السعودية – السابعة الاخبارية
الوليد بن طلال، في مشهد إنساني نادر وخاص، شارك الأمير الوليد بن طلال متابعيه لحظة مؤثرة من ماضيه عبر مقطع فيديو نشره على حسابه الرسمي في منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث ظهر وهو يتجول في العاصمة السعودية الرياض مستعرضًا أماكن ارتبطت بطفولته وبداية حياته المهنية، دون أن يكتب أي تعليق سوى وضع العلم السعودي، في إشارة رمزية إلى ارتباطه العميق بجذوره.
— الوليد بن طلال (@Alwaleed_Talal) July 11, 2025
الفيديو، الذي حصد تفاعلًا واسعًا، تميز ببساطته ودفئه، حيث ظهر الأمير الوليد برفقة عدد من الأشخاص وهم يتجولون في شوارع الرياض القديمة، ويتحدث عن تفاصيل شخصية مثل الفيلا التي وُلد فيها، وأول فيلا سكنها، والمكتب الذي بدأ منه مسيرته العملية، بالإضافة إلى مروره من الشارع الذي يحمل اسم والده، الأمير طلال بن عبدالعزيز، أحد رموز التاريخ السعودي الحديث.
الوليد بن طلال يثير تفاعل واسع على “إكس”: احترام وتقدير
لاقى الفيديو إعجاب آلاف المتابعين الذين عبّروا عن تقديرهم للأمير الوليد بن طلال، خاصة من ناحية تواضعه، وحفاظه على لياقته البدنية، وبساطته في الحديث عن الماضي. وتداول المغردون لقطات من الفيديو مشيدين بظهور الأمير بلباس رياضي وبصحة جيدة وهو يسير بخطى نشيطة رغم بلوغه السبعين من عمره.
وقد جاءت أبرز التعليقات على الشكل التالي:
*”ما شاء الله تبارك الرحمن، الوليد بن طلال من مواليد 1955، واليوم عمره 70 سنة، لكن شكله ولياقته تقول غير كذا.. فعلاً الرياضة صحة وسعادة، الله يديم عليك الصحة والعافية يا أبو خالد.
وكتب آخر: “هذي الرياض اللي نحبها.. وتاريخ أهلها اللي نفتخر فيه.”
ذكريات الأمير مع والده الأمير طلال بن عبدالعزيز
من أبرز محطات الفيديو، كان مرور الأمير من الشارع الذي يحمل اسم والده، الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود، الذي كان شخصية بارزة في السياسة والاقتصاد السعودي، وارتبط اسمه بمجموعة من المبادرات التنموية والإنسانية، وهو والد الوليد بن طلال من زوجته منى الصلح، ابنة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رياض الصلح.
ويظهر من خلال الفيديو مدى التأثير العاطفي لتلك الأماكن في نفس الأمير، حيث تحدث عنها بشغف واضح، وأعاد إلى الواجهة مراحل مهمة من حياته قبل أن يصبح واحدًا من **أبرز رجال الأعمال في العالم العربي والعالم**.
الوليد بن طلال: أغنى رجل سعودي في 2025 بثروة 16.5 مليار دولار
وبحسب تقارير “فوربس الشرق الأوسط” الصادرة في العام الحالي 2025، يتصدر الأمير الوليد قائمة أثرياء العرب، حيث قدرت ثروته بنحو 16.5 مليار دولار أمريكي، ما جعله يحتل المرتبة الأولى عربيًا، والـ128 عالميًا.
وقد تراكمت ثروته على مدى عقود من العمل في مجالات متنوعة، إذ بدأ مشواره في سوق العقارات والبناء، لكنه انتقل لاحقًا إلى قطاع البنوك والاستثمار، ليؤسس واحدة من أنجح الكيانات الاستثمارية في العالم العربي، وهي شركة المملكة القابضة.
المملكة القابضة: استثمارات متنوعة وموقع عالمي
تُعد المملكة القابضة إحدى أذرع الوليد الاستثمارية الأساسية، وتمتلك محفظة ضخمة من الاستثمارات في عدة مجالات، على رأسها الفنادق والضيافة، والعقارات، والطيران، والتقنية. وتشمل ممتلكاتها أسهماً في شركات عالمية مثل “Citigroup”، و”Four Seasons”، بالإضافة إلى استثمارات داخل المملكة في قطاعات الصحة والتعليم.
ومن أبرز الأخبار التي أثارت الانتباه مؤخرًا، أن الشركة لا تزال تحتفظ بحصة تبلغ 10% من منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، بالشراكة مع رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، ما يؤكد استمرار الوليد في التأثير على الساحة الرقمية العالمية.
رسالة ضمنية من دون كلمات: لماذا اكتفى بالعلم؟
إصرار الأمير الوليد بن طلال على عدم كتابة تعليق على الفيديو، باستثناء وضع العلم السعودي، حمل معانٍ كبيرة في نظر المتابعين. فقد فُهمت هذه الإشارة على أنها رسالة حب وولاء للوطن، واعتزاز بجذوره التي لا ينكرها رغم الثروة الهائلة والشهرة العالمية.
كما رأى البعض في تصرفه نوعًا من التواضع والاحتفاء بالذكريات دون الحاجة إلى استعراض، وهو ما جعله يلقى احترامًا واسعًا من جمهور مختلف الأعمار والطبقات في المملكة وخارجها.
مبادرات خيرية ودور اجتماعي حاضر
لا يقتصر تأثير الوليد بن طلال على عالم المال والأعمال، بل يمتد إلى الجانب الإنساني والخيري، حيث يُعرف عنه دعمه المتواصل للمبادرات الاجتماعية والخيرية داخل المملكة وخارجها. ويملك الأمير مؤسسة الوليد الإنسانية التي تعمل في مجالات مثل تمكين المرأة، والإسكان، والتعليم، وتقديم الدعم للفئات الأشد حاجة.
وقد وعد الأمير في وقت سابق أحد الشباب بمكافأة غير متوقعة، في تصرف اعتبره كثيرون دليلاً على حرصه على تقدير الجهد الفردي ودعم الطموح.
مرة أخرى، يُثبت الأمير الوليد بن طلال أن الأثر لا يصنعه المال فقط، بل الشخصية، والتواضع، والوفاء للمكان والناس. فبينما يُعتبر من أغنى رجال العالم، لا يزال يحتفظ ببساطته وارتباطه بجذوره، ما يجعله يحظى بمكانة خاصة في قلوب السعوديين والعرب عمومًا.
وفي وقت تتغير فيه الصور النمطية عن الأثرياء، يأتي هذا الفيديو ليُذكر بأن بعض الرموز لا تحتاج إلى كلمات كثيرة، بل يكفي أن تمشي في شارع يحمل اسم والدك، وتشير إلى منزلك الأول، وتضع علم وطنك.. فيفهم الجميع الرسالة.