الإمارات – السابعة الإخبارية
دبي.. تستعد هيئة الطرق والمواصلات في دبي لاستقبال العام الدراسي الجديد من خلال تنفيذ أعمال صيانة وتطوير شاملة لشارع الإمارات الحيوي، وذلك في الاتجاهين، وبطول إجمالي يبلغ 14 كيلومتراً.
وتأتي هذه الخطوة الاستباقية في إطار جهود الهيئة لتسهيل الحركة المرورية وتعزيز جودة البنية التحتية، حيث من المقرر الانتهاء من الأعمال كافة في الخامس والعشرين من أغسطس الجاري، أي قبل عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة.
وأكد المهندس عبدالله لوتاه، مدير إدارة صيانة الطرق ومنشآتها في مؤسسة المرور والطرق بالهيئة، في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم»، أن المشروع يهدف إلى إعادة تأهيل شامل لشارع الإمارات من الحارات البطيئة والسريعة، في الاتجاهين المؤديين إلى أبوظبي والشارقة. وأوضح أن الأعمال امتدت على مراحل متعددة، بحيث تشمل كل مرحلة ما بين 400 إلى 500 متر، لتفادي التأثير السلبي على انسيابية الحركة المرورية.

دبي: تقنيات حديثة لتحديد الأضرار
وأوضح لوتاه أن الهيئة اعتمدت على تقنيات متقدمة في تقييم حالة الطريق، حيث تم استخدام مركبات مزوّدة بأجهزة ليزر لرصد حالة الرصف وتحديد المواقع المتضررة. ووفقاً لنتائج الرصد، تم تحديد المناطق التي تحتاج إلى إعادة تأهيل وعدد الطبقات التي ينبغي رصفها، حيث شملت بعض المناطق إعادة تأهيل أربع طبقات من الأسفلت، بينما اقتصرت الأعمال في مناطق أخرى على طبقتين فقط.
وأضاف أن كثافة مرور الشاحنات على شارع الإمارات ساهمت بشكل ملحوظ في تآكل طبقة الأسفلت، وهو ما استدعى تدخل الهيئة لإعادة تأهيل الطريق لضمان استمرارية السلامة المرورية وكفاءة البنية التحتية.
تنفيذ الأعمال خلال الصيف لتقليل الازدحام
وأشار لوتاه إلى أن بدء الأعمال في شهر يونيو جاء متزامناً مع الإجازة الصيفية، وذلك لتقليل تأثير الأعمال على حركة السير اليومية، خصوصاً في ظل انخفاض عدد المركبات على الطرق خلال هذه الفترة. ولفت إلى أن الأعمال التي تتطلب إغلاقاً كاملاً للطريق مثل أعمال السفلتة تمت برمجتها في عطلات نهاية الأسبوع، بينما تم تخصيص منتصف الأسبوع لإنجاز الأعمال البسيطة، مع تحديد ساعات الإغلاق بدقة للحد من الازدحام.
ونفى لوتاه أن تشمل الأعمال الحالية أي توسعة للطريق، موضحاً أن التركيز في المشروع ينصبّ على معالجة الأضرار التي تؤثر على سلامة القيادة مثل الحفر والتشققات، بما يُسهم في تحسين جودة الطريق وانسيابية الحركة، دون التغيير في البنية التحتية للطريق نفسه.
طريق حيوي بحاجة دائمة للصيانة
وأشار لوتاه إلى أن العمر الافتراضي للطريق الأسفلتي يتراوح بين 20 إلى 25 عاماً، لكنه يتأثر بعدة عوامل مثل كثافة الاستخدام ونوعية المركبات التي تمر عليه، خاصة الشاحنات الثقيلة. وقال إن الطرق التي تربط بين الإمارات، ومنها شارع الإمارات، تعتبر من بين الأكثر حاجة لأعمال الصيانة الدورية مقارنة بالطرق الداخلية، وذلك بسبب الاستخدام الكثيف والمتواصل من قبل المركبات الثقيلة.
وأوضح أن التصميم الهندسي للطريق والخلطة الإسفلتية يلعبان دوراً محورياً في تحديد مدى قدرة الطريق على تحمّل الأحمال. ولهذا، تعتمد الهيئة على تقييمات دورية باستخدام أجهزة حديثة لتحديد مستوى التآكل بدقة، وتحديد نوعية الصيانة المطلوبة.

خطة صيفية متكاملة لتحسين البنية التحتية
وتأتي أعمال الصيانة في شارع الإمارات ضمن خطة أوسع أعلنت عنها هيئة الطرق والمواصلات في دبي خلال شهر يونيو الماضي، والتي تضمنت تنفيذ تحسينات مرورية شاملة في 40 موقعاً استراتيجياً في الإمارة. وتشمل هذه الخطة أعمال تطوير وصيانة في 22 شارعاً حيوياً، إلى جانب تسعة مواقع قرب المدارس، بالإضافة إلى مشاريع في مناطق تطويرية مثل حي التسامح، الخوانيج الثانية، وند الشبا.
وأكدت الهيئة في حينه أن تنفيذ هذه المشاريع خلال الإجازة الصيفية يهدف إلى تقليل التأثيرات السلبية على الحركة المرورية، وضمان الجاهزية التامة للشبكة الطرقية مع بداية الموسم الدراسي الجديد.
نحو طرق أكثر أماناً وكفاءة
وتواصل هيئة الطرق والمواصلات في دبي جهودها لتعزيز كفاءة شبكة الطرق في الإمارة، من خلال برامج صيانة دورية ومشروعات تطويرية مدروسة. ويؤكد هذا المشروع الأخير التزام الهيئة بتطبيق أعلى المعايير الهندسية والتقنية لضمان سلامة مستخدمي الطرق وتحسين تجربة التنقل في دبي، لا سيما في المواقع الحيوية ذات الكثافة المرورية العالية.
وبانتهاء أعمال الصيانة في شارع الإمارات في موعدها المقرر، تكون الهيئة قد أتمت مرحلة مهمة في تعزيز البنية التحتية، بما يواكب تطلعات المدينة نحو مستقبل أكثر استدامة وسلامة في قطاع النقل والطرق.
