بيروت – السابعة الاخبارية
زياد برجي، خيمت أجواء الحزن والصدمة على الوسط الفني اللبناني والعربي بعد الإعلان عن وفاة محمد حسني البرجي (أبو ربيع)، شقيق الفنان اللبناني زياد برجي، يوم الأحد 13 يوليو/تموز 2025، في ظروف وصفت بأنها “غير طبيعية”، وسط اتهامات بالإهمال الطبي.
وفي أول تصريح إعلامي للعائلة، كشف ناصر برجي، شقيق الراحل، تفاصيل صادمة حول ما جرى داخل المستشفى، موجهًا اتهامات مباشرة بالإهمال والتقصير إلى الطاقم الطبي الذي أشرف على حالة محمد البرجي.
زياد برجي يفجع بوفاة شقيقه.. وشقيقه ناصر يكشف تفاصيل صادمة عن الإهمال الطبي
في حديث أدلى به لموقع “فوشيا” خلال مراسم العزاء، قال ناصر برجي إن شقيقه لم يكن يعاني من أي مشكلة صحية مزمنة، وإنه توجه إلى المستشفى فقط بسبب ما يُعرف بـ”كريزة بحص” (نوبة ألم ناتجة عن حصوة في الكلى)، مؤكدًا أن حالته كانت مستقرة.
وأضاف:
“كنا نحكيه فيديو كول، وكان عم يضحك ويمزح معنا… ما كان فيه شي أبداً يخوف”.
التأخير في التشخيص و”بروتوكول دموي”
وأوضح ناصر أن شقيقه دخل المستشفى قرابة الساعة الرابعة والنصف عصرًا، وبقي في قسم الطوارئ ما بين ثلاث إلى أربع ساعات دون تشخيص دقيق. والسبب، كما أبلغه الطاقم الطبي، أن بروتوكول المستشفى يمنع إجراء أي صورة طبية قبل صدور نتائج فحص الدم، والتي تستغرق نحو ساعتين.
وفي تلك الأثناء، ظل محمد يعاني من آلام مبرحة، حتى تلقى ثلاث حقن من مادة المورفين لتخفيف الألم. وبعدها بدأت حالته بالتدهور، إذ بدأ “يبصق دمًا”، كما قال شقيقه.
تصعيد مؤلم.. وانفجار شريان
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أكد ناصر أنه تم إعطاء شقيقه ست إبر من الأدرينالين في محاولة لإنقاذه بعد تدهور حالته. لكن تلك الحقن – بحسب ما ذكر – أدت إلى انفجار شريان الأبهر، ما أدى إلى وفاته على الفور.
وأكد أن الطبيب الشرعي الذي عاين الجثمان أشار صراحة إلى وجود تقصير طبي واضح، وأن الوفاة لم تكن ناتجة عن المرض، بل عن “سوء إدارة الحالة وتأخر التدخل الطبي المناسب”.
تشييع مهيب في روضة الشهيدين
جثمان الراحل وُوري الثرى يوم الاثنين 14 يوليو، بعد صلاة الظهر في روضة الشهيدين، أحد أبرز المدافن في بيروت، وذلك وسط حضور عائلي وفني كبير.
وتلقى الفنان زياد برجي التعازي بعد مراسم الدفن في حسينية الرّضى، ثم استُكملت أيام العزاء يومي الاثنين والثلاثاء في مقر جمعية التخصص والتوجيه العلمي في الرملة البيضاء – بيروت.
حضور فني واسع… ورسائل دعم مؤثرة
شكلت جنازة محمد البرجي مناسبة لتجمّع عدد كبير من نجوم الفن في لبنان والعالم العربي، الذين حرصوا على تقديم الدعم والمواساة لزياد برجي وعائلته.
ومن أبرز الحاضرين:
- النجم ناصيف زيتون
- الفنانة دانييلا رحمة
- الفنان باسم مغنية
- النجم وائل جسار
- الممثل محمد الأحمد
- الفنانة رحمة رياض
وكانت الفنانة نانسي عجرم من أوائل المعزين عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتبت:
“خسارة كبيرة! الله يعطيك الصبر زياد ولكل العائلة، ويرحم محمد”.
زياد برجي ينعي شقيقه بكلمات موجعة
اكتفى زياد برجي بنشر ورقة نعي شقيقه على حساباته الرسمية، مرفقة بتعليق مقتضب وموجع قال فيه:
“أخي الغالي محمد في ذمة الله”.
هذه الكلمات القليلة اختصرت ألم الفقد، وصدمت متابعيه الذين تفاعلوا بالآلاف، موجهين رسائل التعزية والدعاء.
من هو محمد حسني البرجي؟
الراحل محمد حسني البرجي، المعروف بـ”أبو ربيع”، هو الشقيق الأكبر للفنان زياد برجي، ووالد كل من ماري، نور، وربيع، وزوج السيدة خدوج شحادة.
ينتمي إلى عائلة كبيرة تضم إخوته: علي، ناصر، كمال، والمرحوم أسامة، إلى جانب زياد، وأخواته: جميلة وسعاد.
عرف عن محمد التزامه العائلي وهدوؤه، وكان محبوبًا في محيطه، بعيدًا عن الأضواء، لكنه يمثل أحد الأعمدة الأساسية لعائلة برجي.
قضية إهمال طبي قيد المتابعة؟
على الرغم من ألم الفقد، لم تُغلق العائلة الباب أمام مساءلة الجهات المسؤولة، خصوصًا مع حديث الطبيب الشرعي عن وجود تقصير.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُعلن العائلة إن كانت ستلجأ إلى القضاء، لكن ناصر برجي ختم حديثه برسالة واضحة:
“ما بدنا نلوم ونفتح حرب… بس يلي صار لازم ما يتكرر. أخي راح… بس يمكن نقدر نحمي غيره”.
رحيل محمد البرجي لم يكن مجرد حالة وفاة، بل فتح نقاشًا جديدًا حول الإهمال الطبي في بعض المستشفيات اللبنانية، في ظل أزمات القطاع الصحي المتتالية.
كما أعاد التذكير بأن الشهرة لا تحمي الإنسان من الأخطاء الطبية، وأن فقدان الأحبة هو الوجع الذي يوحّد الناس مهما اختلفت أدوارهم وأسماؤهم.