مصر – السابعة الإخبارية
تيمور تيمور.. خيّم الحزن والأسى على الوسط الفني المصري مساء السبت، بعد الإعلان عن وفاة مدير التصوير المعروف تيمور تيمور، إثر حادث غرق مأساوي في منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي، ليرحل عن عالمنا في مشهد مأساوي ارتبط بتضحية إنسانية ستظل خالدة في ذاكرة المقربين منه.
تيمور تيمور : تفاصيل الحادث المأساوي
وفقًا لما أعلنه المنتج إبراهيم حمودة عبر حسابه الشخصي على “فيسبوك”، فإن الراحل فارق الحياة أثناء محاولته إنقاذ نجله من الغرق. كتب حمودة بكلمات مؤثرة:
“مات شهيدًا للأبوة.. رحل غرقًا وهو يحاول إنقاذ نجله، مشهد قاسٍ ومؤلم لا يُنسى. رحم الله تيمور وألهم أسرته الصبر والسلوان”.
تم نقل جثمان الراحل إلى مستشفى رأس الحكمة فور وقوع الحادث، إلا أن محاولات إنقاذه لم تُجدِ نفعًا. وقد دخلت زوجته في حالة انهيار شديد أثناء إنهاء إجراءات تصريح الدفن، وسط حالة من الصدمة بين أفراد العائلة والأصدقاء.

تشييع الجثمان وحضور الأصدقاء
أعلنت أسرة الفقيد أن صلاة الجنازة ستُقام اليوم الأحد عقب صلاة الظهر في مسجد المشير طنطاوي بمنطقة التجمع الخامس، على أن يتم الدفن في مقابر العائلة. ومن المتوقع أن يشهد المسجد حضورًا واسعًا من الفنانين وصنّاع الدراما والسينما، الذين تربطهم بالراحل علاقات مهنية وإنسانية وثيقة.
ردود فعل حزينة من الوسط الفني
الخبر شكّل صدمة كبيرة بين زملائه وأصدقائه في المجال الفني، حيث سارع عدد من المخرجين والمنتجين إلى نعيه بكلمات مؤثرة.
المخرج أحمد خالد موسى كتب عبر حسابه:“إنا لله وإنا إليه راجعون.. الله يرحمه ويغفر له. فقدنا إنسانًا عزيزًا وصديقًا خلوقًا قبل أن يكون فنانًا مبدعًا”.
كما عبّر المخرج كريم العدل عن حزنه قائلًا:“لا حول ولا قوة إلا بالله.. مع السلامة يا صاحبي.. كنت أخًا وصديقًا عزيزًا”.
هذه الرسائل لم تكن مجرد كلمات عزاء، بل عكست مكانة الراحل في قلوب من تعاملوا معه عن قرب، حيث عُرف بابتسامته الدائمة وروحه الطيبة، إلى جانب موهبته الفريدة في مجال التصوير السينمائي والتلفزيوني.

مسيرة فنية حافلة بالعطاء
الراحل تيمور تيمور يُعتبر واحدًا من أبرز مديري التصوير في مصر خلال السنوات الماضية، فقد ترك بصمة واضحة في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية.
وكان آخر أعماله مشاركته في تصوير مسلسل “رسالة الإمام”، الذي عُرض في موسم رمضان، وحظي بإشادة واسعة من الجمهور والنقاد على حد سواء، خصوصًا فيما يتعلق بجودة الصورة والإضاءة والإخراج البصري للمشاهد التاريخية المعقدة.
من خلال عمله، استطاع تيمور أن يجمع بين الاحترافية التقنية والحس الفني، وهو ما جعله أحد الأسماء اللامعة في صناعة الصورة بمصر والعالم العربي. وقد تعاون مع نخبة من المخرجين والفنانين، وساهم في نجاح العديد من المسلسلات والأفلام التي لاقت رواجًا جماهيريًا.
تأثير الفاجعة على الوسط الفني
حادث الغرق المفجع لم يكن مجرد خبر وفاة، بل أثار حالة من التأمل داخل الوسط الفني، إذ سلط الضوء على الجانب الإنساني لشخصية الراحل. فهو لم يرحل بسبب مرض أو حادث عرضي فحسب، بل رحل مضحيًا بنفسه لإنقاذ ابنه، وهو ما جعله في نظر الكثيرين “شهيد الأبوة”.
وقد تحولت صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالفنانين وصنّاع الدراما إلى دفتر عزاء مفتوح، حيث توالت المنشورات التي تستعيد ذكريات العمل معه وتشيد بإنسانيته وأخلاقه قبل احترافه.
فقدان يصعب تعويضه
رحيل تيمور يمثل خسارة فادحة لصناعة السينما والدراما المصرية، إذ كان من الكفاءات النادرة التي تجمع بين الخبرة الفنية والقدرة على الابتكار. ومع كل مشهد صوّره، كان يترك بصمته الخاصة، ليُثبت أن مدير التصوير ليس مجرد منفذ تقني، بل شريك أساسي في صياغة الرؤية الإبداعية للعمل.
كما أن وفاته تفتح باب التساؤل حول جيل من المبدعين خلف الكاميرا الذين لا يحظون غالبًا بنفس القدر من الشهرة التي يحظى بها الممثلون والمخرجون، رغم كونهم ركيزة أساسية في صناعة الفن.

إرث باقٍ في ذاكرة الفن المصري
برحيله، يترك تيمور إرثًا غنيًا من الأعمال التي ستظل شاهدة على موهبته وإبداعه. وستبقى إسهاماته حاضرة في كل مشهد ترك فيه أثرًا بصريًا خاصًا، وفي كل صورة أضاف إليها لمسته الإبداعية.
ورغم أن الغياب مؤلم، إلا أن ذكراه ستبقى حيّة في قلوب أسرته وأصدقائه وكل من عرفه، وفي ذاكرة الوسط الفني المصري الذي ودّع واحدًا من أكثر أبنائه إخلاصًا وإبداعًا.