أمريكا – السابعة الاخبارية
Anemon، في مفاجأة هزّت الأوساط السينمائية العالمية، كشفت شركة Focus Features عن الإعلان التشويقي الأول لفيلم Anemon، الذي يشهد عودة النجم الأسطوري دانيال داي لويس إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب دام 8 سنوات، منذ آخر أفلامه “Phantom Thread” عام 2017.
العمل الجديد أثار ضجة واسعة فور طرح لقطاته الأولى، لما يحمله من أجواء درامية مكثفة وغموض نفسي عميق، ولأنه يمثل العودة المنتظرة لأحد أعظم الممثلين في تاريخ السينما.
Anemon ودانيال داي لويس.. عودة الصمت الهادئ إلى العاصفة الفنية
يعرف الجمهور دانيال داي لويس بتاريخه الانتقائي للغاية، إذ اختار خلال مسيرته الفنية القليلة نسبيًا من حيث العدد، لكنها الغنية من حيث القيمة، أدوارًا لا تُنسى، تُوّجت بثلاث جوائز أوسكار لأفضل ممثل عن أفلام My Left Foot، وThere Will Be Blood، وLincoln.
غيابه عن الشاشة منذ “Phantom Thread” كان يُعتقد أنه اعتزال نهائي، خاصة مع تصريحاته حينها بعدم الرغبة في مواصلة التمثيل، مما جعل عودته اليوم أشبه بحدث فني عالمي.
الإعلان التشويقي: ظلال من الألم والذنب
جاء الإعلان التشويقي لفيلم Anemon مشبعًا بالرمزية والطبقات النفسية، إذ يفتتح بمشاهد طبيعية قاتمة: أمطار مستمرة، صمت غريب، ومنطقة نائية تُغلفها البرودة والعزلة. في وسط هذا المشهد، نرى شخصية “راي ستوكر” (داي لويس) يسير بخطى مثقلة نحو منزل قديم.
خلال الدقائق القليلة من الإعلان، لا تُروى قصة واضحة، لكن يُقدّم لنا شعورًا طاغيًا بأن البطل يعيش صراعًا داخليًا عميقًا مع ماضيه، وأنه يواجه أشباح الذكريات التي تطارده في صمت قاتل. كما يتضمن المقطع حوارًا قصيرًا لكنه مؤثر بينه وبين شخصية يؤديها النجم شون بين، ويبدو من كلماتهما أن هناك سرًا عائليًا كبيرًا، وإرثًا من الذنب لا يمكن تجاوزه بسهولة.
قصة Anemon: حرب، ذنب، وعلاقات أسرية ممزقة
رغم أن تفاصيل القصة ما زالت تُحاط بالكتمان، فإن ما رشح عن الفيلم من خلال الإعلان وبعض المصادر الموثوقة يشير إلى أن “Anemon” هو دراما نفسية ذات طابع عائلي، تستكشف جراحًا قديمة تتعلق بالحرب، والهوية، والعلاقات المعقدة بين أفراد العائلة.
شخصية “راي ستوكر” يُعتقد أنها ضابط عسكري سابق عاش تجارب قاسية خلال الحروب، وانسحب من العالم ليعيش في عزلة تامة بعد أحداث مأساوية. عودته إلى قريته أو منزله القديم تفتح أبواب الماضي، حيث يلتقي بأخيه (شون بين) وابنته أو إحدى قريباته (قد تكون سامانثا مورتون أو صفية أوكلي غرين)، وتبدأ المواجهة الحقيقية مع النفس والآخرين.
موعد العرض.. سباق مبكر نحو الجوائز
من المقرر أن يُعرض الفيلم بإصدار محدود بدءًا من 3 أكتوبر/تشرين الأول 2025، على أن يتم توسيع نطاق العرض إلى صالات السينما العالمية اعتبارًا من 10 أكتوبر. هذا التوقيت الذكي يتزامن مع انطلاق موسم الجوائز السينمائية، ما يشير إلى ثقة شركة الإنتاج في أن الفيلم سيكون لاعبًا رئيسيًا في سباق الأوسكار والمهرجانات الكبرى.
وهو أمر متوقع، ليس فقط بسبب عودة داي لويس، بل لما يبدو أن الفيلم يقدمه من مستوى فني عالٍ، ورسالة إنسانية عميقة، وأداءات تمثيلية محتملة من الطراز الرفيع.
طاقم تمثيلي ثقيل الوزن
فيلم Anemon لا يعتمد فقط على عودة داي لويس، بل يضم إلى جانبه شون بين، أحد أكثر الممثلين احترامًا وتقديرًا في هوليوود، والحاصل على جائزتي أوسكار.
كما تشارك سامانثا مورتون، المعروفة بأدوارها القوية والمعقدة، والتي سبق أن ترشحت مرتين للأوسكار، إضافة إلى النجم الشاب صامويل بوتوملي، والوجه الصاعد صفية أوكلي غرين، التي تشكل مفاجأة الفيلم بحسب التوقعات.
هذه التشكيلة تعكس تنوعًا وتمثيلًا لأجيال مختلفة، من المخضرمين إلى الوجوه الجديدة، ما يُرجّح أن يكون الأداء التمثيلي من أبرز نقاط القوة في العمل.
من يقف خلف الكاميرا؟
لم يتم الكشف حتى الآن عن اسم المخرج بشكل رسمي، إلا أن تسريبات تشير إلى أن الفيلم من إخراج ديريك سيانفرنس (مخرج Blue Valentine وThe Place Beyond the Pines)، المعروف بقدرته على سبر أغوار النفس البشرية وتصوير العلاقات المعقدة بصريًا وعاطفيًا.
في حال صحّت هذه الأنباء، فإن هذا التعاون مع داي لويس سيكون بمثابة مزيج مثالي بين الأداء والعمق الإخراجي.
السينما تنتظر.. وDaY-Lewis لا يعود إلا لهدف
ما يميّز داي لويس عن معظم نجوم هوليوود هو أنه لا يعود من أجل المال أو الشهرة، بل فقط من أجل أدوار تؤثر فيه شخصيًا وتستحق التفرغ الكامل. لذا، فإن قبوله بدور “راي ستوكر” مؤشر واضح على أن الفيلم يحتوي على قيمة درامية وإنسانية عالية.
كما أن اختياره للظهور في عمل من إنتاج شركة مثل Focus Features، المعروفة بإنتاجها لأفلام نوعية مثل “Brokeback Mountain” و”Darkest Hour”، يعزز من احتمالية أن يكون الفيلم تحفة درامية جديدة.
ختامًا: Anemon.. ترقّب عالمي وعودة تُكتب بحروف ذهبية
فيلم Anemon ليس مجرد عمل سينمائي جديد، بل هو عودة أسطورة حية قررت أن تخرج من صمتها لتقدم ما قد يكون آخر، أو أحد آخر، أعظم أدوارها. ومع كل مقطع وحوار وإشارة، تتصاعد التوقعات، ويُولد في الجمهور شغف نادر تجاه فيلم لم نعرف بعد قصته كاملة، لكننا نعلم أن ما ينتظرنا فيه أبعد من مجرد حكاية.
العد التنازلي بدأ، والعالم السينمائي يترقب، لأن عودة دانيال داي لويس ليست حدثًا عاديًا، بل لحظة سينمائية تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.