مصر – السابعة الإخبارية
بدرية طلبة .. في خطوة تهدف إلى ضبط الخطاب الإعلامي وحماية مسار التحقيقات، قررت نقابة المهن التمثيلية المصرية، برئاسة الفنان الدكتور أشرف زكي، حظر تناول قضية الفنانة بدرية طلبة في أي وسيلة إعلامية أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، سواء كان التعليق إيجابيًا أو سلبيًا، إلى حين اكتمال التحقيقات الجارية بشأن الواقعة الأخيرة التي أثارت جدلاً واسعًا.
بدرية طلبة .. بيان رسمي من النقابة
وأصدر نقيب المهن التمثيلية بيانًا من المكتب الإعلامي للنقابة، يوم الجمعة، أكد فيه أن القرار ملزم لجميع أعضاء النقابة، ويشمل الامتناع الكامل عن الإدلاء بأي تصريحات أو تعليقات أو مشاركات تتعلق بالقضية، سواء في المقابلات التلفزيونية أو الإذاعية أو عبر المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح البيان أن الغرض الأساسي من هذا الحظر هو ضمان سير التحقيقات في أجواء مهنية هادئة، بعيدًا عن الضغوط الإعلامية أو الحملات على الإنترنت، وحفاظًا على ميثاق الشرف المهني الذي يلزم جميع الأعضاء بالتصرف بمسؤولية واحترام القوانين.

خلفية الأزمة
تعود تفاصيل الأزمة إلى ظهور الفنانة بدرية طلبة في بث مباشر على تطبيق “تيك توك”، حيث ردت بطريقة اعتبرها كثيرون غير لائقة على إحدى المتابعات التي وصفتها بـ”المشخصاتية” — وهي كلمة في اللهجة المصرية قد تُستخدم للإشارة إلى الممثل أو المؤدي، لكنها قد تحمل نبرة انتقاص في سياقات معينة.
خلال هذا الرد، جاءت كلمات بدرية طلبة على نحو أثار استياء بعض المتابعين، معتبرين أن تعليقها تضمن إساءة للشعب المصري. وقد انتشرت مقاطع الفيديو بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى موجة من الانتقادات والمطالبات باتخاذ إجراءات بحقها.
إحالة للتحقيق
على خلفية هذا الجدل، أعلنت نقابة المهن التمثيلية عن إحالة بدرية طلبة للتحقيق أمام لجنة مختصة داخل النقابة، للوقوف على ملابسات ما جرى وتقييم ما إذا كان هناك خرق لميثاق الشرف أو إساءة تضر بسمعة المهنة.
وأكدت النقابة أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزامها بحماية صورة الفنان المصري والحفاظ على القيم الأخلاقية والمهنية، مع ضمان حق الفنانة في الدفاع عن نفسها وتوضيح موقفها أمام اللجنة.
التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية المهنية
أثار قرار الحظر الإعلامي تفاعلًا واسعًا بين المتابعين، حيث اعتبر البعض أنه إجراء ضروري لضمان نزاهة التحقيقات ومنع تضخيم القضية عبر الشائعات أو التفسيرات المغلوطة. فيما رأى آخرون أن القرار يطرح أسئلة حول حدود حرية التعبير بالنسبة للفنانين وأعضاء النقابات الفنية، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل التي تتيح التواصل المباشر مع الجمهور دون وسطاء.
ويرى مراقبون أن هذه الواقعة تعكس تحديات العصر الرقمي، حيث يمكن لتصريح عابر أو رد انفعالي أن يتحول في دقائق إلى أزمة رأي عام، وهو ما يفرض على النجوم الحذر في التعامل مع الجمهور عبر المنصات المباشرة.

أشرف زكي: الحفاظ على صورة المهنة أولاً
في تصريحات سابقة حول مواقف مشابهة، كان الدكتور أشرف زكي دائم التأكيد على أن النقابة تسعى دائمًا لـ حماية أعضائها، لكنها في الوقت نفسه تتحمل مسؤولية حماية صورة المهنة أمام المجتمع. ويرى أن الانضباط المهني والتزام قواعد الاحترام المتبادل هما أساس الحفاظ على ثقة الجمهور في الفنانين.
ومن المتوقع أن تعتمد لجنة التحقيق في هذه القضية على شهادات ومراجعة المواد المصورة، إلى جانب الاستماع إلى بدرية طلبة نفسها، قبل اتخاذ أي قرار نهائي، سواء كان بتوجيه لفت نظر أو إنذار أو توقيع عقوبة أشد، أو الاكتفاء بحفظ التحقيق إذا لم تُثبت المخالفة.
ردود الفعل الشعبية
على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسمت التعليقات بين مؤيد ومعارض للفنانة. بعض المستخدمين دافعوا عن بدرية طلبة، معتبرين أن ردها جاء في لحظة انفعال بعد استفزاز مباشر، وأنه لا يعكس موقفًا عامًا ضد المصريين. بينما شدد آخرون على ضرورة أن يتحلى الفنان بضبط النفس، حتى في مواجهة التعليقات المستفزة، نظرًا لما يمثله من قدوة لجمهوره.
القضية في سياق أوسع
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها التي تثير الجدل حول تصريحات الفنانين على منصات التواصل، إذ شهد الوسط الفني المصري خلال السنوات الأخيرة عدة مواقف مشابهة انتهت بإحالات للتحقيق أو اعتذارات علنية.
ويرى خبراء الإعلام أن هذه القضايا تشير إلى حاجة ماسة لتدريب الفنانين على إدارة تواجدهم الرقمي، وكيفية التعامل مع الانتقادات أو الاستفزازات على المنصات التفاعلية، لتجنب الانزلاق في أزمات تؤثر على صورتهم المهنية.
بينما يستمر الجدل على الإنترنت، يبقى قرار نقابة المهن التمثيلية رسالة واضحة بأن التحقيقات يجب أن تسبق الأحكام، وأن حماية سمعة المهنة تقتضي أحيانًا تقييد النقاش العام مؤقتًا.
ومع انتظار نتائج التحقيق، يترقب الوسط الفني والجمهور ما ستسفر عنه جلسات الاستماع، في قضية قد تشكل سابقة تنظيميةلكيفية تعامل النقابات الفنية مع أزمات التصريحات في عصر التواصل الفوري.
