لطفي لبيب، فقدت الساحة الفنية المصرية والعربية، صباح اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025، واحدًا من أبرز رموزها، برحيل الفنان الكبير لطفي لبيب، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع طويل ومرير مع المرض، انتهى داخل غرفة العناية المركزة بإحدى مستشفيات القاهرة.
اللحظات الأخيرة.. معاناة صامتة ونهاية حزينة
شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم تدهورًا مفاجئًا في حالته الصحية، بعد دخول الفنان الراحل في غيبوبة شبه كاملة خلال الأيام الماضية، نتيجة مضاعفات حادة بالجهاز التنفسي. ورغم محاولات الأطباء لإنقاذه، إلا أن جسده لم يحتمل مزيدًا من الألم، ليرحل في صمت تاركًا حزنًا عميقًا في قلوب محبيه.
وكان لطفي لبيب قد دخل المستشفى عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة، مع تكرار أزمات صحية أثرت على قدرته على الحركة والكلام، ما جعل تواصله مع أسرته وأصدقائه محدودًا للغاية.
لطفي لبيب
لطفي لبيب: زيارات محدودة وصمت ثقيل
أمضى لبيب أيامه الأخيرة بعيدًا عن الأضواء، محاطًا بعدد محدود من الأقارب والمقربين الذين حرصوا على زيارته رغم حالته الحرجة، فيما ظل هو صامتًا، كأنما كان يودع الحياة بهدوء يليق بمشواره الهادئ والمتزن.
رحلة فنية حافلة.. من المسرح إلى الشاشة الكبيرة
ولد لطفي لبيب عام 1948، وبدأ مشواره الفني في سبعينيات القرن الماضي، لكنه لمع فعليًا في التسعينيات، عندما أثبت نفسه كممثل مخضرم يجيد تقمص الشخصيات المركبة والرمزية ببراعة.
شارك في أكثر من 100 فيلم سينمائي و30 مسلسلًا تلفزيونيًا، وأجاد التنقل بين الدراما والكوميديا، بين الأدوار الجادة وتلك الساخرة، ليحجز لنفسه مكانًا فريدًا في قلوب الجماهير.
من أبرز أعماله التي لا تُنسى:
فيلم “السفارة في العمارة”: حيث جسد دور السفير الإسرائيلي في أداء لا يُنسى، أمام الزعيم عادل إمام.
مسلسل “صاحب السعادة”: شارك فيه بدور لافت أضاف للدراما الاجتماعية بعدًا إنسانيًا.
“عفاريت عدلي علام”: أحد أبرز حضوره في الدراما الرمضانية.
آخر ظهور سينمائي له: كان في فيلم “أنا وابن خالتي” عام 2024، في ظهور وداعي غير معلن.
“أنا شبه معتزل منذ 8 سنوات”
كان لطفي لبيب قد صرّح في حوارات إعلامية سابقة أنه شبه معتزل منذ سنوات، بسبب تدهور حالته الصحية، مكتفيًا بالمشاركة الرمزية في بعض الأعمال القليلة التي تسمح بها ظروفه الجسدية، لكنه ظل حاضرًا في ذاكرة الجمهور، بإرثه وأدواره وإنسانيته.
لطفي لبيب
وداعًا لطفي لبيب.. صوت الحكمة والابتسامة الهادئة
برحيل لطفي لبيب، تخسر مصر فنانًا من طراز خاص، مثّل جيلًا من الموهبة الهادئة والرؤية العميقة، ولم يسع يومًا وراء الشهرة الصاخبة، بل آمن بقوة الكلمة والتجسيد والإقناع، فاستحق احترام الجمهور والنقاد على حد سواء.
رحل صاحب الملامح الطيبة والصوت الهادئ، وبقي أثره خالداً في كل بيت، وكل مشهد، وكل ابتسامة رسمها على وجوهنا.
أبرز محطات لطفي لبيب الفنية.. أدوار حفرت اسمه في ذاكرة الجمهور
امتدت المسيرة الفنية للفنان لطفي لبيب لأكثر من أربعة عقود، قدم خلالها مئات الشخصيات المتنوعة التي أكدت موهبته الفذة وقدرته على تجسيد أدوار لا تُنسى، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية أو المسرح.
أحد أبرز أدواره كان في فيلم “السفارة في العمارة” (2005) مع الزعيم عادل إمام، حيث جسد شخصية السفير الإسرائيلي، ولفت الأنظار بخفة ظله وبراعته في تجسيد الشخصية المركبة، رغم حساسية الدور. هذا العمل ظل محفورًا في أذهان الجماهير، لما حمله من كوميديا سياسية ذكية.
لطفي لبيب
شارك أيضًا في أفلام شهيرة مثل:
“عسل أسود” (مع أحمد حلمي)
“اللمبي 8 جيجا”
“ابن القنصل”
“زهايمر” مع عادل إمام
“مرجان أحمد مرجان”
وقد برع في تقديم أدوار الأب والموظف ورجل الدولة، دائمًا بخفة ظل ممزوجة بواقعية تلامس مشاعر الجمهور.
أما في التلفزيون، فقد شارك في مسلسلات أيقونية مثل:
“صاحب السعادة”
“عفاريت عدلي علام”
“نيللي وشريهان”
“الكبير أوي”
“راجل وست ستات”
وكانت مشاركته في المسلسل الكوميدي “تامر وشوقية” أيضًا من الأدوار البارزة التي أحبها الجمهور، حيث قدّم شخصية الأب التقليدي بطريقة عفوية وأصيلة.
كما تألق على خشبة المسرح، خاصة في مسرحيات السياسة الاجتماعية، وظل دائمًا حاضرًا في كل بيت عربي، بصوته الهادئ وابتسامته الدافئة. لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل، بل مدرسة في الأداء الصادق والبساطة القريبة من القلب.