السعودية – السابعة الاخبارية
لبنى عبد العزيز، كشفت الفنانة لبنى عبد العزيز عن كواليس مشاركتها في المسلسل السعودي خريف القلب، مشيرة إلى أن هذه التجربة شكّلت نقطة تحول مهمة في مسيرتها الفنية، وفتحت لها آفاقًا جديدة في عالم الدراما الخليجية، بعد أن كان تركيزها ينصب في السابق على الأعمال المصرية والعربية المحدودة الانتشار.
وفي مقابلة خاصة مع قناة MBC، تحدثت لبنى بصراحة عن كواليس مشاركتها في العمل، لا سيما حول اختيارها تجسيد دور “الأم” رغم حداثة سنها مقارنة بالشخصية التي لعبتها. وردّت على الجدل الذي أثير حول هذا القرار، مؤكدة أنها تعاملت مع المسألة بمهنية، معتبرة أن العمل ككل كان يستحق هذه “المجازفة الفنية”.
لبنى عبد العزيز في دور الأم… ورؤية مختلفة للمهنة
تقول لبنى عبد العزيز:
“قِست الفرصة وكان لازم أتجاهل فكرة ظهوري كأم، ونظرت للدور من زاوية مختلفة، خصوصًا أني أشارك نخبة من نجوم الخليج مثل عبد المحسن النمر، إلهام علي، إبراهيم الحربي… هذا بحد ذاته كان حافزًا كبيرًا”.
وأضافت أن ما شجعها على خوض هذه التجربة هو أن المسلسل يُعد أول عمل من إنتاج MBC يجري فيه سعودة نص تركي مقتبس، ما اعتبرته تحديًا كبيرًا ومميزًا يستحق المجازفة.
وتابعت: “ما كنتش حابة أكون مترددة، كنت عايزة أكون جزء من هذا التحول في الدراما الخليجية… وعرفت إن الدور أكبر مني في العمر، لكن حسيت إنه هيدي فرصة أقدّم أداء تمثيلي حقيقي مش بس مبني على الشكل”.
“لبنى قبل خريف القلب غير لبنى بعده”
بحماسة واضحة، تؤكد لبنى أن هذا المسلسل غير الكثير من نظرتها للعمل الفني، حيث قالت:
“لبنى عبد العزيز قبل خريف القلب غير لبنى بعده، لأنه شجعني أخرج من نمط الأدوار اللي كنت محصورة فيها، وأجرب شخصيات مركبة وإنسانية أكتر”.
وأشارت إلى أن ردود الأفعال التي تلقتها بعد عرض العمل كانت مشجعة للغاية، إذ عبّر الجمهور عن إعجابه بأدائها، وقدرتها على توصيل مشاعر “الأم المشتتة”، ما زاد من ثقتها في قدرتها على تقديم أدوار ناضجة ومعقدة في المرحلة القادمة.
عن “خريف القلب”: سعودة أولى لتجربة تركية
خريف القلب هو أحد الإنتاجات الدرامية السعودية البارزة التي عرضت في 2024، ويُعد أول تجربة لـ MBC في سعودة نص درامي تركي، حيث استلهم أحداثه من المسلسل التركي الشهير “عشق ودموع”، لكن مع تعديل السياق والمعالجة بما يتناسب مع القيم والواقع السعودي.
قام بإخراج العمل سيردال أوزير، وكتب السيناريو علاء حمزة، أحد أبرز الأسماء في كتابة الدراما الاجتماعية الخليجية. وشارك في بطولته كل من: عبد المحسن النمر، إلهام علي، إبراهيم الحربي، ميرال مصطفى، وجود السفياني، إضافة إلى ظهور الفنانة أروى لأول مرة في مجال التمثيل عبر شخصية “لطيفة”.
قصة إنسانية بأسلوب تركي بنكهة سعودية
تدور أحداث خريف القلب حول قضية تبديل طفلتين حديثتي الولادة في المستشفى بين عائلتين مختلفتين تمامًا في الطبقة الاجتماعية—إحداهما ثرية، والأخرى فقيرة. وبعد مرور 17 عامًا، تقع حادثة مأساوية تكشف الحقيقة، لتبدأ رحلة معقدة من البحث عن الابنة الحقيقية، وسط صراعات نفسية وعائلية مؤثرة.
يسلط المسلسل الضوء على علاقات إنسانية حساسة، مثل الأمومة، والتضحية، والهوية، والانتماء، من خلال قالب درامي مشوّق يعكس تمازج الثقافة السعودية مع النمط الدرامي التركي، الذي يجمع بين التشويق والبُعد النفسي.
التحول في ملامح الدراما السعودية
يُعد هذا العمل جزءًا من التحول الذي تشهده الدراما السعودية مؤخرًا، حيث باتت تنافس بقوة في الأسواق العربية من خلال أعمال جريئة ومختلفة، مدعومة بإنتاج قوي، وتنوع في التناول، إلى جانب الانفتاح على الاقتباسات العالمية.
وتُثني لبنى عبد العزيز على هذه النقلة النوعية، قائلة:
“السعودية عندها طاقات تمثيلية ومؤلفين ومخرجين ممتازين، واللي حصل في خريف القلب هو دليل على إنه الدراما السعودية وصلت لمرحلة جديدة من النضج والجاذبية”.
عن تجربتها القادمة: “أدوار غير تقليدية”
لم تُفصح لبنى عبد العزيز كثيرًا عن مشاريعها القادمة، لكنها لمّحت إلى أنها حريصة الآن على اختيار أدوار خارج الصندوق، بعيدًا عن الأدوار النمطية التي ترتكز على الشكل أو الفئة العمرية.
وأضافت:
“أنا دلوقتي في مرحلة مش بس بدوّر على دور كبير، لكن بدوّر على دور حقيقي… فيه عمق، فيه صراع، فيه تحدي”.
ردود أفعال الجمهور… ورسائل دعم
بعد عرض المسلسل، تلقت لبنى عبد العزيز رسائل دعم من جمهورها على منصات التواصل، حيث أشاد الكثيرون بقدرتها على إقناعهم بشخصية الأم الحنونة والقوية في آنٍ واحد، رغم حداثة سنها. كما أثنوا على أداءها الطبيعي وغير المتكلّف، والذي أضفى على الشخصية مصداقية كبيرة.
وجاءت بعض التعليقات على “تويتر” و”إنستغرام” تقول:
- “لبنى أبدعت… وخلّت الكل يصدق إنها أم فعلاً”
- “أداء صادق ومؤثر… مستقبلها كبير في الدراما الخليجية”
- “مش مهم العمر، المهم التمثيل… ولبنى أثبتت ده”
ختامًا… لبنى في مرحلة جديدة
بين تجسيد دورٍ أكبر من عمرها، وتجاوز الحواجز النمطية، استطاعت لبنى عبد العزيز أن تثبت نفسها كممثلة متعددة الإمكانات، قادرة على تقديم شخصيات مركبة ومعقدة ببراعة.
ومع النجاح الذي حققته في خريف القلب، تفتح لبنى صفحة جديدة في مشوارها، تتجه فيها نحو أدوار ناضجة ودرامية، في ظل صناعة خليجية تتطوّر بسرعة وتبحث عن المواهب الجريئة والطموحة.
ويبقى السؤال: هل نشهد في الفترة المقبلة مزيدًا من التداخل بين الدراما السعودية والمواهب العربية الشابة؟ إذا كانت تجربة لبنى عبد العزيز مؤشرًا، فالإجابة بالتأكيد “نعم”.