سوريا – السابعة الاخبارية
سامر عمران، المخرج المسرحي والممثل السوري البارز سامر عمران، دخل في الفترة الأخيرة مرحلة صحية حرجة بعد تشخيص إصابته بمرض سرطان البنكرياس. هذا الخبر المفجع جاء بعد تأكيد مصادر خاصة لموقع “فوشيا” أن المخرج السوري بدأ يتلقى العلاج الكيميائي، إذ خضع حتى الآن لست جرعات من الكيماوي، وما زال يتلقى الرعاية الطبية اللازمة، ويمضي حالياً فترة نقاهة في منزله بالعاصمة دمشق.
مرض سرطان البنكرياس يعد من الأمراض الصعبة التي تواجه المريض بتحديات صحية كبيرة، خاصةً في مراحله المتقدمة. سامر عمران، الذي عرف عنه نشاطه الفني المتميز وحضوره البارز في الساحة المسرحية السورية، تفاجأ بهذا التشخيص الذي فرض عليه الخضوع لعلاج مكثف عبر جلسات الكيماوي المتكررة. رغم صعوبة المرض، يبقى الأمل كبيراً وسط دعوات الزملاء والجمهور ومحبي سامر بالشفاء العاجل.
دعم نقابة الفنانين السوريين
حرصت نقابة الفنانين السوريين على إظهار دعمها الكامل لسامر عمران، إذ نشرت عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك” منشوراً تمنت فيه الشفاء العاجل للمخرج والممثل الكبير، قائلة: “تمنياتنا القلبية بالشفاء العاجل للزميل الفنان القدير الدكتور سامر عمران. معافى يارب”. هذه الرسالة تعكس مدى التقدير والاحترام الكبير الذي يحظى به عمران في الوسط الفني السوري.
مسيرة فنية حافلة
يعتبر سامر عمران من أعمدة المسرح السوري والعربي، وله بصمة واضحة في مجالات الإخراج والتمثيل والتدريب الفني. يشغل عمران منصب عميد كلية فنون الأداء في جامعة المنارة، كما يعمل أستاذاً في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، حيث ساهم في إعداد جيل جديد من الفنانين والمخرجين.
إلى جانب تدريسه، قاد سامر عمران ورش عمل متخصصة في الإخراج والتمثيل والإيماء في عدة دول، مما يدل على تميزه كخبير مسرحي عالمي المستوى. كما أن نشاطه لم يقتصر على التعليم فقط، بل قام بترجمة مجموعة من المسرحيات إلى العربية، وأخرج بعضها، مظهراً قدراته المتعددة في خدمة المسرح.
مشاركات وجوائز
حظي عمران بتقدير واسع في الأوساط المسرحية والفنية، وحصل على عدة جوائز عربية وعالمية في مجالي الإخراج والتمثيل. كما شارك في لجان تحكيم مهرجانات مسرحية وسينمائية، ما يعكس مكانته الرفيعة بين الفنانين.
من أبرز أعماله المسرحية التي تركت بصمة في المشهد الفني السوري والعربي، مسرحيات مثل “عيد ميلاد طويل”، و”حسب تقديرك”، و”الحدث السعيد”، و”المهاجران”، و”بانتظار المطر”. هذه الأعمال تناولت قضايا إنسانية واجتماعية هامة، وعكست قدرته على توصيل رسائل فنية قوية.
في مجال السينما، شارك سامر عمران في أفلام بارزة مثل “دمشق مع حبي”، و”الرابعة بتوقيت الفردوس”، و”أنا وأنت وأمي وأبي”، و”رحلة يوسف”، حيث أبدع في أداء أدوار متنوعة أثبتت مرونته الفنية.
الأعمال التلفزيونية
لم تقتصر مسيرة عمران على المسرح والسينما فقط، بل تعدتها إلى الدراما التلفزيونية التي شهدت حضوراً قوياً له عبر مشاركاته في مسلسلات عدة. من أشهر المسلسلات التي شارك فيها: “جريمة في الذاكرة”، و”الفوارس”، و”صلاح الدين الأيوبي”، و”هولاكو”، و”سيف بن ذي يزن”، و”الخيط الأبيض”، و”أهل الغرام”، و”لورنس العرب”، و”القربان”، و”نبتدي منين الحكاية”. تنوعت أدواره بين التاريخي والدرامي والاجتماعي، ما جعل اسمه يلمع في عالم الدراما السورية والعربية.
أهمية دوره في المسرح السوري
يعتبر سامر عمران أحد أعمدة المسرح السوري، فقد ساهم بشكل كبير في تطوير الفن المسرحي من خلال أدواره الإخراجية والتعليمية. عمله في جامعة المنارة والمعهد العالي للفنون المسرحية ساعد في تخريج أجيال جديدة من الفنانين الذين يحملون إرثه الفني ويواصلون مسيرته.
ورش العمل التي نظمها خارج سوريا أسهمت في نشر الثقافة المسرحية السورية إلى دول أخرى، مما يدل على تأثيره الفني الكبير على المستوى العربي والعالمي.
تأثر الوسط الفني بخبر مرضه
خبر إصابة سامر عمران بمرض سرطان البنكرياس كان صدمة كبيرة للوسط الفني والجماهيري في سوريا والوطن العربي، حيث عبر الكثير من الفنانين عن تضامنهم معه ودعواتهم له بالشفاء. واعتبر الكثيرون أن صحته تمثل قضية هامة نظراً لما يمثله من قيمة فنية وثقافية.
كما أعاد الخبر تسليط الضوء على أهمية دعم المرضى من الفنانين والمبدعين، وتشجيعهم على مواصلة العطاء الفني رغم الظروف الصحية الصعبة.
المرحلة المقبلة والتحديات
يواجه سامر عمران تحدياً صحياً كبيراً مع مرض سرطان البنكرياس، الذي غالباً ما يكون معقداً في التشخيص والعلاج. لكن الإرادة القوية والدعم المجتمعي، إلى جانب الخبرة الطبية، تشكل عوامل مهمة في مواجهة المرض.
يتابع الجميع بقلق حالة المخرج والممثل السوري، على أمل أن يتمكن من تجاوز الأزمة الصحية والعودة إلى عمله الفني ومشاركاته الثرية في الساحة الثقافية.
دعوات ومساندة
الوسط الفني في سوريا والعالم العربي يتوحد حالياً في دعم سامر عمران، إذ لا يقتصر الأمر على الزملاء فقط، بل يمتد إلى جمهور الفن الذي يتابع أعماله بشغف. دعوات الشفاء والتمني له بصحة جيدة تنتشر بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، تعبيراً عن الحب والتقدير لفنان أسهم في إثراء المشهد الفني.
سامر عمران، ذلك المبدع السوري المتعدد المواهب، يمر اليوم بتحدي صحي كبير، لكنه يظل رمزاً للفن السوري الراقي وعلماً من أعلام المسرح والدراما. مسيرته الطويلة وإنجازاته الفنية العديدة تؤكد مكانته المتميزة، وحبه للفن وأثره الإيجابي في الأجيال الجديدة لا يمكن إنكاره.
تحديات المرض لا تقلل من قيمته، بل تزيد من التماسك حوله وتدفع الجميع للتضامن معه، متمنين له شفاءً عاجلاً وعودة قوية إلى الحياة الفنية التي لطالما أحبها وأثرى بها الساحة الثقافية السورية والعربية.