجل النجاحات التي تحققها الدولة على صعيد توفير العلاجات الحديثة ومواكبة الابتكارات الطبية.
وبفضل آلية عمله المتميزة، يعمل “ريلزابروتينيب” على استهداف السبب الأساسي للمرض، من خلال تثبيط إنزيم بروتون التيروزين كيناز، مما يعيد التوازن إلى الجهاز المناعي ويؤدي إلى ارتفاع عدد الصفائح الدموية.
وقد أظهرت التجارب السريرية نتائج مشجعة، حيث لوحظ تحسن ملحوظ في حالات المرضى واستقرار وضعهم الصحي بشكل ملحوظ.

تأكيد لنهج الإمارات في تعزيز الأمن الدوائي
وفي تعليقها على هذا الإنجاز، أكدت الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير العام لمؤسسة للدواء، أن اعتماد هذا العقار يندرج ضمن استراتيجية الدولة الرامية إلى تعزيز منظومة الأمن الدوائي وتوفير أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحيوية من علاجات مبتكرة.
وأضافت: “يعكس هذا الاعتماد التزام المؤسسة بإتاحة العلاجات التي تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة المرضى، خاصة في مجال الأمراض النادرة والمزمنة، حيث نسعى إلى بناء بيئة تنظيمية مرنة تدعم الابتكار وتشجع الشراكات العالمية لتسريع وصول الأدوية للمحتاجين إليها.”
كما أكدت الكعبي أن المؤسسة تواصل جهودها بالتعاون مع شركائها الدوليين لتبني البروتوكولات العلاجية العالمية الأحدث، وتيسير الإجراءات التنظيمية بما يرسخ مكانة الدولة كمركز محوري للابتكار الدوائي في المنطقة والعالم.
نهج علاجي جديد… ونتائج واعدة
يُعد “ريلزابروتينيب”، الذي طورته شركة “سانوفي” العالمية، تحولاً في طريقة التعامل مع مرض نقص الصفيحات المناعي، إذ يركز على معالجة الأسباب الجذرية للمرض، وليس فقط التخفيف من الأعراض الظاهرة. هذا التوجه العلاجي المبتكر يعزز من فرص الشفاء الكامل أو السيطرة طويلة الأمد على المرض، ما يشكل بصيص أمل جديد للمصابين الذين يعانون من تداعياته الصحية والنفسية.
وقالت بريتي فوتناني، المدير العام للرعاية المتخصصة في “سانوفي” السعودية ودول الخليج، إن اعتماد هذا العقار في الإمارات يعد نموذجاً للشراكة المثمرة بين القطاعين العام والخاص. وأضافت: “نفخر بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للدواء لتوفير هذا العلاج المبتكر للمرضى في المنطقة، وهو تجسيد لالتزامنا بوضع احتياجات المرضى في صميم عملنا.”
الإمارات… وجهة عالمية للابتكار الصحي
لم تأتِ هذه الريادة من فراغ، بل كانت ثمرة جهود طويلة واستراتيجيات صحية وتنظيمية متقدمة انتهجتها الدولة خلال السنوات الماضية. إذ استطاعت الدولة أن تؤسس بنية تحتية صحية مرنة وفعالة، تسهم في استقطاب العلاجات الحديثة واعتمادها بسرعة وكفاءة.
ويعكس هذا الإنجاز أيضاً نجاح السياسات الاستباقية التي تتبناها الإمارات لدعم بيئة الابتكار الصحي والدوائي، مما يمنح المرضى فرصة الاستفادة من علاجات لا تزال غير متاحة في كثير من دول العالم. كما يسهم ذلك في تعزيز ثقة المجتمع المحلي والدولي في جودة وكفاءة النظام الصحي الإماراتي.
مستقبل علاجي مشرق
مع اعتماد عقار “ريلزابروتينيب”، تكون دولة الإمارات قد أضافت إنجازاً جديداً إلى سجلها الصحي الحافل، واضعةً بذلك حجر أساس لعصر جديد من العلاجات المتقدمة للأمراض المناعية النادرة. ومن المتوقع أن يسهم هذا التقدم في تحسين حياة الآلاف من المرضى مستقبلاً، ويعزز من موقع الدولة كوجهة أولى للابتكار الدوائي والرعاية الصحية الشاملة.
“الإمارات للدواء” تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي (ITP)، وهو اضطراب نادر يؤثر على ما بين 2 إلى 5 أفراد من كل 100 ألف شخص حول العالم#وام https://t.co/ip8LuqG8dS pic.twitter.com/84VEPXYT5g
— وكالة أنباء الإمارات (@wamnews) July 8, 2025