الأردن – السابعة الاخبارية
ماغي بو غصن، وسط أجواء من الفرح والاحتفاء الشعبي، حظيت النجمة اللبنانية ماغي بو غصن باستقبال استثنائي فور وصولها إلى العاصمة الأردنية عمّان، حيث كان في انتظارها حشد من جمهورها الأردني أمام مقر إقامتها، حاملين الورود واللافتات، ومرددين عبارات الترحيب والتقدير.
اللافت في الاستقبال كان تنظيم “زفّة أردنية” تراثية رافقت ماغي من لحظة وصولها إلى الفندق، على أنغام الطبول والدبكة التقليدية، في مشهد عكس عمق المحبة التي يكنّها لها جمهورها في الأردن، وخصوصًا جمهورها النسائي الذي يعتبرها قدوة في النجاح والرقي والإنسانية.
ماغي بو غصن تتفاعل بعفوية ورقص مع جمهورها
كعادتها، لم تتوانَ ماغي بو غصن عن التعبير عن مشاعرها بعفوية وتواضع، فنزلت من سيارتها وشاركت الجمهور رقص الزفّة، وحرصت على التقاط الصور معهم، شاكرة لهم هذا الاستقبال الحافل. وبابتسامتها المميزة، أعربت عن سعادتها الغامرة قائلة:
“الأردن بلد أحبه من قلبي، ومحبتكم غالية جدًا عليّ. هذا الاستقبال أسعدني من أعماق قلبي، وأنا فخورة بوجودي بينكم اليوم.”
سفيرة للمؤسسة التي ترعى فتيات فاقدات للسند الأسري
زيارة ماغي بو غصن إلى الأردن لم تكن فنية فحسب، بل جاءت في سياق إنساني بامتياز، إذ شاركت النجمة اللبنانية في حفل تنصيبها “سفيرة لمؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب”، وهي مؤسسة أردنية تطوعية تعمل على تأهيل وتمكين وتشغيل الفتيات اليتيمات وفاقدات السند الأسري بعد بلوغهن سن الثامنة عشر، حيث يُغادرن دور الرعاية إلى مواجهة الحياة في المجتمع المحلي.
وتعد هذه المؤسسة واحدة من المبادرات الرائدة في الأردن في مجال التمكين الاجتماعي والمهني للفئات المهمشة، حيث توفر برامج تدريب مهني، دعم نفسي، فرص عمل، ومبادرات دمج مجتمعي لهؤلاء الفتيات، لضمان مستقبل كريم لهن بعد تجاوز مرحلة الرعاية الرسمية.
ماغي: “الفن رسالة.. وهذا الدور شرف لي”
خلال كلمتها في الحفل، أعربت ماغي بو غصن عن اعتزازها العميق باختيارها لتكون سفيرة لهذه المؤسسة، مؤكدة أن هذا الدور يُحمّلها مسؤولية إنسانية كبيرة، لكنها قبلته من قلبها وبكل حب. وقالت:
“الفن لا يكون عظيمًا إلا عندما يُستخدم لخدمة الإنسان والمجتمع. شرف كبير لي أن أكون سفيرة لهذه المؤسسة النبيلة، التي تعمل على دعم فتيات في مرحلة من أصعب مراحل حياتهن. أنا هنا اليوم ليس فقط كممثلة أو نجمة، بل كأم وإنسانة.”
وأضافت: “رسالتي لكل فتاة مرت بظروف صعبة: لا تفقدي الأمل، فالحياة تبدأ من جديد بالإرادة والتصميم، ونحن معكن خطوة بخطوة.”
مؤسسة الأميرة تغريد: قصة إنسانية متواصلة
تأسست مؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب عام 2010، برعاية الأميرة تغريد محمد، وتُعنى بتوفير بيئة داعمة للفتيات اللاتي يخرجن من دور الرعاية، عبر تمكينهن اقتصاديًا، وتدريبهن على حرف يدوية، ومهارات مهنية، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهن.
تعمل المؤسسة وفق نهج شمولي، يدمج التمكين الاقتصادي مع التأهيل الشخصي والاجتماعي، وقد استفادت مئات الفتيات من برامجها، ما ساهم في تقليل نسب التشرد والبطالة بين هذه الفئة، وتوفير فرص حقيقية لحياة كريمة لهن.
وشهد الحفل كلمات من مسؤولين وشخصيات عامة وممثلي منظمات المجتمع المدني، عبّروا فيها عن سعادتهم بانضمام ماغي بو غصن إلى المؤسسة، مشيدين بدورها الفني والإنساني في آنٍ واحد، حيث أصبحت قدوة للعديد من الفتيات والشابات في الوطن العربي.
ماغي بو غصن.. فن ووعي ومسؤولية
على مدار مسيرتها الفنية، لم تكتفِ ماغي بو غصن بتقديم أدوار تمثيلية ناجحة ومسلسلات لامست قلوب الملايين، بل ارتبط اسمها أيضًا بعدد من المبادرات الإنسانية والاجتماعية، خاصة تلك التي تدعم النساء والأطفال.
سواء من خلال دعم مرضى السرطان، أو التوعية بالصحة النفسية، أو الآن من خلال دورها مع مؤسسة الأميرة تغريد، تثبت ماغي أن الفنان الحقيقي هو من يجعل من صوته ونجوميته منبرًا لخدمة الناس وإيصال قضاياهم إلى الرأي العام.
ويبدو أن هذا الجانب من شخصيتها هو ما زاد من محبة الجمهور لها، وهو ما بدا واضحًا خلال استقبالها العفوي والحار في عمّان، حيث لم تكن مجرد نجمة على الشاشة، بل إنسانة قريبة من الناس ومحبوبة بتواضعها.
الفن من أجل الحياة
تأتي هذه المبادرة لتؤكد أن الفن ليس فقط صناعة ترفيه، بل يمكن أن يكون أداة للتغيير والتأثير الإيجابي في المجتمعات. فحين تختار فنانة مثل ماغي بو غصن أن تستثمر شهرتها في تسليط الضوء على فئة مهمشة كالفتيات فاقدات السند الأسري، فإنها بذلك تؤسس لنموذج فني راقٍ، يرى في الشهرة وسيلة لا غاية.
ومن المؤكد أن انضمامها كسفيرة للمؤسسة سيمنح القضية بعدًا إعلاميًا أوسع، ما يفتح الباب أمام المزيد من الدعم المجتمعي والمؤسسي لهذه الفئة التي تحتاج إلى احتواء وتضامن حقيقي.
زيارة ماغي بو غصن إلى الأردن لم تكن حدثًا عابرًا، بل خطوة مؤثرة في مسيرتها كفنانة وإنسانة. تنصيبها سفيرة لمؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب يعكس التقاء الفن بالمسؤولية الاجتماعية، ويمنح الفتيات المستفيدات من المؤسسة بريق أمل جديد، بأن هناك من يسمعهن، ويؤمن بقدراتهن، ويمد لهن يد العون من قلبه، قبل يده.
وفي وطن عربي مليء بالتحديات، يبقى الأمل في المبادرات الصادقة والوجوه المضيئة، التي تشبه إلى حد كبير وجه ماغي بو غصن الذي استقبلته عمّان بابتسامة… وردّت عليه بابتسامة أكبر.