القاهرة – السابعة الاخبارية
نانسي عجرم، أثار الشاعر الغنائي فوزي إبراهيم جدلًا واسعًا في الساحة الفنية خلال الساعات الماضية، بعد إعلانه اتخاذ إجراءات قانونية ضد الفنانة نانسي عجرم، بسبب ما وصفه بـ”تصرف غير قانوني” متعلق بأغنية “أخاصمك آه”، إحدى أشهر أغانيها والتي صدرت في عام 2003. وفي منشور صريح عبر حسابه على فيسبوك، عبّر إبراهيم عن غضبه واستيائه مما اعتبره تعديًا على حقوقه كمؤلف، وعلى حقوق ورثة الملحن الراحل محمد سعد، مطالبًا بوقف ما أسماه “الانتهاك غير المبرر للحقوق الأدبية والفنية”.
نانسي عجرم في مرمى فوزي إبراهيم: “باعوا الأغنية وتجاهلونا”
في التفاصيل، كتب فوزي إبراهيم على صفحته الرسمية:
“هل يُعقل أن يتم التصرف في أغنية ’أخاصمك آه‘ وبيعها، مع تجاهل حقوق المؤلف والملحن؟”
موضحًا أنه اكتشف مؤخرًا أن نانسي عجرم قامت – بحسب ما توصل إليه – ببيع حقوق الأغنية وعدد من الأعمال الأخرى لإحدى الشركات الرقمية دون الرجوع إليه كمؤلف الأغنية أو إلى ورثة الملحن محمد سعد، ما اعتبره انتهاكًا صريحًا للقانون وللأعراف الفنية.
وأشار إلى أن ما جرى لا يمكن السكوت عنه، خاصة أن الأغنية كانت، كما وصفها، “أحد المفاتيح التي ساهمت في إطلاق نانسي عجرم إلى النجومية”، معبرًا عن شعوره بالخذلان المهني والإنساني.
الجانب القانوني: هل تملك نانسي عجرم الحق في بيع الأغنية؟
من جهتها، لم تصدر نانسي عجرم أو مكتبها الإعلامي أي بيان رسمي حتى لحظة كتابة هذا التقرير، فيما بدأت بعض الجهات القانونية بالتعليق على المسألة المثارة.
وأوضح محامون متخصصون في حقوق الملكية الفكرية أن مدى قانونية تصرّف نانسي عجرم في الأغنية يتوقف على طبيعة العقد الأصلي الموقّع بينها وبين الشاعر والملحن. فإذا كانت الحقوق الأدبية والفنية قد أُسندت بشكل كامل ونهائي إلى الفنانة أو لشركة الإنتاج التي تمثلها آنذاك، فقد تكون قد تصرفت بشكل قانوني. أما إن كانت حقوق النشر والتوزيع محفوظة للكاتب والملحن، مع منح الفنانة ترخيصًا باستخدام العمل فقط، فإن أي عملية بيع لاحقة تحتاج إلى موافقة صريحة من الطرفين.
في هذا السياق، أكد فوزي إبراهيم أن الحقوق ما زالت مملوكة له ولورثة محمد سعد، وأن أي تصرف دون علمهم يعد مخالفة قانونية صريحة، مشيرًا إلى أن نجل الملحن الراحل يشاركه نفس الرأي، وأنهما بصدد اتخاذ الخطوات القضائية اللازمة لحفظ حقوقهما.
“أخاصمك آه”… أغنية صنعت علامة فارقة
صدرت أغنية “أخاصمك آه” في عام 2003، وحققت نجاحًا ساحقًا، واعتُبرت نقطة تحول حاسمة في مسيرة نانسي عجرم الفنية. الأغنية جاءت في إطار لحن شعبي حديث، بكلمات بسيطة وجذابة، وأداء جسّد صورة “الفتاة الدلوعة” التي التصقت بهوية نانسي في بداياتها.
وساهم الفيديو كليب المرافق لها – الذي أخرجه حينها نادين لبكي – في ترسيخ صورة نانسي كأيقونة جريئة وصاعدة بسرعة الصاروخ في عالم الغناء العربي. الأغنية، ومنذ ذلك الحين، لا تزال واحدة من أكثر الأعمال طلبًا في حفلاتها وجلساتها الغنائية، وتحظى بنسب استماع عالية على المنصات الرقمية.
نزاعات حقوق الملكية في الوسط الفني… مشكلة متكررة
ما بين عقود غير واضحة، واتفاقيات قديمة لم توثق بالشكل القانوني الدقيق، تبرز قضية فوزي إبراهيم كحلقة جديدة في سلسلة النزاعات التي تشهدها الساحة الغنائية العربية بخصوص حقوق المؤلفين والملحنين.
ويشتكي العديد من الشعراء والملحنين من أن الفنانين أو شركات الإنتاج يتصرّفون في الأعمال دون الرجوع إليهم أو حتى الاعتراف بحقوقهم المادية والمعنوية، خاصة بعد دخول العالم الرقمي وتحول السوق إلى منصات البث والتحميل، وهو ما خلق واقعًا جديدًا في التعامل مع الحقوق.
في هذا الإطار، يطالب إبراهيم بـ”وقفة جادة من الجهات المعنية في مصر ولبنان لحماية الحقوق الفكرية، ومنع التعدي على ملكية الأغاني والمحتوى الفني”، معتبرًا أن ما يحدث لا يجب أن يمر مرور الكرام.
ردود الفعل على مواقع التواصل
انقسم الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي في آرائه بين من دعم فوزي إبراهيم في مطلبه القانوني المشروع، ومن رأى أن توقيت فتح القضية متأخر جدًا، خاصة أن الأغنية تعود لأكثر من 20 عامًا.
بعض المعلقين اعتبر أن إبراهيم يحاول “ركوب موجة الشهرة القديمة”، بينما ردّ آخرون بأن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وأن أي محاولة لاستغلال عمل فني دون إذن أصحابه الأصليين هو سرقة موصوفة حتى لو مضى على العمل سنوات طويلة.
كتب أحد المتابعين:
“حقوق المؤلف محفوظة بالقانون، مو لأن الأغنية قديمة يعني نانسي بتقدر تتصرف فيها وكأنها ملكها!”
فيما رأى آخر:
“إذا كان في بين الطرفين عقد ينص على التنازل الكامل، فالقضية محسومة، أما إذا ما في، فإبراهيم معه حق”.
بين النجاح الفني الذي شكّلته أغنية “أخاصمك آه”، والنزاع القانوني القائم اليوم حول ملكيتها وحقوق استغلالها، يبقى واضحًا أن القصة لم تنتهِ بعد. فالقضية مرشحة للتصاعد، خاصة إذا قرر إبراهيم والمشاركون معه في الدعوى المضي قدمًا في الإجراءات القضائية.
وفي حال ثبت أن نانسي عجرم أو شركتها قد تصرفت دون سند قانوني، فقد يُعاد فتح نقاش واسع في الوسط الفني حول ضرورة توثيق كل الاتفاقيات المتعلقة بالأعمال الفنية منذ لحظة كتابتها، مرورًا بالتلحين، وحتى إصدارها وتسويقها، خاصة في عصر تتجاوز فيه الأغنية الواحدة حدود الزمن والجغرافيا.
العيون الآن متجهة نحو نانسي عجرم، بانتظار رد رسمي قد يُوضح الصورة أو يزيدها تعقيدًا.