دمشق – السابعة الاخبارية
دانا مارديني، في خطوة مفاجئة ولكن مدروسة، أعلنت الفنانة السورية دانا مارديني اعتزالها العمل في التلفزيون بشكل نهائي، مؤكدة أن القرار لم يكن وليد لحظة عابرة أو انفعال مؤقت، بل نتيجة تفكير طويل منذ عام 2011. جاء ذلك في رسالة مطوّلة شاركتها عبر خاصية “الستوري” على حسابها الرسمي في “إنستغرام”، شرحت فيها حيثيات قرارها وأسباب الغياب المتكرر عن الساحة الفنية في السنوات الماضية.
دانا مارديني تعلن اعتزال التلفزيون: قرارٌ نابع من الوعي لا الانفعال
بدأت دانا مارديني رسالتها بالتأكيد على أن غيابها عن الشاشة لم يكن نتيجة ظروف خارجة عن إرادتها، بل كان خيارًا واعيًا ومدروسًا، نابعًا من قناعتها الشخصية بعدم التعامل مع الفن كـ”كمّ إنتاجي” أو سباق نحو الشهرة.
وقالت:
“ما تركت، ما تنازلت، ما صمتت، وما بعدت عبثاً.. بعدت عن وعي، عن خيار، عن استقلال فكري. إذا ما بتفهم ليش أجري عالي من أول ما بلشت، وليش ما تنازلت عن حقوقي، صعب تفهمني.”
بهذه الكلمات أوضحت أنها لم ترضَ أن تكون جزءًا من منظومة فنية لا تحترم المضمون، ولا تقدر قيمة العمل الفني، مؤكدة أنها قاتلت من أجل حقها المهني، لا فقط لنيل دور أو بطولة.
بطولات مرفوضة.. واعتذارات متكررة
في سياق متصل، كشفت دانا أنها اعتذرت عن بطولات مطلقة في أعمال كبيرة، لا لأنها لا تريد الظهور، بل لأنها لا تقبل التواجد من أجل التواجد، أو تكرار نفسها من دون مبرر فني.
أوضحت في رسالتها:
“إذا ما بتفهم ليش بعمل عمل وبعتذر عن عشرة غيره، وسنة وسنتين ما بشتغل، صعب تفهمني. ما بدي أرجع كرمال التكرار أو الوجود.. بدي أرجع إذا في شي لازم ينحكى.”
وأضافت أنها لم تتعامل مع الفن كواجهة للتسويق أو الشهرة، بل كمساحة حقيقية للتعبير عن الذات والواقع، وهو ما جعل اختياراتها قليلة لكنها مؤثرة.
قرار الاعتزال.. وليد 2011 وليس 2025
رغم أن الإعلان عن الاعتزال جاء في منتصف عام 2025، فإن الفنانة السورية تؤكد أن فكرة التوقف عن العمل في التلفزيون كانت تراودها منذ العام 2011، أي قبل أكثر من عقد من الزمن.
قالت بصراحة:
“أنا من 2011 بعرف إني رح أعتزل التلفزيون.. كل اعتذار، وكل خطوة للخلف، كانت تمهيدًا لهذه اللحظة.”
وفي رسالة ذات طابع فلسفي، وجّهت مارديني كلامها للمتابعين الذين لم يتقبلوا قراراتها الفنية، قائلة:
“إذا لهلأ ما عم تفهمني، Unfollow… اخرج منها فأنت آمن، لك مني سلام.”
لا تراجع عن القرار.. مهما كانت الجهة المنتجة
من بين أبرز النقاط التي أثارت اهتمام الجمهور والنقاد على حد سواء، تأكيد دانا على أن قرارها نهائي وغير قابل للتفاوض، بغض النظر عن الجهة الإنتاجية أو القناة أو حجم العرض المقدم.
قالت بوضوح:
“قراري مش متعلق بإنتاج ولا محطة، ولا ظرف طارئ، ولا لحظة غضب. هاد قرار بفكّر فيه من سنين، وما رح أرجع عنه.”
هذا الإصرار أزال اللبس حول طبيعة القرار، ونفى الشائعات التي ترددت حول خلافات إنتاجية أو مشاكل شخصية دفعتها للاعتزال.
احترام الخصوصية.. والابتعاد عن العائلة
في نهاية رسالتها، وجّهت دانا مارديني نداءً واضحًا لاحترام خصوصيتها، طالبة من الجمهور ووسائل الإعلام عدم التواصل مع عائلتها أو محاولة معرفة تفاصيل حياتها الشخصية من أي طرف آخر.
وقالت في هذا السياق:
“عائلتي تحترم قراراتي ولا تتدخل فيها، وأتمنى من الجميع أن يحترم خصوصيتي، كما احترمت أنا خصوصيات غيري لسنين.”
وتابعت مؤكدة أن هذه الخطوة ليست انسحابًا من الفن بشكل عام، بل من التلفزيون فقط، مضيفة:
“ما زلت مستمرة في عملي الفني، وسأخبركم بأي مشروع جديد في السينما أو المسرح في الوقت المناسب. لكم مني كل الحب.”
ردود فعل داعمة.. ووقفة من الزملاء
عقب إعلان دانا مارديني اعتزالها، سارعت مجموعة من الفنانين لدعمها ومساندتها في قرارها، على رأسهم الفنانة السورية تولين البكري، التي نشرت منشورًا عبر حسابها على “فيسبوك”، قالت فيه:
“دانا حرة.. وفنها أصدق من كل ما يُعرض اليوم. نحترم قرارها لأنه نابع من كرامتها وقيمتها كإنسانة قبل الفنانة.”
كما عبّر عدد من متابعيها عن حزنهم لغيابها المرتقب، خاصة وأنها كانت تُعد من أبرز الوجوه السورية التي استطاعت فرض حضور قوي خلال فترة قصيرة، وارتبط اسمها بأعمال نوعية مثل “غداً نلتقي” و”الندم” وتانغو”.
وداع على طريقتها الخاصة
لم يكن إعلان دانا مارديني اعتزالها عاديًا، بل جاء بأسلوب صادق وشخصي جدًا، يعبّر عن شخصيتها المستقلة والفنانة التي اختارت أن تكون وفية لقناعاتها لا للسوق. فهي لم تخرج من الباب الضيق، بل غادرت كما دخلت: بكامل الوعي، والهدوء، والكرامة.
وبينما يغيب حضورها عن الشاشة الصغيرة، لا يغيب أثرها في قلوب جمهور أحب صدقها أكثر من عدد ظهورها، وفي ذاكرة دراما كانت بحاجة لأمثالها أكثر مما كانت بحاجة إلى أسماء متكررة.