واصل النجم السوري قصي خولي تحركه في الساحة الفنية، ولكن هذه المرة ليس من خلال عمل جديد، بل من خلال استعادة “كنز درامي” أُنتج العام 2018، ولم ينل الاهتمام الذي يستحقه عند عرضه. في مقطع مؤثر نشره عبر حسابه الشخصي على إنستغرام، أعاد خولي بث مشاهد من مسلسل “هارون الرشيد”، مؤكدًا أن هذا العمل التاريخي “غالي جدًا على قلبه”، لكنه شعر بمرارة الظلم لسبب بسيط: لم يُُنصف عند عرضه.
قصي خولي في لحظة تأمل واسترجاع
اللقطة التي شاركها قصي خولي جمعته بالممثل القدير عابد فهد، وكتب عليها:
“هارون الرشيد من الأعمال الغالية جدًا على قلبي، أعترف للأسف أنه ظلم أثناء فترة العرض.”
هذه الكلمات المختصرة، ولكن المحتشدة بالعاطفة، أثارت تجاوبًا كبيرًا من جمهوره. فقد رأى كثيرٌ أن العمل قدم أداءً تمثيليًا وإنتاجيًا متميزًا، ويستحق أن يُعاد اكتشافه أو يُعطى فرصة أوسع للظهور الإعلامي.
الجمهور يطالب بإعادة التقييم
تحول الفيديو الذي نشره خولي إلى مادة تدريبية إلكترونية تُذاع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المتابعون عن تقديرهم لأداء قصي خولي، وأشادوا بجودته كممثل يجسد شخصية تاريخية مركبة بأسلوب احترافي. وكتب أحدهم:
“المسلسل يستحق إعادة عرضه على المنصات، حتى الناس الجدد يكتشفوه.”
آخرون أشاروا إلى أن الفرص الإعلامية آنذاك لم تكن مساندة بما فيه الكفاية، ما أثر على انتشاره، وقالوا مثلاً:
“كانت الدنيا مزدحمة بأعمال درامية أخرى، وربما التلفزيون لم يسلط الضوء عليه بالشكل الذي يستحق.”
لماذا “هارون الرشيد” مهم؟
المسلسل الذي عرض في عام 2018، يُعد من أهم محاولات الدراما العربية لاستعراض حقبة من تاريخ الخلافة العباسية بأسلوب درامي تشويقي، بعيدًا عن التقديم الأكاديمي الجاف. يرتكز العمل على تحولات الحكم في عهد الخليفة الشهير هارون الرشيد، والصراعات العائلية السياسية التي رافقته، وخصوصًا التوتر مع أخيه موسى الهادي، والمؤامرات التي دارت داخل بلاط قصر البرامكة.
اعتمد العمل على نصٍ من تأليف عثمان جحى، وإخراج عبد الباري أبو الخير، اللذين عملا على أن يُقدم المسلسل سيرة تاريخية من منظور إنساني في قلب السلطة. وقد شارك في بطولته نخبة من الفنانين، مثل:
- قصي خولي في دور “هارون الرشيد”
- عابد فهد في دور “موسى الهادي”
- عبد المحسن النمر في دور “جعفر البرمكي”
- كاريس بشار في دور “زبيدة بنت جعفر”
وأكد العمل اهتمامه بالعلاقات الإنسانية داخل القصر، حيث دمج ما بين الغموض السياسي والعلاقات العائلية والمصيرية. كما تميز بالتصميم الفني المتميز الذي نقل أجواء العصر العباسي من ملابس وديكورات مؤثرة، على رغم بعض الانتقادات التي طالت الدقة التاريخية في تفاصيل المشاهد.
تقييم النقاد
من وجهة نظر نقدية، تم وصف “هارون الرشيد” بأنه كان “خطوة جريئة في الدراما التاريخية الحديثة”، خصوصًا كمحاولة للجمع بين التشويق والأسلوب السردي الدرامي. ولفت العمل الانتباه إلى دور “قصر البرامكة” في إدارة الدولة، وهو ما يعد موضوعًا أقل تداولًا في الدراما العربية. إلا أن النقد ركز على أن العمل افتقر إلى حملة إعلامية قوية عند إطلاقه، وربما عول في توجيهه إلى جمهور محدد، ما أقصاه نسبياً عن باقي الأعمال المعروضة.
قصي خولي يتساءل: لماذا لم يُمنح حقه؟
موقف قصي خولي من التجاهل الإعلامي لا يُعد نقدًا للصناعة، بقدر ما يُعتبر تساؤلاً عاطفيًا عن قيمة الفن نفسه. فمن منبر إنستغرام، شارك الجمهور في شعوره بأن العمل لم يُقدّر كما يجب، على الرغم من أدوار متوازنة أدّاها هو وعابد فهد والنجوم المشاركين.
وتجدر الإشارة إلى أن خولي منذ سنوات معني بالتنوع الفني، حيث جمع في أعماله ما بين الدراما المعاصرة والتاريخية، وتقديم محتوى فني يرتكز على الأداء والصدق أكثر من الشهرة. لذا شعوره بأن المسلسل “ظُلم” أكثر من مجرد صدى شخصي، بل هو نداء للحفاظ على الأعمال التاريخية والدرامية المتميزة والقيمة.
خيارات مستقبلية مفتوحة
ردود الفعل الإيجابية على الفيديو جعلته مثار حديث في الوسط الفني، وظهر طيف واسع من المقترحات يعترض على نسيانه الفني. من بينها:
- إعادة بثه على المنصات الإلكترونية الرسمية.
- تنظيم حملات ترويجية جديدة لإظهاره لجمهور أوسع.
- إعادة إنتاج نسخة جديدة أو تكملة لمراحل أخرى من حياة هارون الرشيد.
هذه الاقتراحات لم تُسجّل بعد أي خطوات تنفيذية معلنة، لكنها تشير إلى أن هناك رغبة جماهيرية وفنية في إعادة تقييم العمل.
حديث قصي خولي عن مسلسل “هارون الرشيد” يشكّل دعوة لفهم أعمق لقيمة الأعمال الدرامية التاريخية، وتذكيراً بأن العمل الفني، حتى وإن بدا منسيًا على الشاشات عند عرضه الأول، قد يحمل قيمة فنية وإنسانية تتطلب إعادة اكتشافها. في زمن تتكسر فيه الأخبار السريعة، يظل الأثر الحقيقي للفن في الذاكرة، كما يقول خولي، ويستحق التقدير كلما كان صادقًا ومبنيًّا على عمق.