سوريا – السابعة الاخبارية
نور علي، تستعد الفنانة السورية نور علي لخوض تجربة درامية جديدة من العيار الثقيل في مسلسل “مولانا“، المقرر عرضه في موسم رمضان 2026، في أول تعاون لها مع شركة الإنتاج الرائدة “الصباح إخوان”، وأمام نجم الشاشة العربية تيم حسن، ما يشكّل خطوة فارقة في مسيرتها الفنية المتصاعدة بثبات.
نور، التي سطع نجمها في السنوات الأخيرة، عبّرت عن حماسها الكبير لهذه المشاركة، واصفة العمل بـ”الفرصة الذهبية” والنقلة النوعية في حياتها المهنية، خاصة أنه يجمعها مع أسماء لامعة في الساحة الدرامية العربية، سواء على مستوى الإنتاج أو التمثيل أو الإخراج والكتابة.
View this post on Instagram
نور علي في “مولانا”… تحدٍّ ومسؤولية
في حديث خاص لإذاعة MBC FM، أكدت نور علي أن مسلسل “مولانا” يحمل خصوصية مختلفة، سواء على الصعيد الفني أو الشخصي، قائلة:
“متحمّسة كتير.. هي أول شراكة إلي مع شركة كبيرة متل شركة الصباح، ومتحمّسة أكتر إني واقفة قدّام النجم الكبير تيم حسن. في مسؤولية كبيرة، وإن شاء الله كون قدّها.”
كلمات نور تعكس وعيًا عميقًا بأهمية هذه التجربة، وبأنها ليست مجرّد دور تمثيلي عابر، بل محطة ستُقرأ لاحقًا كواحدة من أبرز علامات مسيرتها، خصوصًا أن العمل سيُعرض في رمضان، الموسم الأهم دراميًا في العالم العربي.
تجربة “البطل” ما زالت في القلب
ورغم انشغالها بالتحضيرات لـ”مولانا”، لم تُخفِ نور حبها العميق لمسلسلها السابق “البطل” الذي عُرض في رمضان 2025، وحقق نجاحًا لافتًا.
تقول عنه بشغف:
“البطل مسلسل بحبّو كتير.. في كتير ذكريات خاصة، وقد ما حكيت عنو ما بعطيه حقّه.”
وبالفعل، شكّل “البطل” انطلاقة جماهيرية مهمة لها، حيث أثبتت فيه قدراتها التمثيلية، وتفاعلت فيه مع شخصية تحمل طبقات إنسانية معقّدة، ما أكسبها ثقة الجمهور والنقاد معًا.
نظرة مختلفة لكل دور
عن طريقتها في اختيار أدوارها، أوضحت نور أنها تميل دائمًا للأدوار التي تمثل تحديًا جديدًا، وتبتعد عن التكرار، مضيفة:
“كل دور بقرأه لأول مرة وبحس إنو لسا ما عملت هيك.. بدي أعمله، بدي فكّر فيه بطريقة مختلفة. وكل مالا عم تكبر المسؤولية عليّ أكتر وأكتر.”
هذه النظرة التفاعلية والمتحفّزة لكل شخصية، هي ما يجعل من نور علي واحدة من الممثلات الشابات الأكثر وعيًا ونضجًا فنيًا في المشهد الدرامي الحالي، حيث تسعى لترك بصمة لا تُنسى في كل عمل تشارك فيه.
تيم حسن… نجم الرمضانات
من جهته، يواصل تيم حسن تواجده الرمضاني المتواصل منذ أكثر من عقد، حيث استطاع أن يخلق لنفسه مسارًا فنيًا متوازنًا بين الحضور الجماهيري الواسع والجودة الدرامية العالية. بعد النجاحات الكبيرة التي حققها في “الهيبة” بأجزائه المختلفة، ومسلسلات “تاج”، و”تحت سابع أرض”، يعود هذا العام بشخصية جديدة في “مولانا”، في عمل يبدو من عنوانه وتفاصيله الأولى أنه يحمل نكهة مختلفة.
ويُعد هذا العمل استمرارًا لعلاقة التعاون الوثيقة بين تيم حسن والمخرج سامر البرقاوي، الذي استطاع أن يستخرج من تيم أنماطًا تمثيلية متنوعة، مع الحفاظ على هويته الخاصة.
سامر البرقاوي يفتح صفحة جديدة مع لبنى حداد
اللافت في مسلسل “مولانا” ليس فقط أسماء النجوم، بل كذلك التعاون الأول من نوعه بين المخرج سامر البرقاوي والكاتبة لبنى حداد، في تركيبة جديدة يتوق لها الجمهور بعد نجاحات البرقاوي مع الكاتب عمر أبو سعدة في أعمال مثل “الزند” و”تاج” و”تحت سابع أرض”.
لبنى حداد تُعرف بأسلوبها العميق في معالجة النصوص المعاصرة، وتميّزها في كتابة الشخصيات النسائية خصوصًا، حيث قدّمت في السابق أعمالًا تركت أثرًا كبيرًا، منها: “ع الحد”, “مطلوب رجال”, “هومي هون”, “سيرة الحب” و*”الغريب”*. هذا التلاقي الإبداعي بين البرقاوي وحداد من المتوقع أن يُنتج عملًا استثنائيًا من حيث الرؤية البصرية والبُعد الإنساني للنص.
حضور نسائي ودرامي واعد
إحدى النقاط التي تجعل من “مولانا” مشروعًا مختلفًا، هي مساحة الحضور النسائي فيه، بدءًا من النص، مرورًا بالبطولة النسائية التي تجسّدها نور علي، إلى التركيز على تعقيد الشخصية النسائية في السياق الدرامي. ومن خلال تصريح نور، يبدو أن الدور الذي تؤديه في العمل سيحمل تحديًا على مستوى الأداء النفسي والعاطفي، وهو ما يتماشى مع أسلوب لبنى حداد في رسم ملامح بطلاتها.
نور علي… بطلة بصعود متّزن
بعد أن لفتت الأنظار في عدد من الأدوار الداعمة، ثم في أدوار رئيسية مثل “البطل”، بات واضحًا أن نور علي تسير بخطى واثقة نحو نضج فني يتوّجها واحدة من أبرز وجوه الشاشة السورية والعربية الجديدة. لا تعتمد نور فقط على ملامحها الجذابة أو الأداء العاطفي، بل على فهمها العميق للشخصيات التي تؤديها، وقدرتها على تقديمها بجرأة وتواضع في آنٍ معًا.
وها هي اليوم تستعد لدخول مرحلة جديدة من رحلتها الفنية، مع نجوم كبار، وفي نص عالي الجودة، وإخراج دقيق. كل ذلك يجعل من “مولانا” أحد أكثر الأعمال المنتظرة في موسم رمضان 2026، سواء على صعيد الشكل أو المضمون.
الدراما ليست فقط صناعة، بل حالة وجدانية تتكوّن من لحظات التلاقي بين النص، والممثل، والمخرج، والروح. ويبدو أن كل هذه العناصر تتوافر في “مولانا”، ليكون عملًا يستحق الانتظار. فمع نجومية تيم حسن، وموهبة نور علي الصاعدة، ورؤية سامر البرقاوي البصرية، وقلم لبنى حداد الحيّ، يبدو أننا أمام دراما من طراز رفيع… و”مولانا” قد يكون فاتحة موسم رمضاني استثنائي بكل المقاييس.