القاهرة – السابعة الاخبارية
هنادي الكندري، قامت الفنانة الكويتية هنادي الكندري بخطوة وجدانية مختلفة، حيث زارت منزل الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ، في منطقة الزمالك، قلب العاصمة المصرية القاهرة، لتدخل بذلك في حالة من الحنين الفني والعاطفي، وسط ذكريات “العندليب الأسمر” الذي لا تزال موسيقاه وكلماته تعيش في وجدان الملايين.
الزيارة لم تكن مجرد محطة سياحية عابرة، بل اتخذت طابعًا عاطفيًا وروحيًا عميقًا، إذ حرصت هنادي على توثيق لحظاتها داخل منزل عبد الحليم الذي يعد أحد أبرز معالم الذاكرة الفنية في مصر والعالم العربي. ونشرت عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام” مجموعة صور التقطت لها داخل المنزل، مستعرضة تطابق زوايا الصور مع صور أرشيفية شهيرة ظهر فيها عبد الحليم على مدار سنوات حياته.
هنادي الكندري توثق الحنين في زيارة منزل عبد الحليم حافظ
في الصور التي نشرتها، جلست هنادي على الأريكة نفسها التي التُقطت عليها صور شهيرة للعندليب، وتجولت بين أرجاء الصالون وغرفة النوم، حيث بدا وكأنها تحاول استحضار روح المكان وصاحبه، في لحظة وفاء نادرة تجاه فنان ترك إرثًا لا يُنسى في الوجدان العربي.
وأرفقت الصور بتعليق بسيط لكنه معبّر للغاية، كتبت فيه: “أنا اليوم في منزل الراحل عبد الحليم حافظ… العندليب”. لم تحتج هنادي للكثير من الكلمات، فالصورة واللحظة كانتا أبلغ من أي وصف، وجاء التفاعل الكبير من جمهورها ليؤكد حجم تأثير هذه الزيارة، خاصة من محبي عبد الحليم الذين عبروا عن امتنانهم لإحياء ذكراه بهذا الشكل الحميمي.
منزل العندليب… متحف مفتوح على الزمن
يقع منزل عبد الحليم حافظ في شارع قراقوش، بمنطقة الزمالك الراقية، وهو واحد من الأماكن القليلة التي لا تزال تحتفظ بروح فنية خالصة. المنزل تحوّل مع الوقت إلى ما يشبه المتحف الصامت، حيث لا يزال محافظًا على طابعه الكلاسيكي، بأثاثه الأصلي ومقتنياته الخاصة، وكأن الزمن توقف عند لحظة وفاته.
البيت لا يزال ينبض بالحياة رغم رحيل صاحبه، حيث تحتفظ جدرانه بصور مؤطرة للفنان الراحل في مراحل متعددة من حياته، من شاب طموح إلى نجم عربي من طراز خاص، إلى رجل يواجه المرض بصمت، لكنه لم يتخلّ عن فنه أو جمهوره. كما يضم البيت رسائل نادرة بخط يده، وأسطوانات موسيقية أصلية، وكتبًا تركها على الأرفف، وحتى هدايا تلقاها من شخصيات عامة وفنانين ومعجبين.
لماذا هذه الزيارة مميزة؟
تُعد زيارة هنادي الكندري لمنزل عبد الحليم حافظ خطوة ذات رمزية كبيرة، لأنها تعيد تسليط الضوء على قيمة هذا الفنان ليس فقط كمطرب استثنائي، بل كإنسان عاش حياة مليئة بالصراع والنجاح، وتحوّل إلى رمز للغناء العربي الخالد. هنادي اختارت أن تزور المكان وتعيش لحظاته بصمت واحترام، وهو ما جعل المتابعين يشعرون بأنها فعليًا دخلت في طقس خاص من الحنين والوفاء.
هذه اللفتة أعادت للأذهان ضرورة الحفاظ على تراث نجوم الفن العربي، وتحويل بيوتهم إلى مراكز ثقافية أو متاحف مفتوحة تعكس حجم ما قدموه. ومنزل عبد الحليم بالتحديد لا يزال صالحًا ليكون مقصدًا فنيًا وثقافيًا لكل من يريد استكشاف روح تلك المرحلة الذهبية في الغناء العربي.
العندليب… ما زال يعيش في تفاصيلنا
تُعتبر زيارة الكندري في هذا التوقيت، وفي هذا السياق، بمثابة تجديد لعهد الحب بين الأجيال الجديدة وعبد الحليم حافظ، الذي لا تزال أغانيه تُسمع في البيوت والمقاهي والهواتف، رغم مرور أكثر من أربعة عقود على رحيله. ما فعلته هنادي لم يكن فقط لمتابعيها على “إنستغرام”، بل كان رسالة واضحة بأن الفن الحقيقي لا يموت، بل يُستعاد بتفاصيل صغيرة، وصور صادقة.
في مجتمع سريع التبدل، وزمن تتغير فيه الأذواق بين لحظة وأخرى، تأتي هذه الزيارة لتعيد شيئًا من التوازن، ولتؤكد أن عبد الحليم لا يزال جزءًا من الذاكرة الحية لكل محب للفن، وليس فقط لجيل عاصره. وهذا ما قاله بعض المتابعين في تعليقاتهم، حيث كتب أحدهم: “شكراً لكِ لأنك زرتي البيت اللي لسه بيغني حتى بعد ما سكت صوت صاحبه”، فيما قالت أخرى: “عبد الحليم بيعيش فينا من غير ما نحس… وأنتِ رجعتيلنا الحنين ده”.
ردود أفعال واسعة في الوسط الفني والجمهور
وقد تفاعل عدد من الفنانين والمثقفين مع خطوة هنادي، معتبرين إياها نموذجًا لحب الفن النقي، ورغبة حقيقية في إعادة التواصل مع الرموز الفنية الخالدة. البعض طالب بتكرار هذه المبادرات من نجوم آخرين، خصوصًا أن لدى مصر والوطن العربي إرثًا هائلًا من الفنانين الذين صنعوا وجدان الشعوب.
كما طالب عدد من المعلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتحويل منزل عبد الحليم إلى متحف رسمي، بإشراف وزارة الثقافة أو مؤسسات فنية مستقلة، حتى يتم الحفاظ عليه من التغيير أو الإهمال، خاصة وأن محتوياته تحمل قيمة تاريخية وفنية كبيرة.
زيارة هنادي الكندري لمنزل عبد الحليم حافظ لم تكن مجرد خطوة شخصية، بل فعل فني وإنساني يعكس تقديرًا عميقًا لقيمة الكبار. وبين الصور، والذكريات، والحنين، بدا “العندليب الأسمر” وكأنه لا يزال حيًا، يبتسم بهدوء في ركن من أركان بيته، مستقبلًا من يحبونه حتى اليوم.