لبنان – السابعة الاخبارية
قصي خولي، يترقّب عشاق الدراما اللبنانية والعربية عرض مسلسل “من.. إلى” من بطولة النجم السوري قصي خولي، في عرضه التلفزيوني الأول عبر شاشة “إم بي سي العراق”، وذلك ابتداءً من الأحد 24 أغسطس الجاري. ويأتي هذا العرض بعد أكثر من ثلاث سنوات على طرحه الأول على منصة “شاهد VIP”، حيث أثار حينها الكثير من الجدل والنقاشات، خاصة بسبب نهايته التي وُصفت بـ”المفتوحة”، ما جعل المشاهدين يتساءلون عما إذا كان هناك جزء ثانٍ محتمل.
المسلسل من نوع الجريمة والدراما، ويتألف من 30 حلقة مشوقة، تطرح أسئلة أخلاقية وإنسانية عميقة في إطار سرد مليء بالغموض والتشويق.
قصي خولي في قصة تحمل وجهاً مزدوجاً
تدور أحداث مسلسل “من.. إلى” حول شخصية “وليد”، أستاذ رياضيات بسيط وهادئ، يؤدي دوره ببراعة قصي خولي. يعيش وليد حياة روتينية في ظاهرها، إلى أن تنقلب رأساً على عقب عندما تقع جريمة قتل مروعة في منزله، وتختفي زوجته الحامل “سارة” في ظروف غامضة.
مع بدء رحلة البحث عن زوجته، ينكشف الستار عن سلسلة من الحقائق الصادمة. فـ”سارة” التي اعتقد أنها زوجته المخلصة، لم تكن سوى امرأة ذات هوية مزورة، ماضيها مليء بالأسرار الإجرامية. يجد وليد نفسه فجأة في قلب دوامة من الكذب، والخيانات، والتهديدات التي تضعه أمام تساؤلات وجودية صعبة: من أنا؟ ومن هي المرأة التي أحببت؟ وهل الماضي يمكن أن يُغفر إذا عاد ليُلاحقنا؟
هذه القصة لا تكتفي بتقديم لغز بوليسي تقليدي، بل تسبر أغوار النفس البشرية وتعالج مفهوم الهوية، والعدالة، والانتقام، والخلاص.
قصي خولي: أداء يلامس الأعماق
يُعد هذا الدور من أبرز المحطات في مسيرة قصي خولي، إذ يقدم شخصية مركبة تعيش صراعًا داخليًا بين العقل والقلب، بين الثأر والغفران. يتنقّل خولي بين مشاهد الانكسار والذهول والانفعال، مقدماً أداءً يعبّر عن رجل يُسحب تدريجياً من حياة آمنة إلى عالم غامض ومهدد، فيتحول من ضحية إلى محقق، ثم إلى شخص يسعى لفهم نفسه من جديد.
وقد نال أداء خولي في هذا العمل إشادات واسعة عند عرضه الأول، خاصة قدرته على تجسيد التحولات النفسية الدقيقة التي تمر بها الشخصية.
فاليري أبو شقرا بدور مفاجئ
تلعب الممثلة اللبنانية فاليري أبو شقرا دور “سارة”، الزوجة الحامل التي تُعد محور القصة، بشخصية لا تقل تعقيداً عن وليد. فبينما تظهر في البداية كزوجة محبة، يتضح لاحقًا أنها تخفي ماضياً ثقيلاً وأسراراً خطيرة.
أداء فاليري تميز بالنضج والاحتراف، إذ تمكنت من التنقل بين شخصيتين: واحدة ناعمة وهادئة، وأخرى غامضة ومليئة بالتناقضات، ما أضفى على الحلقات الأولى تشويقاً خاصاً، وطرح تساؤلات كثيرة حول نواياها الحقيقية.
