إسبانيا– السابعة الإخباري
برشلونة.. رغم البداية القوية لفريق برشلونة في الدوري الإسباني بتحقيق فوز مريح على ضيفه ريال مايوركا بثلاثة أهداف دون رد، لم يُظهر المدرب الألماني هانسي فليك أي علامات للرضا الكامل، بل وجّه انتقادات علنية للاعبيه، معتبرًا أن الأداء لم يكن على مستوى الطموحات، خصوصًا في ظل أفضلية عددية واضحة بعد طرد لاعبين من الفريق المنافس.

برشلونة فوز كبير… وانتقاد أكبر
المباراة التي جرت على ملعب “مونتجويك” في افتتاح مشوار النادي الكتالوني بالموسم الجديد، شهدت سيطرة واضحة من برشلونة الذي افتتح التسجيل مبكرًا، قبل أن يضاعف النتيجة ويستفيد من النقص العددي لمايوركا بعد طرد لاعبين. ومع ذلك، شدد فليك على أن فريقه لم يستغل الموقف كما يجب.
وقال المدرب الألماني في تصريحات صحفية عقب اللقاء:“لم تعجبني المباراة. نعم، حصلنا على ثلاث نقاط مهمة، لكن الطريقة لم تعجبني على الإطلاق. بعد التقدم بهدفين وحصول المنافس على بطاقتين حمراوين، كان بإمكاننا إنهاء المباراة بأداء أفضل. شعرت أن الفريق لعب بنصف طاقته فقط”.
رسالة صارمة للاعبين
فليك أوضح أنه لا يقبل أي نوع من الاستهتار أو التراخي، حتى في مباريات تبدو سهلة على الورق، مؤكّدًا:“لا أحب أن يتراخوا. علينا أن نسيطر على الكرة أكثر ونلعب بسرعة أكبر. اللعب بنسبة 50 أو 60% ضد فريق يلعب بتسعة لاعبين أمر غير مقبول. يجب أن نُحسّن تعاملنا مع مثل هذه المواقف”.
تصريحات فليك تحمل في طياتها رسالة واضحة إلى نجوم برشلونة: الأداء والروح القتالية لا يقلان أهمية عن النتيجة. المدرب الألماني الذي جاء هذا الصيف لقيادة مشروع جديد، يريد أن يضع بصمته منذ البداية وأن يرسخ عقلية صارمة قائمة على الانضباط والجدية.
لامين يامال… الاستثناء الوحيد
ورغم لهجته القاسية تجاه الفريق، خصّ فليك النجم الشاب لامين يامال (17 عامًا) بالإشادة، معتبرًا إياه أحد النقاط المضيئة في اللقاء.
وقال المدرب:“الأهم بالنسبة لي أن لامين يامال يلعب بهذا المستوى العالي. إنه لاعب مميز والجميع يقدّره. ما أراه يوميًا هو حماسه الشديد واستعداده لبذل أقصى جهد، وهذا ما يجعله لاعبًا استثنائيًا”.
إشادة فليك بيامال جاءت لتؤكد ثقته في موهبة الجناح الواعد، الذي بات ركيزة أساسية في خطط الفريق رغم صغر سنه، ويُنظر إليه على أنه أحد أعمدة مستقبل برشلونة الكروي.

حديث عن الحكام ونصيحة للاعبين
المباراة شهدت كذلك اعتراضات واسعة من بعض لاعبي برشلونة على قرارات الحكم، وهو ما لم يرضِ فليك الذي حرص على توجيه رسالة مباشرة لنجومه بشأن كيفية التعامل مع هذه المواقف.
وقال:“قلت لهم: علينا اللعب حتى يوقف الحكم المباراة. القرار يعود إليه وعلينا تقبله. يجب أن يبقى اللاعبون مركزين ويواصلوا الأداء حتى صافرة النهاية، فهذا هو الهدف الأساسي”.
تصريحاته في هذا الجانب عكست رغبته في بناء عقلية أكثر انضباطًا، بحيث لا يتأثر الفريق بقرارات تحكيمية أو عوامل خارجية.
بداية قوية… لكن الطريق طويل
برشلونة، الذي يسعى لاستعادة لقب الليغا من غريمه ريال مدريد، بدأ مشواره بثلاث نقاط مهمة، لكن تصريحات فليك أوضحت أن المدرب الألماني ينظر بعيدًا عن مجرد النتائج. بالنسبة له، الأداء والانضباط هما المؤشر الحقيقي لمدى جاهزية الفريق لموسم طويل وشاق على المستويين المحلي والأوروبي.
ورغم بعض القلق الذي قد تثيره انتقاداته العلنية، يرى مراقبون أن صرامة فليك قد تكون السلاح الأنجع لبرشلونة في المرحلة المقبلة، خصوصًا أن الفريق يضم مجموعة من النجوم الشباب الذين يحتاجون إلى مدرب صارم يوجههم ويمنع عنهم الاسترخاء في اللحظات السهلة.

فوز برشلونة بثلاثية نظيفة كان بداية مثالية من حيث النتيجة، لكنه لم يكن كافيًا لإرضاء طموحات هانسي فليك، الذي بعث برسائل صارمة للاعبيه منذ المباراة الأولى. بين الانتقادات الموجهة للروح والأداء، والإشادة الخاصة بلامين يامال، يظهر أن المدرب الألماني يسعى لغرس عقلية جديدة تقوم على الجدية والالتزام قبل أي شيء آخر.
الموسم ما زال في بدايته، لكن المؤشرات الأولى توضح أن فليك لن يتهاون مع أي مظاهر للتراخي، وأن كل لاعب في برشلونة سيكون مطالبًا بتقديم 100% من طاقته، بغض النظر عن هوية المنافس أو ظروف المباراة.