اليمن – السابعة الاخبارية
نيمشا بريا، قصة نيميشا بريا، الممرضة الهندية التي تواجه الإعدام في اليمن، هي واحدة من القصص الإنسانية التي تثير التساؤلات عن العدالة، والتشريعات القانونية، ومصير الأفراد في مناطق الحروب والصراعات. الممرضة الهندية التي انتقلت إلى اليمن عام 2008 بهدف دعم عائلتها، تجد نفسها الآن في مواجهة حكم بالإعدام بعد أن تورطت في حادثة وفاة رجل يمني كانت تعمل معه. في هذا المقال، نعرض قصة نيميشا بريا، التحولات التي مرّت بها، وكيف يمكن أن يكون الأمل الأخير لها هو في عفو عائلة الرجل الذي تُتهم بقتله.
نيميشا بريا: الممرضة الهندية في مأزق الموت والأمل الأخير في العفو
في عام 2008، قررت نيميشا بريا، الممرضة الهندية البالغة من العمر 37 عامًا، السفر إلى اليمن للعمل كممرضة لإعالة والديها. وقد عملت في عدة مستشفيات هناك قبل أن تؤسس عيادة خاصة بها. وفي اليمن، كان القانون يلزم الأجانب بأن يكون لهم شريك محلي لإدارة الأعمال، وهو ما دفع بريا إلى تشكيل شراكة مع رجل يمني يُدعى طلال عبده مهدي.
لكن، لم تكن هذه الشراكة هادئة. حيث أفادت بريا بأنها تعرضت للاضطهاد المستمر من قبل مهدي، ما دفعها إلى البحث عن طرق للهروب من هذا الوضع المأساوي. في عام 2017، أثناء محاولتها استعادة جواز سفرها، قررت حقن مهدي بمهدئات في محاولة لإعاقته حتى تتمكن من مغادرة اليمن واستعادة جوازها. لكن الأمور لم تسر كما كانت تأمل، حيث توفي مهدي بعد فترة قصيرة، ووجدت نفسها موقوفة في اليمن بتهمة القتل.
المحاكمة والحكم بالإعدام
تم توقيف نيميشا بريا في 2017 أثناء محاولتها مغادرة اليمن، وتم اتهامها بقتل مهدي. محاكمتها في اليمن كانت مثيرة للجدل، خاصة مع الظروف التي كانت تحيط بها. أُدينت بريا في محكمة يمنية، وصدر حكم بالإعدام ضدها في عام 2023. تم تحديد موعد تنفيذ حكم الإعدام في 16 يوليو 2025.
هذه القضية أصبحت حديث الرأي العام الدولي، حيث سلطت الضوء على المعاملة التي يتلقاها الأجانب في بعض الدول العربية، خاصة في سياقات الحروب والصراعات. وبالرغم من كل المحاولات القانونية والديبلوماسية، فقد باءت جميع الالتماسات التي تقدمت بها محامية بريا بالفشل. وفي نهاية المطاف، أصبح الأمل الوحيد لبريا هو أن تعفو عائلة الرجل اليمني عن الجريمة.
“الدية” كأمل أخير
بموجب القانون اليمني، يُسمح لأسر الضحية بأن تتنازل عن حقها في القصاص، مما يعني أن المجرم قد ينجو من حكم الإعدام إذا تم دفع “الدية” (أي تعويض مالي) أو إذا عفت الأسرة عن القاتل. في قضية نيميشا بريا، عرض ناشطون من مجلس العمل الدولي لإنقاذ نيميشا مبلغ مليون دولار (حوالي 8.6 كرور روبية) كدية لعائلة مهدي. لكن لم يتم الرد بعد من عائلة مهدي على هذا العرض.
وقال الناشط بابو جون، الذي يعمل على التفاوض مع أسرة الرجل اليمني: “لقد اقترحنا دفع مليون دولار لإنقاذ نيميشا بريا، ولكن لم توافق عائلة الرجل بعد. إذا وافقوا على هذا العرض، فنحن على استعداد لدفع المبلغ المطلوب”. وأوضح أن العفو عن بريا من قبل عائلة مهدي هو الأمل الوحيد المتبقي لإنقاذ حياتها، وأنه بمجرد موافقة العائلة، ستُجمع الأموال وتُقدّم لهم على الفور.
الأمل الأخير: تدخل الحكومة الهندية
ووفقًا للمفاوضات الجارية، لا تقتصر الأمور على عرض المال فقط. فهناك أمل أيضًا في تدخل الحكومة الهندية للمساعدة في تخفيف الحكم. الهند هي قوة عظمى في المنطقة، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يحظى بشعبية وسمعة طيبة في العالم العربي. لذلك، إذا طلبت الحكومة الهندية من حكومة الحوثيين في اليمن التدخل، فقد يكون هذا الأمل الأخير لإنقاذ نيميشا.
لكن المشكلة تكمن في أنه في ظل الحرب الأهلية التي تجتاح اليمن، وتسيطر فيها حركة الحوثيين على جزء كبير من الأراضي بما في ذلك العاصمة صنعاء، لا يوجد للهنود علاقات دبلوماسية مع الحوثيين. هذا يعقد الأمر بشكل أكبر، حيث تعاني نيميشا من حجزها في السجن دون أي تواصل حقيقي مع الحكومات المعنية.
الحياة في السجن: المعاناة اليومية
خلال فترة احتجازها في السجن، لم تقف نيميشا مكتوفة الأيدي، بل عملت كممرضة داخل السجن. بحسب الناشطين، فقد كانت تُساعد السجينات في تحسين وضعهن الصحي، مما جعلها تكسب احترام زملائها في السجن. وقد قالت نيميشا إنها تعمل في السجن بشكل يومي وتساعد زميلاتها في السجن في الأمور الطبية.
وأعربت عن أملها في أن تتمكن الحكومة الهندية من التدخل لإنقاذها، حيث طلبت من الجميع الدعاء لها، وهي تتمنى أن يتم إلغاء حكم الإعدام. ولكن في الوقت نفسه، اعترفت نيميشا بأنها تحمل المسؤولية عن ما حدث، وأن كل ما كانت تسعى إليه هو استعادة جواز سفرها والفرار من مواقف الاضطهاد التي عاشتها.
الدعم الدولي
منذ بدء محاكمة نيميشا بريا، قدّم الكثيرون دعمهم لهذه القضية الإنسانية. كان ناشطون من مختلف أنحاء العالم يعملون على تقديم الدعم اللوجستي والدبلوماسي. وعُقدت العديد من اللقاءات مع السفارات والمنظمات الدولية للحصول على الدعم، لكنها في النهاية لم تُثمر عن نتائج ملموسة حتى الآن.
الخلاصة: مصير نيميشا وأمل العفو
قضية نيميشا بريا تبقى محط اهتمام دولي ومحلي، حيث يتعين على الحكومة الهندية اتخاذ خطوات حاسمة لمساعدة مواطنتها العالقة في هذا المأزق القانوني في اليمن. في الوقت نفسه، يبقى الأمل الحقيقي في أن تعفو عائلة الرجل اليمني عن نيميشا، وهو ما قد يفتح لها باب النجاة في اللحظات الأخيرة. يبقى أن نرى ما إذا كانت سيتحقق هذه النهاية السعيدة، أم أن الأمل سيظل بعيدًا في ظل صعوبة التوصل إلى حل.