طاقم تمثيلي قوي
إلى جانب قصي خولي وفاليري أبو شقرا، يضم المسلسل نخبة من الممثلين اللبنانيين والعرب الذين أدوا أدواراً داعمة أساسية في بناء الحبكة وشبكة العلاقات المعقدة في القصة، ومنهم:
- إيهاب شعبان
- فادي أبي سمرا
- بياريت قطريب
- وسام صليبا
- رواد عليو
- ناهد حلبي
- رامز الأسود
- علي منيمنة
- جوزيف ساسين
- ألكسندرا قهوجي
- محمد ياغي
- نادر عبدالحي
- جوزيف بونصار
هذا التنوع في الأدوار ساهم في تقديم صورة بانورامية لمجتمع متداخل، حيث لكل شخصية حكاية، ولكل وجه ماضٍ غامض.
من الإخراج إلى التأليف: فريق محترف خلف الكاميرا
المسلسل من تأليف بلال شحادات، الذي يُعرف بأسلوبه المتقن في نسج القصص المشوقة متعددة الطبقات، وقد نجح في تقديم سيناريو متماسك ومتسلسل، يجعل كل حلقة تفتح الباب لأخرى دون حشو أو إطالة.
أما الإخراج، فكان من توقيع مجدي السميري، الذي عرف كيف يستثمر الإضاءة، الزوايا، والموسيقى التصويرية في تعزيز الإحساس بالغموض والخطر. وقد اعتمد في العمل على أسلوب بصري يتسم بالهدوء والظلال، ليعكس الحالة النفسية للشخصيات.
المسلسل من إنتاج شركة Cedars Art Production (صباح إخوان)، إحدى أكبر شركات الإنتاج الدرامي في المنطقة، والتي نجحت في تأمين جودة إنتاجية عالية جعلت من “من.. إلى” واحداً من أبرز الأعمال التي طُرحت رقمياً قبل أن يُعاد بثها على الشاشة.
نهاية مفتوحة.. وتساؤلات معلقة
رغم أن المسلسل طُرح لأول مرة على المنصة منذ ثلاث سنوات، فإن نهايته لا تزال تُثير تساؤلات حتى اليوم، بعد أن اختار صناع العمل تركها مفتوحة دون حسم مصير بعض الشخصيات.
هذا القرار الدرامي أفسح المجال لتحليلات عديدة من الجمهور، وتكهنات حول إمكانية وجود جزء ثانٍ يكشف مصير “وليد” و”سارة”، ويغلق الدوائر التي بقيت مفتوحة في نهاية الأحداث. وحتى الآن، لم يتم الإعلان رسمياً عن إنتاج موسم جديد، ما يزيد من غموض التجربة ويترك الجمهور في حالة ترقب دائم.
توقيت العرض الجديد
مع عودة “من.. إلى” في عرض حصري عبر شاشة mbc العراق، يمكن للجمهور الذي لم يتمكن من مشاهدته على “شاهد” سابقًا أن يخوض هذه التجربة المشوقة لأول مرة، وذلك ابتداءً من 24 أغسطس/آب الجاري، في وقت ذروة المساء.
وسيُعرض أيضاً بالتزامن على منصة “شاهد”، مما يمنح المشاهدين حرية المتابعة بحسب تفضيلاتهم.
مسلسل “من.. إلى” لا يكتفي بتقديم حكاية جريمة، بل يغوص في عمق العلاقات الإنسانية، ويطرح أسئلة جوهرية عن الهوية والثقة والماضي. وهو بلا شك واحد من الأعمال التي تثبت أن الدراما العربية قادرة على تقديم محتوى منافس عالميًا من حيث النص، الأداء، والإخراج.
وإذا كان العرض الأول قد خلّف صدى واسعاً على المنصة، فإن عرضه التلفزيوني المرتقب قد يمنح الجمهور الجديد فرصة لاكتشاف هذا العمل، ويفتح الباب مجددًا للحديث عن نهاية مفتوحة لا تزال عالقة في الأذهان.