اسطنبول – السابعة الاخبارية
بهار شاهين، رغم مرور سنوات على انتهاء عرض مسلسل “إسطنبول الظالمة“، إلا أن العمل عاد مؤخرًا ليتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، ليس بسبب أحداثه الدرامية أو شعبيته الكبيرة، بل بسبب تصريحات صادمة أطلقتها بطلة العمل الشابة بهار شاهين، التي جسّدت شخصية “جيرين” المثيرة للجدل.
ففي مقابلة جريئة وُصفت بأنها الأقوى في مسيرتها، ظهرت بهار على قناة “آريا بكتاش” على يوتيوب، لتكشف جانبًا مظلمًا من كواليس العمل، لم يكن يعرفه الجمهور، متحدثة عن تنمّر نفسي، عنف جسدي، تجاهل من طاقم العمل، وصمتٌ مُريب استمر طيلة فترة التصوير.
بهار شاهين تروي القصة من البداية حتى النهاية
بدأت بهار حديثها بكلمات صادقة ومؤثرة، قالت فيها:
“دخلت المسلسل وأنا متحمسة جدًا. كنت صغيرة في السن، وكان حلمي أن أعمل مع أسماء كبيرة. أرسلت رسالة إلى ممثلة شهيرة كنت معجبة بها، وكنت فخورة أني سأقف أمامها في مشاهد تمثيلية.”
لكن هذا الحماس لم يدم طويلًا. فبحسب تصريحات بهار، بدأت الأمور تتغيّر بسرعة بعد أن حققت شخصية “جيرين” شهرة واسعة، وجذبت انتباه الجمهور بمزيج من القوة والجرأة والتمرد. هذا النجاح لم يرق للبعض – على حد قولها – وكان نقطة التحول في تعامل زميلة شهيرة معها.
تنمّر وإهانة داخل مواقع التصوير
بهار لم تذكر اسم الممثلة التي أساءت إليها بشكل مباشر، لكنها وصفت المعاملة التي تلقتها بأنها كانت ممنهجة، ومؤذية نفسيًا وجسديًا.
قالت:
“تمت السخرية مني، وقالوا إني مجرد فتاة فقيرة، لا أستحق هذه الشهرة. كانت تتعمد إهانتي أمام الآخرين، وتشويهي بطريقة الأداء، وتُشعرني بأن وجودي مجرد عبء على العمل.”
وأضافت أنها كثيرًا ما كانت ترتجف من الخوف عند تصوير بعض المشاهد معها، مؤكدة أن هذه الممثلة كانت تقترب منها بعنف، وتستخدم أساليب تهديد، دون أي رد فعل من طاقم الإخراج أو الإدارة.
لكن الأخطر جاء حين قالت:
“في مرة، كانت على وشك أن تصفعني فعلًا. حاولت الابتعاد، وأغلقت الباب لحمايتي، فصرخت في وجهي مدعية أنني أنا من استخدمت العنف ضدها!”
العبارة التي هزّت الجمهور كانت عندما خاطبت هذه الزميلة قائلة:
“أين كنتِ طوال 25 أسبوع من العنف؟”
دنيز أوجور تخرج عن صمتها.. وأول تضامن رسمي
مع تداول هذه التصريحات، انطلقت موجة تضامن كبيرة مع بهار شاهين على السوشيال ميديا. لكن المفاجأة كانت في دخول ممثلة مخضرمة من فريق العمل على الخط، وهي دنيز أوجور، التي أدّت دور “سحر” والدة جيرين في المسلسل.
في رسالة دعم نشرتها عبر حساباتها الرسمية، قالت دنيز:
“بهار واحدة من أكثر الممثلات الشابات موهبة، وقدّمت شخصية لا تُنسى. إذا اقترب منها أحد بالسوء، سأكون أول من يتدخل.”
تضامن دنيز أوجور، التي تُعرف باتزانها وتاريخها الفني المحترم، أعطى تصريحات بهار ثقلًا جديدًا ومصداقية أكبر، خاصة أن النجمتين تقاسمتا مشاهد مكثفة ومعقّدة في العمل.
كما صرّح أحد أعضاء طاقم التصوير السابقين بأن ما قالته بهار “ليس غريبًا”، بل أشار إلى أنه شاهد مواقف مؤذية بنفسه خلال التصوير، لكنه كان مضطرًا للصمت حفاظًا على عمله.
صمت يثير التساؤلات: من سمح بهذا؟
ربما أكثر ما أثار الغضب في الشارع الفني التركي، وحتى لدى جمهور المسلسل في العالم العربي، هو تساؤل مشروع:
“كيف سمح طاقم العمل بهذا النوع من العنف؟ ولماذا لم يتدخل أحد طوال 25 أسبوعًا من التصوير؟”
السؤال يعكس أزمة متكررة في الوسط الفني، وهي غياب منظومة حماية واضحة للفنانين الشباب، خاصة المبتدئين، الذين كثيرًا ما يُجبرون على السكوت خوفًا من إنهاء مسيرتهم في بدايتها.
ولعل ما زاد من قوة الصدمة أن بهار لم تكشف عن هذه المعاناة في وقتها، بل احتاجت سنوات من النضج والتعافي النفسي حتى تتمكن من الحديث عنها علنًا.
#BaharŞahin adına baya üzüldüm. Zalim İstanbul’u baya severek izlemiştim. Dram sahnelerindeki performansıyla çok konuşturmuştu kendini. Çocuğunu kaybettiği sahnedeki performansını hala unutmam. Keşke genç oyunculara köstek olmak yerine destek olunsa.. pic.twitter.com/H7oGorCP1X
— ncvs.🕊 (@nacoveshero) July 19, 2025
من هي النجمة المتهمة؟.. والجمهور يحقق
منذ نشر الفيديو، انطلقت موجة من التكهنات حول هوية الممثلة الشهيرة التي قصدتها بهار. البعض رجّح أسماء محددة، بناءً على ترتيب الأدوار في المسلسل، وحجم التفاعل في الكواليس. لكن حتى الآن، لم يتم تأكيد أي اسم رسميًا، وسط دعوات لعدم التسرع في إصدار الأحكام.
ما هو مؤكد حتى اللحظة، أن بهار شاهين كشفت الستار عن جانب خفي في كواليس واحدة من أنجح المسلسلات التركية الحديثة، وأعادت طرح أسئلة كثيرة عن مهنية التعامل داخل الوسط الفني.
ما قالته بهار شاهين لا يمكن تجاهله، ليس فقط لأنه يُظهر الشجاعة في مواجهة الظلم، بل لأنه يفتح بابًا مهمًا حول حماية الممثلات الشابات في صناعة تستهلك الطاقات، وتخفي الكثير من الضغوط خلف الأضواء والبريق.
وفي زمن السوشيال ميديا، لم يعد الصمت هو الحل، ولا التستر مقبولًا.
فكما قالت بهار في ختام حديثها:
“أنا لست الضحية الوحيدة، لكنني قررت ألا أبقى صامتة بعد الآن.”