بيروت – خاص
أمل حجازي، أثارت الفنانة اللبنانية أمل حجازي عاصفة من الجدل مجددًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت صورة حديثة لها على شاطئ البحر بدون حجاب، أرفقتها بعبارة مختصرة: “Hello life“، ما اعتبره كثيرون إعلانًا صريحًا عن تخليها عن الحجاب، بعد نحو ثماني سنوات من ارتدائه واعتزالها الغناء في عام 2017.
المنشور، الذي بدا بسيطًا في شكله، كان كافيًا لإعادة إشعال النقاش القديم حول أمل واختياراتها الشخصية، بين مؤيد يراها امرأة حرة تمارس حقها في اتخاذ القرار، ومعارض يرى في ما حدث تراجعًا عن “تحولها الروحي” الذي أعلنت عنه يوم عرفة منذ سنوات.
أمل حجازي تخلع الحجاب رسميًا وتثير الجدل على السوشيال ميديا: “Hello life”
في الصورة الجديدة، ظهرت أمل على أحد الشواطئ وهي ترتدي ملابس صيفية كاشفة، بدون غطاء للرأس، وبملامح هادئة ومبتسمة، لتُحدث ما يشبه “الزلزال الإلكتروني” على إنستغرام و”إكس” (تويتر سابقًا).
عبارة “Hello life” لم تكن عشوائية بالنسبة للكثير من المتابعين، إذ اعتبروها بمثابة إعلان عن بداية مرحلة جديدة، أو “عودة إلى الحياة” بمفهومها الشخصي، بعد سنوات من الانقطاع الجزئي عن الوسط الفني والصحافة.
تراجع أم تحول جديد؟
اللافت أن هذه الخطوة تأتي بعد أقل من عام من نفيها بشكل مباشر نية خلع الحجاب، وذلك عقب تداول فيديو لها في فبراير 2024، ظهرت فيه وهي تغني بدون حجاب في أحد المولات التجارية. حينها، سارعت أمل إلى الرد عبر تغريدة على منصة “إكس” قالت فيها:
“أنا لم أخلع أخلاقي، ولم أخلع شرفي، ولم أخلع حبي لله، ولم أخلع إنسانيتي أو مبادئي، ولم أخلع الحشمة، فهذا ديني، وهذا ما سأقابل الله به.”
كلمات بدت صارمة ومُطمئنة لمتابعيها، لكنها اليوم تُقرأ من جديد وكأنها كانت لحظة دفاع مؤقتة أمام ضغط الرأي العام، أو ربما تعبير عن صراع داخلي لم يُحسم وقتها.
من الاعتزال إلى العودة التدريجية
في سبتمبر 2017، أعلنت أمل حجازي اعتزالها الغناء وارتداء الحجاب في بيان مؤثر نشرته عبر صفحتها، تزامنًا مع يوم عرفة. قالت حينها:
“كنت أطلب من الله الهداية، وقد استجاب لي. أنا لا أقلل من قيمة الفن، ولكنني أتكلم عن تجربتي الشخصية. اليوم أشعر بسعادة لم أعهدها من قبل.”
البيان حمل لهجة روحانية واضحة، ولاقى وقتها ترحيبًا من شريحة واسعة من الجمهور العربي، خصوصًا أن أمل لم تُهاجم الفن، ولم تنضم إلى الأصوات التي تجرّم الفنانين أو تتبرأ من تاريخها الفني، بل اعتبرت قرارها تجربة شخصية ذات طابع ديني وأخلاقي، لا أكثر.
بعد فترة من الغياب، عادت أمل بشكل تدريجي إلى الواجهة، من خلال أناشيد دينية وإطلالات محتشمة، وظلت حاضرة في الحوارات التي تجمع بين الدين والفن، من دون أن تعود للغناء التجاري.
الجمهور ينقسم من جديد
كما كان متوقعًا، أحدث منشور “Hello life” انقسامًا واسعًا في آراء المتابعين بين من رأى فيه “عودة إلى الحرية الشخصية” ومن رأى فيه “تناقضًا مع المواقف السابقة”.
✦ المؤيدون
رأى المؤيدون أن أمل تمارس حقها الطبيعي في اتخاذ قرارات تخص جسدها وحياتها دون وصاية. وكتب أحدهم:
“من حقها تخلع الحجاب مثل ما من حق أي إنسان يلبسه. الحجاب قرار شخصي، وليس بطاقة انتماء.”
وقال آخر:
“لم تُهاجم أحدًا، لم تفرض رأيها، فقط عاشت تجربتها. سواء بالحجاب أو بدونه، هي إنسانة راقية وموهوبة.”
✦ المعارضون
في المقابل، انتقدها البعض بشدة، واعتبروا أن خلعها الحجاب بعد تصريحاتها الدينية السابقة يشكل تناقضًا، وكتب أحدهم:
“لم نُجبرها على الحجاب، لكنها اختارته يومًا ما على أساس ديني، فلماذا هذا التراجع الصادم؟”
وكتب آخر:
“عندما تكوني قدوة، من الصعب أن تخلعي عنك هذا الدور بسهولة. ملايين الفتيات تأثرن بك.”
هل تعود أمل حجازي للغناء التجاري؟
السؤال المطروح الآن: هل تمهد أمل بهذه الخطوة للعودة الكاملة إلى الفن؟ وهل سترى الساحة الفنية قريبًا ألبومًا جديدًا بصوتها، بعد أكثر من 8 سنوات من التوقف؟
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُصدر أمل أي تصريح رسمي يؤكد نيتها العودة للغناء، كما لم تذكر إن كانت الصورة إعلانًا عن مشروع فني قادم. ومع ذلك، فإن توقيت المنشور، وتدرجها في الظهور بدون حجاب خلال الأشهر الماضية، يوحيان بأنها تستعد لـ”مرحلة جديدة” في حياتها المهنية والشخصية على حد سواء.
بين الحجاب والفن: جدل لا ينتهي
قضية الحجاب في الوسط الفني العربي ظلت على مدار عقود مادة جدلٍ دائم، خصوصًا عندما ترتبط بأسماء لامعة مثل أمل حجازي، التي قدمت قبل اعتزالها أعمالًا ناجحة مثل “زمان”، “عينك عينك”، و**”بياع الورد”**، وكانت تُعد من أبرز الأصوات النسائية في لبنان والعالم العربي.
قرارها عام 2017 اعتُبر جريئًا ومؤثرًا، واليوم، قرار العودة بدون الحجاب يُقرأ بنفس القدر من الجرأة، سواء اتُّفق معه أو لا، ويُعيد طرح الأسئلة الصعبة حول العلاقة بين الفنان وذاته، وبين الجمهور وتوقعاته من المشاهير.
مهما كانت الخطوة التالية لأمل حجازي، فإن الأكيد أن رحلتها ليست قصة عن “العودة” أو “الخلع”، بل عن امرأة تخوض تجاربها علنًا، في وسط لا يرحم كثيرًا، ولا يغفر التغيير بسهولة.
فهل ستواجه مزيدًا من الانتقادات؟ أم ستُثبت أن الفن والحياة لا يمكن اختزالهما في قرار شخصي واحد؟
ربما الوقت فقط هو من يملك الجواب.