القاهرة – السابعة الاخبارية
أرملة محمد رحيم، أثارت أغنية “الذوق العالي“، التي جمعت النجمين محمد منير وتامر حسني، حالة من الترقب والاهتمام قبل صدورها، نظرًا لكونها أول عمل فني مشترك بين اثنين من أبرز نجوم الغناء في مصر. لكن فرحة إطلاق الكليب تحوّلت سريعًا إلى جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن اكتشفت أنوسة كوتة، أرملة محمد رحيم الملحن الراحل، أنه تم حذف مشاهد زوجها من النسخة النهائية للكليب، رغم مشاركته فيه قبل وفاته.
أرملة محمد رحيم تطالب برد الاعتبار بعد حذف ظهوره من كليب “الذوق العالي”
الملحن محمد رحيم، الذي وافته المنية قبل أسابيع من إطلاق الكليب، كان قد شارك في تصوير بعض المشاهد الخاصة بأغنية “الذوق العالي”، وظهر بشخصيته الحقيقية إلى جانب الشاعر تامر حسين والموزع أحمد طارق يحيى. زوجته أنوسة كوتة، مدربة الأسود الشهيرة، أكدت ذلك من خلال نشر فيديو سابق على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، يظهر فيه رحيم خلال التصوير، وهو يعبّر عن سعادته بالمشاركة في العمل.
كما دعمت أنوسة كلامها لاحقًا بنشر رسالة صوتية مسجلة لزوجها، يؤكد فيها مشاركته، وتحدث فيها عن حبه لهذا المشروع واعتباره من آخر لحظاته الفنية المهمة. هذه الرسالة مثّلت دليلاً دامغًا على تواجده، وهو ما زاد من استياءها بعد حذفه من النسخة المنشورة.
منشور غاضب ورسالة مؤلمة
أنوسة لم تكتفِ بالتلميح، بل خرجت بمنشور غاضب على حسابها قائلة:
“اقفل براحتك الفيديو.. وبرضه حق الميت واليتيم مش هسيبه يروح. وفكر في كذبة مقنعة وأنت طالع تقولها للجمهور.”
كما انتقدت تدخلات غير مباشرة، أشارت فيها إلى حذف منشوراتها من فيسبوك، مضيفة:
“مش كل ما أنزل بوست تشيله.. سيب الأكونت بتاعي شوية وركز في ألبومك.”
وأوضحت أن حذف مشاهد زوجها ليس فقط تقليلاً من شأنه، بل أيضًا إهانة غير مبررة لإرثه الفني، وهددت بأنها لن تصمت عن “ضياع حقه”، حسب تعبيرها.
الكليب… مشروع فني وإنساني
“الذوق العالي” كان مشروعًا فنيًا له طابع إنساني واضح، إذ تم تصوير أجزاء منه في منزل محمد منير، وشاركت فيه أسرة محمد رحيم، من بينهم أبناؤه “ماس” و”هارتي”، ما منح العمل طابعًا حميميًا يدمج بين الذكريات والحنين.
الأغنية من كلمات تامر حسين، وألحان محمد رحيم، وتوزيع أحمد طارق يحيى. وقد قُدم الكليب كتحية لحالة “الذوق المصري القديم”، في مزج بين صوت محمد منير الطربي وروح تامر حسني العصرية.
لكن حذف ظهور محمد رحيم من الكليب، رغم أنه ملحن الأغنية، اعتبرته أرملته تقليلًا من قدره، خاصة وأنه كان يتمنى أن تكون هذه الأغنية واحدة من أبرز بصماته الأخيرة.
ردود أفعال الجمهور.. انقسام بين التعاطف والتبرير
فور تفجّر الأزمة، انقسمت آراء الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي.
البعض تعاطف بشدة مع أنوسة كوتة، معتبرين أن حذف مشاهد الراحل فيه عدم وفاء لذكراه، وخاصة أن الأغنية من ألحانه.
في المقابل، دافع آخرون عن القرار، واعتبروه نوعًا من “احترام حرمة الميت”، مبررين أن الكليب ذو طابع احتفالي، وظهور الراحل فيه قد لا يكون مناسبًا من الناحية الشعورية أو الدينية.
كتب أحد المتابعين:
“يمكن تامر شاف إن وجود شخص توفاه الله في كليب احتفالي ممكن يسبب حرج أو ألم لأهله.”
بينما اعتبر آخرون أن حذف مشاركته دون توضيح أو حتى إشارة له بالاسم في التتر، يُعد تجاهلًا غير مبرر لدوره المحوري.
غياب الرد الرسمي من فريق العمل
حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من الفنان تامر حسني أو محمد منير أو الشركة المنتجة، يوضح سبب حذف المشاهد أو يرد على اتهامات أنوسة كوتة.
هذا الغياب عن المشهد الإعلامي فُسِّر على أنه تهرب من المواجهة، بينما يرى البعض أن الأمر بسيط ولا يستحق التصعيد، وأن هناك أسبابًا إنتاجية أو تحريرية قد تكون وراء هذا التعديل.
لكن غياب التوضيح ساعد في زيادة الجدل، وسمح بتكاثر الشائعات، وفتح الباب أمام حملات تضامن مع أنوسة، التي أكدت أنها لن تتراجع عن المطالبة بما وصفته بـ”حق الميت”.
أبعاد إنسانية وفنية
القضية لا تقف عند حدود “مشهد محذوف”، بل تسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين الفن، والأخلاق، والوفاء، وحقوق من رحلوا. ففي عالم الإنتاج السريع والقرارات التسويقية، قد يتم تجاهل البعد الإنساني لصالح التوجه الفني أو التجاري.
أنوسة، من جانبها، قدمت نموذجًا لشخصية حريصة على حفظ كرامة زوجها وإرثه، رغم أن البعض قد يرى أن الأزمة كان من الممكن أن تُحل بهدوء أكثر.
قضية حذف مشاهد الملحن الراحل محمد رحيم من كليب “الذوق العالي” كشفت عن فجوة واضحة في التعاطي مع حقوق الفنانين بعد وفاتهم. وبين غضب أنوسة كوتة، وصمت صُنّاع الكليب، وتباين آراء الجمهور، تبقى الحقيقة ضائعة في ظل غياب رد رسمي واضح.
ما حدث يطرح تساؤلات مهمة حول الوفاء الفني، والتعامل مع ذكرى الراحلين في الأعمال الإبداعية، ويذكّر بأن “الذوق العالي” لا يجب أن يكون في الكلمات والألحان فقط، بل أيضًا في طريقة التعامل مع من تركوا بصمتهم ورحلوا.