إنجلترا – السابعة الإخبارية
محمد صلاح.. مرة أخرى، خطفت ركلات الترجيح الأضواء من النجم المصري محمد صلاح، ولكن ليس لصالحه، بعدما أهدر ركلة حاسمة في نهائي الدرع الخيرية 2025 بين ليفربول وكريستال بالاس، الذي أقيم مساء الأحد على ملعب ويمبلي الشهير، وانتهى بفوز “نسور لندن” بنتيجة 3-2 بركلات الترجيح بعد تعادل مثير 2-2 في الوقت الأصلي.
في ليلة كان يُفترض أن تُكرس عودة ليفربول إلى منصات التتويج، تحوّل حلم التتويج إلى كابوس مألوف لصلاح وجماهيره، حين أطاح بالركلة الأولى خارج المرمى، مكرسًا سلسلة من الإخفاقات في المحطات الحاسمة، سواء مع الريدز أو منتخب بلاده.

“ويمبلي” يستمر في معاندة محمد صلاح
ملعب ويمبلي العريق، الذي يُفترض أن يكون مسرحًا للمجد، بات رمزًا لخيبة الأمل في مسيرة محمد صلاح. فرغم سجل تهديفي استثنائي في مختلف الملاعب الأوروبية، إلا أن النجم المصري لم يسجل أو يصنع أي هدف في آخر 8 مباريات له على هذا الملعب، منذ هدفه الأخير في أكتوبر 2017 أمام توتنهام، حين كان الأخير يخوض مبارياته مؤقتًا على ويمبلي.
وباتت عقدة هذا الملعب تثير تساؤلات عن الجانب الذهني لصلاح في المباريات الكبيرة، لا سيما حين يكون تحت الضغط الجماهيري والإعلامي.
إخفاقات متكررة في ركلات الحسم
الركلات الترجيحية تحولت إلى شبح يلاحق محمد صلاح. فرغم أنه يُعد من المسددين الجيدين لركلات الجزاء خلال وقت اللعب، فإن الإحصائيات تكشف وجهًا آخر في المحطات الحاسمة:
مارس 2025: ودّع ليفربول دوري أبطال أوروبا من دور الـ16 أمام باريس سان جيرمان بركلات الترجيح (4-1)، وأخفق صلاح في ركلته.
أغسطس 2019: خسر ليفربول الدرع الخيرية أمام مانشستر سيتي بركلات الترجيح (5-4) بعد تعادل 1-1.
أغسطس 2020: تكرر السيناريو أمام أرسنال في نفس البطولة، بركلات الترجيح (5-4) بعد تعادل مماثل.
كأس الأمم الإفريقية 2021: خسر منتخب مصر النهائي أمام السنغال بركلات الترجيح، دون أن يسدد صلاح أي ركلة بعد أن سبقه زملاؤه.
تصفيات كأس العالم 2022: في المباراة الفاصلة أمام السنغال، أهدر صلاح الركلة الأولى، في مباراة انتهت بخروج مصر وخيبة أمل كبرى.
كريستال بالاس… مفاجآت لا تتوقف
لم يكن فوز كريستال بالاس مجرد تتويج بكأس الدرع الخيرية، بل هو أول لقب للنادي في هذه المسابقة العريقة، وواحد من أهم الانتصارات في تاريخه الحديث.
ولم يكن هذا الإنجاز الأول للفريق اللندني هذا العام، فقد سبق له أن توج بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي 2025، بعد الفوز على مانشستر سيتي، في لقاء شهد إهدار النجم المصري عمر مرموش لركلة جزاء حاسمة، تصدى لها الحارس دين هندرسون، ليصبح أول لاعب يُهدر في نهائي البطولة منذ فرانك لامبارد عام 2010.
ويبدو أن “نسور لندن” باتوا عقدة جديدة للنجوم المصريين في المحافل الكبرى.

محمد صلاح : الضغوط الذهنية والحاجة إلى استعادة الثقة
تكرار هذا السيناريو مع محمد صلاح يفتح الباب واسعًا للنقاش حول الضغط الذهني والنفسي الذي يواجهه اللاعب في اللحظات الحاسمة. ورغم مسيرته المذهلة مع ليفربول، التي توّج خلالها بالدوري الإنجليزي ودوري الأبطال وكأس العالم للأندية، إلا أن الركلات الحاسمة تبقى ثغرة في رصيده الذهني والفني.
ويرى محللون أن على صلاح، في هذه المرحلة من مسيرته، أن يعمل على الجوانب النفسية أكثر من البدنية أو الفنية، خصوصًا مع اقترابه من عامه الـ34، واقتراب حقبة جديدة في مسيرته الدولية والناديّة.
هل يعود صلاح أقوى؟
لا شك أن محمد صلاح يمتلك شخصية قيادية وخبرة طويلة، وقد مرّ بمراحل صعبة وتجاوزها بنجاح، بدءًا من إخفاقاته الأولى مع تشيلسي، وحتى تحوله إلى نجم عالمي في ليفربول.
لكن الأحداث الأخيرة، وبخاصة على ملعب ويمبلي، تجعل من الضروري أن يُعيد التفكير في كيفية إدارة لحظات الضغط، سواء عبر التدريب الذهني، أو إعادة ترتيب أولويات الأدوار التي يقوم بها في الفريق.
مع كل إخفاق جديد، تتضاعف الأضواء المسلطة على محمد صلاح، ليس لأن أحدًا يُشكك في قدراته، بل لأن طموحات جماهيره — في مصر وليفربول والعالم العربي — أعلى من سقف أي لاعب عادي.
ورغم الكبوة الأخيرة، فإن أسطورة محمد صلاح لا تزال مفتوحة على فصول جديدة، وقد يكون التحدي الأكبر الآن هو إثبات أنه، رغم الضغط والشك، لا يزال الرجل المناسب في اللحظة الحاسمة.
