الإمارات – السابعة الاخبارية
أحلام، في لحظة مؤثرة جمعت بين الحزن والدعاء، وجهت الفنانة الإماراتية أحلام رسالة تعزية ومواساة لعائلة الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، المعروف بـ “الأمير النائم”، والذي وافته المنية في 19 يوليو/تموز 2025، بعد أن أمضى أكثر من 20 عاماً في غيبوبة، عاشتها العائلة بكل صبر ومحبة وتفانٍ.
هذه الرسالة الصادقة التي أطلقتها أحلام عبر منصتها الرسمية على “إكس” (تويتر سابقاً)، جاءت في سياق موجة من المشاعر الإنسانية النبيلة التي عبّر عنها الملايين عقب إعلان الوفاة، خاصة بعد أن أصبحت قصة “الأمير النائم” رمزًا عالميًا للصبر الأسري والتفاني غير المشروط من الوالدين.
أحلام: بر الأبناء بالوالدين… وأيضًا بر الوالدين بالأبناء
في تغريدة تحمل الكثير من التعاطف والاحترام، كتبت الفنانة أحلام:
“ربي يجبركم يا رب ويصبركم. سمعنا عن بر الوالدين، وشفنا بكل فخر بر الأبناء من الوالدين اللي نسوا كل حياتهم ورافقوا حبيبهم الصغير بكل حب ووفاء.”
بهذه الكلمات الموجزة، ألقت أحلام الضوء على الوجه الآخر من “البر”، والذي تجسد بوضوح في قصة الأمير الوليد، ليس من الأبناء تجاه والديهم فقط، بل من الوالدين تجاه أبنائهم، في مشهد نادر من الصبر والعناية والوفاء امتد لعقدين من الزمن.
تفاعل العائلة المالكة مع وفاة الأمير الوليد
جاءت رسالة أحلام ردًا على تدوينة مؤثرة من الأميرة نوف بنت خالد آل سعود، شقيقة الأمير الوليد، التي شاركت بدورها مشاعرها العميقة بعد رحيل شقيقها، وكتبت:
“فخورة بك يا أبي، وبكل كلمة كتبتها عن أخي الوليد، الأمير النائم. كم هو مؤلم هذا الفراق، وكم هي صادقة كلماتك التي تروي قصة أخي الحبيب ديدي، قصة حب وصبر عظيمة. كان وجوده نورًا في حياتنا، وستبقى ذكراه خالدة في قلوبنا.”
كما دعت الأميرة نوف بالرحمة لشقيقها، قائلة:
“اللهم ارحم الأمير النائم، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واجمعنا به في الفردوس الأعلى.”
الأمير خالد بن طلال: كلمات أب مكسور وحب لا يُنسى
وكان الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز، والد الأمير الوليد، قد كتب تدوينة مؤثرة عبر “إكس” استعاد فيها محطات من حياة ابنه الراحل، منذ ولادته وحتى لحظة وفاته، ووصف تلك السنوات بأنها كانت مليئة بالحب رغم الألم.
وقال الأمير خالد:
“اسم ابننا الوليد، نحن نسميه ديدي، الجميع يسميه الأمير النائم. كانت أجمل لحظاتنا معه في حياته، عندما ولد وطفولته ومراهقته وشبابه، حتى بلغ عمره 16 عاماً، ثم في غيبوبته… كنا نعيش معه يوميًا، نراه، نلمسه، نشم رائحته، نتحدث إليه، وننتظر ردود أفعاله الإرادية.”
وأشار إلى أن لحظة وفاته ودفنه كانت الأصعب، وأضاف:
“الآن من أصعب اللحظات بعد وفاته هي زيارته في قبره والتحدث إليه والدعاء له. لقد انتهت قصة ديدي في حياته لمدة 16 عام، وبعدها الأمير النائم في غيبوبته لمدة 20 عامًا، والآن بدأت قصته وذكرياته بعد أن أخذ الله أمانته.”
20 عامًا من الغيبوبة… و20 عامًا من الحب غير المشروط
قصة الأمير الوليد بدأت قبل أكثر من عقدين، حين تعرض لحادث مروري عام 2005 وهو في عمر 16 عامًا، أدى إلى إصابته في الدماغ ودخوله في غيبوبة لم يفق منها أبدًا. ومنذ ذلك الوقت، ظل تحت رعاية صحية مكثفة داخل المملكة، فيما رفض والده إنهاء حياته بالرغم من التوصيات الطبية.
طوال هذه السنوات، لم تتخل العائلة عنه لحظة واحدة. بقي والده ووالدته وأشقاؤه إلى جانبه في أعظم صور البر والصبر الأسري، حيث اعتبر كثيرون حول العالم قصة “الأمير النائم” واحدة من أعمق قصص الوفاء الإنساني.
وسائل التواصل… منصة لتخليد الذكرى والدعاء
تحولت منصات التواصل الاجتماعي عقب إعلان وفاة الأمير الوليد إلى ساحة للعزاء والدعاء، حيث تصدر وسم #وفاة_الأمير_النائم الترند في عدة دول عربية. وأعاد كثير من الفنانين والشخصيات العامة نشر صور الأمير ولقطات من زيارات والده له، مشيدين بمستوى الوفاء الأسري الذي لم يتغير رغم مرور السنوات.
وكانت رسائل الدعم من أحلام ومئات الشخصيات الأخرى تعبيرًا صادقًا عن احترامهم لعائلة الأمير، التي اختارت الصبر طريقًا، وواجهت الألم بالحب والتسليم لقضاء الله.
رسالة إنسانية خالدة: الأبوة لا تعرف حدودًا
إن قصة الأمير الوليد ليست فقط مأساة طبية أو اجتماعية، بل رسالة إنسانية خالدة عن معنى العائلة، والصبر، والإيمان، والارتباط العاطفي غير المشروط بين الأهل وأبنائهم.
من لحظة الحادث حتى يوم وداعه، كان الوليد محاطًا بحب عظيم من عائلته، وخصوصًا من والده الأمير خالد، الذي لم يتركه يومًا. لقد علمت هذه القصة الكثيرين معنى الصبر الحقيقي، والتمسك بالأمل، مهما طالت الغيوم.
ختامًا: دعاء وامتنان وتقدير
مع رحيل الأمير الوليد، تودع المملكة والخليج والعالم العربي شابًا لم يتكلم لسنوات، لكنه تكلم بصمته، وكان حضوره صامتًا، لكنه أحدث ضجيجًا في القلوب.
كلمات أحلام جاءت لتذكّر بأن الحزن، حين يُعاش بكرامة، يتحول إلى قوة، وأن العائلة هي الملجأ الأسمى حين تُغلق أبواب الأمل.
نسأل الله أن يتغمد الأمير الوليد بواسع رحمته، وأن يجبر كسر قلوب أهله ومحبيه، وأن يجعل صبرهم بابًا لرحمة أوسع وأجر أعظم، كما نسأله أن يكون الأمير “ديدي” من طيور الجنة، وأن يُلحقه الله بالصالحين.