بريطانيا – السابعة الاخبارية
الأمير هاري، نفى الأمير هاري، دوق ساسكس، صحة المزاعم التي تحدّثت عن وقوع شجار جسدي بينه وبين عمه الأمير أندرو قبل أكثر من عقد، على خلفية تعليقات قيل إنها مسيئة لزوجته ميغان ماركل.
وجاء النفي الرسمي بعد أن نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية مقتطفات من كتاب جديد يزعم أن خلافًا عائليًا حادًا نشب بين الأميرين عام 2013، وانتهى بتبادل لكمات أسفر عن إصابة أندرو في أنفه.
الأمير هاري ينفي شجارًا جسديًا مع الأمير أندرو: “لم يحدث ذلك على الإطلاق”
ردًا على ما أوردته الصحيفة، أصدر متحدث رسمي باسم الأمير هاري بيانًا لصحيفة Us Weekly يوم السبت 2 أغسطس 2025، جاء فيه:
“لا يمكننا تأكيد صحة أي من هذه الادعاءات. لم يحدث أي شجار جسدي بين الأمير هاري والأمير أندرو، كما لم يدلِ الأمير أندرو بأي تعليقات عن دوقة ساسكس أمام الأمير هاري.”
البيان جاء بهدف وضع حد للشائعات المتجددة التي تطال أفراد العائلة المالكة، وخاصة تلك المرتبطة بالأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، بعد سنوات من الخلافات والضغوط الإعلامية المستمرة.
كتاب جديد يثير الجدل
جاءت المزاعم من كتاب جديد بعنوان “صعود وسقوط بيت يورك”، حيث أورد مؤلفه أن الأمير هاري دخل في جدال محتدم مع عمه الأمير أندرو أثناء تجمع عائلي عام 2013، بعدما وصف الأخير ميغان ماركل بـ”الانتهازية”، وأعرب عن اعتقاده بأن زواجهما لن يدوم طويلاً.
ووفق الرواية الواردة في الكتاب، فإن الأمير هاري لم يتحمّل ما اعتبره إهانة لزوجته المستقبلية، مما دفعه إلى توجيه لكمة إلى وجه أندرو، تسببت في نزيف أنفي، وهو ما نفاه المتحدث باسم هاري بشكل قاطع.
تجدد الحديث عن خلافات العائلة المالكة
أعادت هذه المزاعم تسليط الضوء على التوترات المتواصلة داخل العائلة الملكية البريطانية، التي أصبحت مادة دسمة للإعلام منذ تنحي الأمير هاري وميغان ماركل عن واجباتهما الملكية عام 2020، وانتقالهما للعيش في كاليفورنيا.
ومنذ ذلك الحين، لم تهدأ وتيرة الجدل حول طبيعة العلاقة التي تربط هاري بأفراد عائلته، وخاصة شقيقه الأمير ويليام ووالده الملك تشارلز الثالث، حيث زادت الأمور تعقيدًا بعد إصدار هاري مذكراته المثيرة للجدل بعنوان “سبير” (الاحتياطي)، والتي كشف فيها عن تفاصيل دقيقة وصادمة من حياته داخل القصر.
تعليق من خبيرة ملكية: “العلاقة مع وليام أكثر توترًا”
الخبيرة الملكية كريستين ماينزر علّقت على هذه التطورات بالقول:
“العلاقة بين الأمير هاري وشقيقه ويليام تختلف كثيرًا عن علاقته بوالده. وإذا بدأت العلاقة مع الملك تشارلز تتحسن، قد يجد ويليام نفسه مضطرًا لاتخاذ خطوة مماثلة.”
وأشارت ماينزر إلى أن رغبة هاري في إعادة بناء الجسور قد تصطدم بجدران من الحذر والشك داخل القصر، خاصة بعد سلسلة الاتهامات التي وجهها في لقاءاته الإعلامية ومذكراته.
الأمير أندرو وظلال قضية إبستين
يأتي هذا الجدل في وقت تتجدد فيه أيضًا تداعيات قضية رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، المدان بجرائم جنسية، والذي كانت تربطه علاقة وثيقة بالأمير أندرو.
ففي عام 2019، اتهمت الأمريكية فيرجينيا جيوفري الأمير أندرو بالاعتداء الجنسي والاتجار بالبشر بمساعدة إبستين، وهي القضية التي سُويت خارج المحكمة عبر تسوية مالية سرية، دون أن يعترف أندرو بارتكاب أي جرم.
محامي الضحية يطالب باعتراف من الأمير أندرو
في مداخلة حديثة له عبر برنامج Piers Morgan Uncensored، دعا المحامي الأمريكي ديفيد بويز، الذي مثّل سابقًا فيرجينيا جيوفري، الأمير أندرو إلى اتخاذ موقف أكثر شفافية. وقال:
“لم يفت الأوان بعد. حتى لو لم يتذكر كل التفاصيل، أو لم يتعرف على فيرجينيا، لا يمكنه إنكار ما فعله مع إبستين والفتيات القاصرات.”
وأكد بويز أن الضحية كانت تسعى إلى أكثر من تعويض مالي، بل كانت تطمح إلى عدالة معنوية واعتراف أخلاقي بما حدث، معتبراً أن اعترافًا علنيًا من الأمير أندرو كان سيحمل قيمة إنسانية هائلة.
إعلام مستمر وتدقيق متواصل
يبدو أن أفراد العائلة الملكية، وبخاصة الأمير هاري والأمير أندرو، سيظلون تحت مجهر الإعلام لفترة طويلة، نظرًا لتورطهم في قضايا رأي عام أثارت انقسامًا واسعًا بين الجمهور البريطاني والعالمي.
في المقابل، يحاول الأمير هاري الحفاظ على صورته العامة من خلال المبادرات الإنسانية التي يطلقها مع ميغان ماركل عبر مؤسستهما “آرتشويل”، بالإضافة إلى ظهورهما الإعلامي المتكرر، الذي لا يخلو من الجدل.
هل تعود العلاقات إلى مسارها؟
في ظل تصاعد الشائعات، لا يبدو أن العلاقات العائلية داخل القصر قابلة للترميم السريع، رغم محاولات البعض التقليل من التوتر. ومع استمرار تسريبات الكتب، والمذكرات، والحوارات التلفزيونية، تبقى المصالحة مجرّد احتمال بعيد المنال، ما لم تحدث تغييرات جذرية في طريقة إدارة القصر للخلافات الداخلية.
حتى ذلك الحين، تبقى البيانات الرسمية مثل ذلك الذي أصدره الأمير هاري، الوسيلة الوحيدة لنفي الروايات المتداولة، على أمل أن تسهم في احتواء بعض من تبعاتها الإعلامية.