القاهرة – السابعة الاخبارية
بدرية طلبة، في خضم الجدل الذي أثارته مؤخراً الفنانة الكوميدية المصرية بدرية طلبة على مواقع التواصل الاجتماعي، نفت مصادر رسمية ما تم تداوله بشأن إحالتها إلى المحاكمة أمام المحكمة الاقتصادية بتهمة إساءة استخدام مواقع التواصل، في ضوء بث مباشر اعتُبر مسيئًا للجمهور. ويأتي هذا النفي في وقت تتفاعل فيه القضية على منصات السوشيال ميديا، وسط مطالبات بالتحقيق وتوضيح الملابسات.
بدرية طلبة تنفي إحالتها للمحاكمة وتؤكد احترامها للجمهور والنقابة
أكد الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، في تصريحات صحفية، أن ما تردد حول إحالة الفنانة بدرية طلبة للمحاكمة لا أساس له من الصحة. وأضاف أن النقابة تتعامل مع مثل هذه القضايا بحرفية ومسؤولية عالية، وتسير وفق آليات التحقيق الداخلي وضوابط المهنة.
وأشار زكي إلى أن التحقيق مع الفنانة لا يزال في نطاق النقابة فقط، ولم تُرفع أي قضايا أو شكاوى رسمية ضدها في المحكمة الاقتصادية أو أي جهة قضائية أخرى. كما حذر من تداول أخبار غير موثوقة منسوبة لمصادر مجهولة، والتي تهدف غالبًا لإثارة البلبلة دون دلائل قانونية واضحة.
محامي بدرية طلبة يُكذب الشائعات
من جانبه، أصدر المحامي أشرف فرحات، وكيل الفنانة بدرية طلبة، بيانًا صحفيًا رد فيه على ما وصفه بـ”الادعاءات الكاذبة”، مشيرًا إلى أن الأخبار المتداولة عن تحديد جلسة محاكمة يوم 26 سبتمبر 2025 عارية تمامًا من الصحة.
وقال فرحات إن “التاريخ المذكور يوافق يوم الجمعة، وهو يوم عطلة رسمية في المحاكم المصرية، ما يكشف عن عدم مصداقية هذه المعلومات المتداولة”. وأكد أن موكلته لم تتلقَ أي استدعاء رسمي من النيابة أو أي محكمة، وأن كل الإجراءات المتخذة بحقها لا تزال ضمن الإطار النقابي فقط.
كما أعرب عن استيائه من “محاولات تشويه صورة الفنانة أمام الرأي العام دون دلائل واضحة”، مضيفًا أن التعامل مع هذا الملف يجري بشفافية واحترام لكل الأطراف، خاصة أن الفنانة نفسها أبدت تعاونًا كاملًا مع النقابة منذ اللحظة الأولى.
بداية الأزمة: بث مباشر يثير الجدل
الأزمة بدأت عندما قامت الفنانة بدرية طلبة ببث مباشر على أحد حساباتها الرسمية، استخدمت فيه عبارات حادة ووصفت بعض الفئات من الجمهور بكلمات اعتبرها البعض مسيئة. وقد انتشر المقطع بسرعة كبيرة على مواقع التواصل، وتباينت ردود الأفعال بين من رأى أنها كانت في حالة غضب واستفزاز، ومن اعتبر ما قالته تجاوزًا لا يُغتفر من فنانة يجب أن تكون قدوة في التعامل مع الجمهور.
نتيجة لهذا البث، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانًا أعلنت فيه إحالة بدرية طلبة للتحقيق الداخلي، وذلك لمراجعة ما صدر عنها من تصريحات، وما إذا كانت تمثل إساءة لمهنة التمثيل والجمهور الذي يُعدّ الداعم الأول للفن والفنانين.
الاعتذار للجمهور: بدرية توضح موقفها
في تطور لافت للأزمة، سارعت بدرية طلبة إلى نشر اعتذار رسمي على صفحتها على موقع “فيسبوك”، قالت فيه:
“أنا تحت أمر نقابتي، لأنني فعلاً غلطت لما انسقت وراء قلة لا تمثل الشعب المصري، واختزلوا فيديوهات ضدي. حتى لما حاولت أعتذر للجمهور قدمته بعصبية بسبب استفزازهم لي”.
وأضافت في منشورها أنها تحترم جمهورها الذي كان دائمًا داعمًا لها، وأن ما بدر منها لم يكن سوى رد فعل لحالة من الاستفزاز الشخصي الذي تعرّضت له خلال البث المباشر. وختمت رسالتها بالقول:
“بكرر أسفي واعتذاري للجمهور اللي هو سبب وجودي، وأؤكد أن الفيديوهات الكاملة موجودة على صفحتي، والحمد لله التحقيق في النقابة هيوضح موقفي بعيدًا عن أي استفزاز. كل الحب والتقدير لجمهوري الحبيب”.
وقد لاقى الاعتذار تفاعلًا واسعًا، بين من قبله باعتباره خطوة إيجابية نحو التهدئة، ومن رأى أن الاعتذار جاء متأخرًا أو لم يكن كافيًا في نظر البعض.
نقابة المهن التمثيلية: ضبط الإيقاع بين الحرية والمسؤولية
تعاملت نقابة المهن التمثيلية مع الأزمة بحكمة حتى الآن، وفق ما وصفه المراقبون، حيث تم فتح باب التحقيق الداخلي مع التأكيد على أن حرية التعبير مكفولة، ولكن يجب ألا تتجاوز حدود الأخلاق المهنية أو تمس احترام الجمهور.
وأوضح مصدر داخل النقابة أن الإجراءات المتخذة لا تعني الإدانة، وإنما تهدف فقط إلى التحقيق في الواقعة بحيادية كاملة، والاستماع إلى توضيحات الفنانة، قبل اتخاذ أي موقف رسمي تجاهها.
وأضاف المصدر أن “النقابة حريصة على حماية كرامة الفنان، ولكنها في نفس الوقت لا تتهاون مع أي تجاوز يمس سمعة المهنة أو يُحدث شرخًا في العلاقة بين الفنان والجمهور”.
ردود أفعال الشارع الفني والجمهور
تفاوتت ردود الأفعال داخل الوسط الفني حول ما حدث. بعض الفنانين أعربوا عن دعمهم لبدرية طلبة واعتبروا أنها تعرضت لحملة تشويه ممنهجة، في حين رأى آخرون أن الفنان يجب أن يزن كلماته على العلن مهما كانت ظروفه، لأن الكلمة قد تكون أقوى من أي فعل.
وعلى مستوى الجمهور، ظهرت عدة حملات تضامن معها عبر الهاشتاغات، بينما أصر البعض على ضرورة أن تكون هناك مساءلة مهنية، حتى لا تتكرر مثل هذه التجاوزات مستقبلاً.
الخلاصة: فنانة في أزمة… ولكنها لا تزال في الإطار النقابي
حتى هذه اللحظة، تبقى أزمة بدرية طلبة محصورة في نطاق النقابة ولم تدخل حيز التقاضي أو المحاكم كما رُوّج. تصريحات النقيب والمحامي أكدت أن ما يُتداول عن محاكمة قريبة لا يمتّ للحقيقة بصلة.
وبين تضارب الروايات والضغوط الإعلامية، يبدو أن الفنانة بدرية طلبة تمرّ بواحدة من أكثر اللحظات حساسية في مسيرتها، غير أن قدرتها على الاعتذار، والتعاون مع النقابة، وتوضيح موقفها قد تُسهم في احتواء الأزمة، وطي صفحتها بشكل يحفظ كرامة الجميع.