مصر – السابعة الإخبارية
أسماء جلال.. أفرجت النيابة العامة المصرية عن مصفف الشعر المعروف في الوسط الفني والإعلامي باسم “زين”، بعد ساعات من التحقيقات المكثفة التي أجريت معه على خلفية الفيديو المثير للجدل الذي بثه مؤخرًا عبر حسابه الرسمي على منصة “تيك توك”، معلنًا خلاله اعتزال مهنة تصفيف شعر الفنانات نهائيًا، لأسباب وصفها بـ”الدينية والضميرية”.
الفيديو الذي لم تتجاوز مدته الدقائق القليلة، تحول في لحظات إلى قضية رأي عام، وخلق حالة من الانقسام الحاد بين الجمهور، بين مؤيد لحرية التعبير وتوثيق التحولات الشخصية، ومعارض لما وصفه البعض بـ”الزج بأسماء فنانات في أحاديث دينية تُفهم على أنها إدانة مبطنة”.

“تخيلت إني بلمس شعر أسماء جلال”.. بداية الأزمة
قال زين في الفيديو الذي انتشر بشكل واسع على مختلف المنصات:“كنت بقعد أفكر، إزاي بقالي سنين بشتغل في تصفيف شعر الفنانات.. وتخيلت إني بلمس شعر أسماء جلال وغيرها من الفنانات طول الوقت، وبدأت أسأل نفسي: يا ترى الشغل ده حلال ولا حرام؟”.
هذا التصريح الصريح – الذي ذكر فيه الفنانة المصرية الشابة أسماء جلال بالاسم – لم يمر مرور الكرام. إذ رأت الفنانة أن استخدام اسمها في سياق الحديث عن “اللمس” و”الحلال والحرام” هو تجاوز غير مقبول، ويمثل إساءة معنوية مباشرة تمس صورتها وسمعتها أمام جمهورها.
بلاغ رسمي ضد زين بتهمة التشهير والإساءة
ردّ فعل أسماء جلال جاء سريعًا وحاسمًا، حيث تقدّمت ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة، تتهم فيه زين بـ”التشهير والإساءة غير المباشرة”، واعتبرت أن إدراج اسمها ضمن محتوى ديني يُناقش مشروعية المهنة يُعد نوعًا من الإيحاء السلبي الذي قد ينعكس على مكانتها الفنية والشخصية.
وجاء في البلاغ أن الفنانة “تعرضت إلى ضرر معنوي ناتج عن الزج باسمها في محتوى غير مهني”، وطالبت الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحفظ حقوقها الأدبية والقانونية.
زين في التحقيق: لم أقصد الإساءة.. وكان الحديث نابعًا من قناعة شخصية
من جهته، وأمام جهات التحقيق، أكد زين أن الفيديو لم يكن الغرض منه الإساءة إلى أسماء جلال أو أي شخصية عامة، مشددًا على أن حديثه كان نابعًا من تحول شخصي داخلي، وقرار ذاتي بترك المجال الفني نتيجة “شعور بالذنب تجاه بعض تفاصيل العمل”.
وأوضح مصفف الشعر الشهير أنه لا يعرف أسماء جلال على المستوى الشخصي، وأن ذكر اسمها جاء بشكل عفوي كمثال على طبيعة عمله مع الفنانات عمومًا. وأضاف أنه كان في حالة مراجعة داخلية، وأراد أن يشارك مشاعره بصراحة مع متابعيه الذين يتجاوز عددهم مئات الآلاف على منصات التواصل.
وأشار إلى أنه بدأ بالفعل خطوات عملية لتغيير مساره المهني، عبر الدخول في مشروع تجاري جديد يتعلق بمجال تجارة الملابس، مؤكدًا أنه لا يسعى لإثارة الجدل أو تحقيق الشهرة من وراء الفيديو، بل “تحدث من قلبه”.

النيابة تقرر الإفراج.. لكن الملف لا يزال مفتوحًا
وبعد الاستماع إلى أقوال الطرفين، قررت النيابة العامة إخلاء سبيل زين مؤقتًا، على أن تُستكمل التحقيقات لاحقًا، في ضوء ما تُسفر عنه تحريات الأجهزة الأمنية وتقارير الرصد الإلكتروني التي تتابع طبيعة التفاعل مع الفيديو وما إذا كان قد تسبب في ضرر فعلي.
وذكرت مصادر مطلعة أن القضية لا تزال في طور الرصد والمتابعة القانونية، حيث سيتم حسمها بناءً على تقييم النيابة للنية المقصودة من المقطع، وكذلك مدى تأثيره على سمعة الفنانة ومكانتها العامة.
تفاعل واسع على مواقع التواصل.. بين متعاطف وغاضب
منذ انتشار الفيديو، انقسمت مواقع التواصل الاجتماعي بين من أبدى تعاطفه مع زين باعتباره “إنسانًا قرر التوبة والابتعاد عن الأضواء”، وبين من اعتبر أن حديثه يمثل تشهيرًا مبطنًا باسم فنانة معروفة، دون داعٍ، في سياق ديني شديد الحساسية.
ودافع مؤيدو زين عنه بقولهم إنه لم يذكر أي شيء مسيء صراحة، ولم يقصد التشهير، بل كان يتحدث عن تجربته، بينما قال آخرون إن “حرية التعبير لا تعني استخدام أسماء شخصيات عامة في أحاديث قد تسيء إليهم، خصوصًا دون إذن أو ضرورة حقيقية”.
أسماء جلال تلتزم الصمت إعلاميًا
ورغم تصاعد الحديث حول القضية، التزمت الفنانة أسماء جلال الصمت الإعلامي الكامل منذ تقديم البلاغ، واكتفت بالتواصل القانوني مع محاميها، فيما امتنعت عن الإدلاء بأي تصريحات إعلامية حتى الآن، على الأرجح في انتظار استكمال التحقيقات.
ما بين التحول الشخصي والمسؤولية العامة
تطرح قضية زين وأسماء جلال إشكالية عميقة تتعلق بحدود التعبير الشخصي، والفرق بين التوبة والتشهير. فبينما يملك أي شخص حرية التراجع عن مسيرته المهنية أو اتخاذ موقف ديني، فإن استخدام أسماء مشهورة ضمن تلك التصريحات قد يحمل تبعات قانونية أو مجتمعية، حتى وإن لم تكن هناك نية مباشرة للإساءة.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل تكفي النوايا الطيبة لحماية الأشخاص من المساءلة، إذا ما أدى حديثهم إلى أضرار معنوية حقيقية لآخرين؟
