الساحل الشمالي – السابعة الاخبارية
محمد رمضان، شهد حفل الفنان محمد رمضان، الذي أُقيم مساء الخميس في “جولف بورتو مارينا” بالساحل الشمالي، حادثًا مأساويًا أسفر عن وفاة أحد أفراد طاقم العمل وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة، وذلك نتيجة انفجار ناتج عن خلل فني في معدات الألعاب النارية على المسرح. الحادث دفع الفنان إلى إنهاء الحفل بشكل مفاجئ، قبل أن يتراجع لاحقًا عن تصريحات أولية وصف فيها ما حدث بأنه “محاولة اغتيال مكتملة الأركان”.
محمد رمضان يودع حسام: “قضاء وقدر”.. ويؤكد: لا محاولة اغتيال
وقع الانفجار أثناء عرض الألعاب النارية ضمن فقرة استعراضية في منتصف الحفل، ما تسبب في حالة من الذعر بين الحضور الذين قدّر عددهم بالآلاف. الانفجار، الذي نتج عن أسطوانة غاز تُستخدم في مؤثرات الفاير شو، تسبب في وفاة الشاب حسام حسن عبدالقوي (23 عامًا)، أحد العاملين ضمن الطاقم الفني، نتيجة توقف عضلة القلب.
كما أُصيب ستة آخرون بجروح متفرقة، بعضهم في حالة حرجة، وتراوحت أعمارهم بين 15 و25 عامًا، وفقًا لتقارير طبية صادرة عن مستشفى العلمين النموذجي، حيث نُقل المصابون لتلقي العلاج اللازم على الفور بعد وصول سيارات الإسعاف.
رمضان يُنهي الحفل ويوجه رسالة للجمهور
فور وقوع الانفجار، أعلن الفنان محمد رمضان عن إنهاء الحفل مبكرًا، موجّهًا رسالة مؤثرة إلى الجمهور عبر مكبرات الصوت، قال فيها:
“مضطر أنهي الحفلة علشان في واحد مات وواحد اتصاب إصابة خطيرة، ربنا يرحم اللي مات ويشفي المصابين.”
رمضان غادر المسرح بعد الاطمئنان على إخلاء المكان، بينما تولت قوات الأمن تأمين الموقع وفتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادث، بمشاركة النيابة العامة وخبراء المفرقعات.
منشور صادم: “محاولة اغتيال مكتملة الأركان”
في ساعة متأخرة من الليل، نشر محمد رمضان تدوينة على حسابه الرسمي في “إنستغرام”، وصف فيها ما حدث على المسرح بأنه محاولة اغتيال، وكتب:
“تم إنهاء الحفل قبل منتصفه بسبب تفجير على المسرح بجواري بالضبط، وأثره في أذني حتى الآن. الصوت مالوش علاقة بالفير وركس والله. محاولة اغتيال مكتملة الأركان.. ليه الغِل يوصل للدرجة دي؟”
المنشور أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من تعاطف مع الفنان، ومن شكك في وصفه للحادث، خاصة في ظل تأكيدات شهود العيان وفرق الإسعاف بأن الانفجار ناتج عن خلل فني وليس عملًا مدبرًا.
التراجع والتوضيح: “انفجار فني وليس قنبلة”
لاحقًا، تراجع محمد رمضان عن تصريحاته المثيرة، وحذف منشوره السابق، ثم نشر بيانًا جديدًا قال فيه:
“تصحيح: غالبًا هي انفجار أسطوانة غاز من الألعاب النارية وليست قنبلة، والتحقيقات جارية من قِبل الجهات المختصة. تأكدت بنفسي من إدارة بورتو مارينا أنه تم مسح المكان والمسرح بالكامل حرصًا على سلامة الجمهور وسلامتي.”
وأضاف:
“اللي حصل غالبًا قضاء وقدر، نسأل الله الرحمة لحسام والشفاء للمصابين، ويحفظ بلدنا دائمًا في أمان وسلام.”
منظم الحفل: خلل فني من الشركة المنفذة
أوضح منظم الحفل، المنتج ياسر الحريري، في تصريحات صحفية، أن الحادث ناتج عن خطأ تقني في تركيب معدات الألعاب النارية من قبل شركة متخصصة مرخصة رسميًا، وأنها تتحمّل كامل المسؤولية الفنية.
وشدد على أن المسرح وكل تجهيزاته كانت خاضعة للفحص قبل بداية الحفل، وفقًا لإجراءات السلامة المعتمدة.
زيارة إنسانية للمستشفى
في خطوة إنسانية لقيت إشادة من جمهوره، توجّه محمد رمضان إلى مستشفى العلمين لزيارة المصابين، وتقديم واجب العزاء لأسرة المتوفى. وتداولت صفحات فنية على مواقع التواصل مقاطع تُظهر لحظات مؤثرة بين رمضان وأهل الضحايا، كما أعلن عن استعداده الكامل لتحمّل نفقات العلاج وتعويض المتضررين.
الجهات الرسمية تبدأ التحقيق
باشرت النيابة العامة التحقيق في الحادث، واستدعت عددًا من مسؤولي التنظيم وشهود العيان والعاملين في تجهيزات المسرح. وأشارت مصادر أمنية إلى أن التحقيق يركز على مدى التزام الشركة المنفذة للألعاب النارية بإجراءات السلامة، ومدى صلاحية الأسطوانات المستخدمة.
كما طالبت النيابة بالحصول على تسجيلات كاميرات المراقبة المحيطة بالمسرح، والتقارير الفنية الخاصة بالشركة المسؤولة عن المؤثرات.
تفاعل واسع وتعاطف جماهيري
أثار الحادث موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن حزنهم وتأثرهم بوفاة الشاب حسام، كما أشاد آخرون بتصرف محمد رمضان في إنهاء الحفل فورًا والتوجه إلى المستشفى.
ووجّه ناشطون مطالبات بضرورة تشديد الرقابة على شركات المؤثرات الصوتية والضوئية، خصوصًا في الحفلات الكبرى التي تشهد حضورًا جماهيريًا ضخمًا.
ختامًا: من المأساة إلى الوعي
أظهر الحادث، رغم قسوته، أهمية الالتزام بإجراءات السلامة في الفعاليات الجماهيرية، وسرعة تحرك الفنان ومنظّمي الحفل ساعدت في الحد من وقوع كارثة أكبر.
ومع التراجع عن تصريحات “الاغتيال”، بدا أن الحقيقة باتت أوضح: حادث عرضي سببه خطأ فني، دفع ثمنه شاب بريء، وترك وراءه جرحًا في ذاكرة جمهور ليلة صيفية لم تكتمل.