الإمارات – السابعة الإخبارية
رانيا يوسف.. في خطوة جريئة وغير مألوفة على الساحة الفنية العربية، عادت الفنانة رانيا يوسف إلى واجهة الجدل الاجتماعي والإعلامي، بإحيائها أول حفل راقص لها في العاصمة الإماراتية أبوظبي مساء الأحد، وذلك بعد أيام فقط من إعلانها افتتاح أول مشروع خاص بها لتعليم الرقص الشرقي تحت اسم “Tabla by Rania”، وهو استوديو متخصص لتقديم دروس احترافية في هذا الفن التراثي.
رانيا يوسف .. مشروع فنّي أم استفزاز اجتماعي؟
الحدث، الذي حمل طابعًا احتفاليًا، لم يكن مجرد عرض رقص عابر، بل مثّل تجسيدًا عمليًا لرؤية رانيا يوسف الجديدة للفن، إذ تسعى من خلاله إلى إعادة تعريف الرقص الشرقي، ليس باعتباره مجرد وسيلة ترفيهية، بل كشكل من أشكال التعبير الجسدي والثقافي، ووسيلة لتحسين الصحة النفسية والجسدية لدى النساء، كما ذكرت في تصريحاتها الإعلامية الأخيرة.
غير أن هذه المبادرة لم تمر مرور الكرام. فمنذ الإعلان عن المشروع في مايو 2025، تعرّضت يوسف لوابل من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهمها البعض بتعمد إثارة الجدل و”تقليد الغرب”، في حين رأى آخرون أن خطوتها تمثل تجاوزًا للخطوط الحمراء الاجتماعية، في مجتمع لا يزال ينظر إلى الرقص الشرقي نظرة مرتبكة بين الفن والتقاليد.
رد رانيا يوسف: “الرقص أسلوب حياة مش حرام”
وفي مواجهة الهجوم، ردّت رانيا يوسف بأسلوبها المعتاد، حيث أكدت في تصريحات متلفزة أن “استوديو الرقص ليس كازينو أو ملهى ليلي كما يتخيل البعض”، بل هو مشروع يهدف لتعليم النساء فن الرقص في بيئة احترافية وآمنة، بعيدًا عن أي ابتذال أو استغلال تجاري.
وأوضحت: “أنا لا أدرّس الرقص بنفسي، ولكن لديّ فريق محترف من مدربات من مصر وإسبانيا والبرازيل، والفكرة ليست مجرد حركات جسدية، بل وسيلة لتفريغ الطاقة وتحسين الحالة النفسية والبدنية… الرقص الشرقي فن له جذور عميقة في ثقافتنا، ومش لازم نخجل منه”.
واعتبرت رانيا أن الانتقادات المتكررة ضدها ما هي إلا “دليل على نجاح المشروع”، مضيفة: “أي شتيمة بتكبرني… أنا واثقة من نفسي، وبعمل اللي مؤمنة بيه. الرقص مش حرام، واللي مش عاجبه حرّ يتفرج أو لا”.

دعم فني وحضور مميز
شهد حفل الافتتاح حضور عدد من الشخصيات البارزة في الوسط الفني، من بينهم الراقصة الروسية الشهيرة جوهرة، التي أبدت دعمها الكامل لمشروع رانيا يوسف، معتبرة أنه “نقلة نوعية في نظرة المجتمعات العربية إلى فن الرقص”، وقالت إن المبادرة قد تكون نقطة انطلاق لتعليم الرقص بطريقة تحترم الفن، وتمنحه الشرعية كمساحة من التعبير الفردي والجماعي.
كما ظهرت رانيا يوسف على المسرح خلال الحفل، وقدّمت فقرة راقصة رمزية لا تتجاوز بضع دقائق، كان هدفها كما قالت “كسر الصورة النمطية، وتشجيع السيدات على التحرر من الأحكام المسبقة”.
أهداف المشروع وتوسعات مرتقبة
استوديو “Tabla by Rania” يقع حاليًا في القاهرة، مع خطط مستقبلية لافتتاح فروع في دول عربية أخرى، بينها دبي وبيروت. ويقدم الاستوديو دروسًا منتظمة في الرقص الشرقي، مع إمكانية التوسع لاحقًا لتشمل أنماطًا راقصة أخرى، مثل الرقص اللاتيني والـAfro Dance، في خطوة تهدف إلى تقديم تجربة متنوعة للنساء المهتمات بالفنون الحركية.
كما كشفت رانيا يوسف أن ابنتها “نانسي”، التي تدرس الفنون الراقصة في مدينة برشلونة الإسبانية، ستنضم إلى المشروع مستقبلاً بعد تخرجها، في إطار خطة لتطوير محتوى تعليمي معتمد يتماشى مع المعايير الدولية.

موجة تفاعل على السوشيال ميديا
لاقت مبادرة رانيا يوسف تفاعلاً واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومتحفظ. البعض اعتبرها “نموذجًا للتمكين النسائي في مجتمعات محافظة”، بينما رأى آخرون أن “الخط الفاصل بين حرية التعبير والاستفزاز أصبح هشًّا”، خصوصًا في قضايا مثل الرقص.
لكن وسط هذا الجدل، يبدو أن رانيا يوسف عازمة على المضي قدمًا، مدفوعةً برؤية ترى أن الفن يجب ألا يكون رهينة التقاليد، بل يجب أن يُعيد تشكيلها.
هل ينجح المشروع في تغيير الصورة النمطية؟
بينما يبقى الرقص الشرقي موضع جدل في الأوساط العربية، تسعى مبادرة “Tabla by Rania” إلى إعادة تعريفه كفن له وظائف صحية ونفسية وتعبيرية. ورغم الهجوم، يبدو أن المشروع فتح بابًا جديدًا للنقاش حول حرية الجسد والتعبير الفني، في وقتٍ يشهد فيه العالم العربي تغيّرات ثقافية تدريجية.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح رانيا يوسف في تحويل الرقص من تهمة اجتماعية إلى مساحة للتمكين والإبداع؟
