أمريكا – السابعة الإخبارية
ميسي.. واصل الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي تألقه اللافت في ملاعب الولايات المتحدة، حيث قدّم أداءً استثنائيًا قاد به فريقه إنتر ميامي إلى فوز كاسح على نيويورك ريد بولز بنتيجة 5-1، في مباراة حفلت بالإبداع الكروي واللمحات الفنية، وسط تفاعل جماهيري كبير احتفى بالنجم العالمي على مدار دقائق اللقاء.
ليلة ميسي المثالية
سجل ميسي هدفين رائعين وصنع هدفًا ثالثًا، ليواصل تقديم المستويات التي جعلت حضوره في الدوري الأمريكي (MLS) أكثر من مجرد صفقة دعائية، بل ظاهرة كروية حقيقية غيّرت وجه المسابقة.
بهذه الثنائية، رفع ليونيل رصيده إلى 18 هدفًا في 18 مباراة هذا الموسم، أي بمعدل هدف في كل مباراة، وهو رقم يعكس التأثير الكبير الذي أحدثه منذ انضمامه إلى الفريق.
لكن الأهم من الأرقام، هو الهيمنة الفنية التي فرضها ميسي على مجريات اللقاء، حيث ظهر كقائد في الملعب، يتحكم بإيقاع اللعب، ويوجّه زملاءه، ويصنع المساحات بخبرته التي راكمها عبر سنوات من اللعب على أعلى مستوى.

أرقام مذهلة… وتألق لا يتوقف
ما قدّمه الأسطورة في هذه المباراة ليس استثناءً، بل امتداد لسلسلة من العروض المذهلة. فقد سجل في 6 مباريات من أصل آخر 7، منها 6 مباريات سجل فيها هدفين أو أكثر، وهو ما لم يحققه أي لاعب آخر في الدوري هذا الموسم.
ويبدو أن نجم برشلونة وباريس سان جيرمان السابق وجد ضالته في الأجواء الأمريكية، حيث يلعب دون ضغوط أوروبا المعتادة، ما يمنحه حرية إبداعية أوضح، تظهر جليًا في كل تمريرة ومراوغة وتسديدة.
ثلاثي هجومي ناري
رغم أن ليونيل كان نجم الليلة بلا منازع، فإن زملاءه ساهموا أيضًا في العرض الكبير. فقد تألق الإسباني جوردي ألبا، زميل ميسي السابق في برشلونة، بتسجيله هدفًا وتمريرة حاسمة، مؤكدًا أنه لا يزال يمتلك الكثير ليقدمه.
أما المفاجأة فكانت الفنزويلي الشاب تيلاسكو سيجوفيا، الذي أضاف هدفين بأسلوب هجومي مميز، ليشكّل مع ليونيل وألبا ثلاثيًا هجوميًا مرعبًا بدا منسجمًا على نحو واضح، ويعد بآفاق واعدة في الأسابيع المقبلة.
ميامي يقترب… لكن الصدارة لا تزال بعيدة
بفوزه الكبير، رفع إنتر ميامي رصيده إلى 41 نقطة، ليحتل المركز السابع في ترتيب المنطقة الشرقية، ويواصل الضغط على الفرق المتقدمة، خصوصًا أن فريق المدرب تاتا مارتينو يقدم كرة هجومية ممتعة تجمع بين الخبرة والإبداع.
لكن الفريق لا يزال بحاجة إلى الاستمرارية، خاصة أن المتصدر سينسيناتي يبتعد بفارق 7 نقاط، ويبدو أكثر ثباتًا من الناحية الدفاعية، وهي نقطة الضعف الأساسية التي تعاني منها ميامي هذا الموسم.
ومع ذلك، يرى المتابعون أن وجود الأرجنتيني ومن حوله من النجوم يمنح الفريق فرصة حقيقية للمنافسة على اللقب، خصوصًا مع بقاء عدد جيد من المباريات في جدول الموسم.

الحضور الجماهيري… والتكريم المستمر
الحضور الجماهيري للمباراة كان لافتًا، حيث امتلأت المدرجات بالكامل، وواصل المشجعون تكريم ميسي بأهازيج ولافتات، في مشهد يعكس العلاقة الفريدة بين ميسي وجمهور ميامي، الذي يعتبره أكثر من مجرد لاعب، بل رمزًا لكرة القدم العالمية.
وتحوّل ملعب ميامي في الأشهر الأخيرة إلى وجهة للجماهير والسياح، فقط لمشاهدة ميسي، ما رفع من القيمة التسويقية للنادي والدوري الأمريكي.
ويبدو أن تجربة ليونيل ميسي في الولايات المتحدة لن تكون مجرد محطة أخيرة في مسيرته، بل قد تصبح واحدة من أنجح الفصول فيها. بعطائه المستمر، وتواضعه الذي يميزه، وتأثيره الفني والنفسي على زملائه، يُعيد ميسي تعريف معنى الاحتراف في سن متقدمة. وبينما يتابع الجمهور حول العالم رحلته في MLS، يدرك الجميع أن هذا النجم لا يزال لديه الكثير ليقدمه، وأن كل مباراة له أصبحت حدثًا كرويًا لا يمكن تفويته، سواء على أرض الملعب أو على الشاشات.
رغم أن الدوري الأمريكي لم يكن في السابق وجهة مفضلة لنجوم الصف الأول، إلا أن حضور ليونيل قلب هذه المعادلة، وفتح الباب أمام تحول كبير في نظرة العالم إلى MLS. فقد أظهرت المباريات التي شارك فيها ميسي ارتفاعًا غير مسبوق في نسب المشاهدة، وتزايد الإقبال الجماهيري، واهتمام وسائل الإعلام العالمية. الأثر لا يقتصر على المستوى الفني، بل يمتد إلى الجانب الاقتصادي والتسويقي، ما يجعل من وجود اللاعب نقطة تحول تاريخية في مسيرة الدوري. ومع كل لمسة وتمريرة، يواصل النجم الأرجنتيني صناعة قصة نجاح جديدة، قد تُمهّد الطريق لجيل جديد من النجوم العالميين للانضمام إلى الملاعب الأمريكية.
