القاهرة – السابعة الاخبارية
والدة المذيعة شيماء جمال، شهدت الساحة القضائية المصرية صباح اليوم فصلًا جديدًا في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام خلال السنوات الأخيرة، حيث تم تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق القاضي أيمن حجاج وشريكه حسين الغرابلي، المتهمين بقتل الإعلامية شيماء جمال، الزوجة السابقة للمتهم الأول حيث تحدثت والدة المذيعة شيماء جمال عن الأمر.
الواقعة، التي أثارت صدمة عارمة حين اكتشافها في عام 2022، طويت اليوم قانونيًا بعد تنفيذ الحكم، ليُسدل الستار على جريمة بشعة ارتُكبت مع سبق الإصرار والترصد، ووسط تعتيم ومحاولات طمس أدلة، قبل أن يكشفها القضاء المصري بكامل تفاصيلها ويُنزل العقوبة القصوى بالجناة.
والدة المذيعة شيماء جمال: “الحمد لله.. حق بنتي رجع”
في تصريحات خاصة لموقع “مصراوي”، عبّرت والدة المذيعة الراحلة عن ارتياحها الكبير بعد تنفيذ الحكم، مؤكدة أن العدالة أخذت مجراها رغم الوجع الذي لا يندمل.
وقالت بتأثر:
“الحمد لله النهاردة حق بنتي رجع من المتهمين. بشكر قضاء مصر العادل اللي رجعلي حق بنتي بعد صبر طويل.”
وأضافت أن تنفيذ الإعدام كان لحظة انتظرتها طويلاً، مؤكدة أن القصاص أراح قلبها، ولو قليلًا، بعد معاناة مريرة عاشتها منذ لحظة اختفاء ابنتها وحتى اكتشاف الجريمة ثم دخولها أروقة المحاكم.
ابنة المتهم تنعى والدها على فيسبوك
في رد فعل عائلي مؤثر على الطرف الآخر، أعلنت ابنة المتهم الثاني حسين الغرابلي عن وفاته عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، وكتبت:
“إنا لله وإنا إليه راجعون.. أبويا في ذمة الله.”
وبعد أقل من ساعة، عادت ودوّنت منشورًا ثانيًا جاء فيه:
“صلاة الجنازة الظهر في مسجد الصباح بشارع الهرم.”
المنشور أثار مشاعر متباينة بين المتابعين، حيث تعاطف البعض مع الأبناء الأبرياء الذين يدفعون ثمن جرائم لم يرتكبوها، بينما رأى آخرون أن العدالة انتصرت، خصوصًا أمام فداحة الجريمة التي راح ضحيتها إنسانة بطريقة بشعة وغير إنسانية.
القضية التي هزّت مصر
بدأت فصول القضية في يونيو 2022، عندما أُبلغ عن اختفاء المذيعة شيماء جمال، بعد خروجها من منزلها، واختفائها بشكل غامض لعدة أيام، ما دفع أسرتها لتقديم بلاغ رسمي حول تغيبها.
ومع تطورات التحقيقات، ظهرت مفاجآت صادمة، إذ تبيّن أن زوجها، القاضي أيمن حجاج، هو من خطط ونفّذ جريمة القتل بمعاونة صديقه حسين الغرابلي، حيث قاما بخنقها، وتكبيلها، ودفن جثتها داخل مزرعة في منطقة المريوطية بمحافظة الجيزة.
التحقيقات كشفت لاحقًا أن سبب الجريمة يعود إلى خلافات بين الزوجين، ومحاولة الضحية فضح علاقتها السرية به، ما دفع المتهم الأول إلى اتخاذ قرار التخلص منها. وبتواطؤ مع صديقه، أعدا الجريمة بإحكام، إلى أن تم ضبطهما ومحاكمتهما.
تفاصيل الحكم: إعدام نهائي لا يقبل الطعن
بعد إحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة المفتي في أغسطس 2022، أصدرت محكمة الجنايات حكمها بالإعدام شنقًا، وهو الحكم الذي تقدم المتهمان بطعن عليه أمام محكمة النقض.
إلا أن محكمة النقض قضت برفض الطعن المقدم من أيمن حجاج وحسين الغرابلي، وأيّدت حكم الإعدام الصادر من محكمة الجنايات، ليصبح حكمًا نهائيًا وباتًّا، لا يقبل الطعن بأي وسيلة قانونية.
وبهذا، تحوّل الحكم من قرار قضائي إلى تنفيذ فعلي، تم صباح اليوم، في إحدى منشآت مصلحة السجون المخصصة لتنفيذ أحكام الإعدام.
ردود أفعال غاضبة ومؤيدة
القضية التي نالت اهتمامًا واسعًا خلال العامين الماضيين، عادت إلى دائرة النقاش بعد إعلان تنفيذ الحكم، حيث عبّر كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي عن ارتياحهم لانتصار العدالة، وسط دعوات مشددة لتغليظ العقوبات بحق كل من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم.
وعلّق أحد المغردين قائلًا:
“تنفيذ الإعدام في المتهمين رسالة قوية أن دم النساء مش مباح. تحية للعدالة.”
بينما كتبت أخرى:
“ربنا يصبّر أهل شيماء، وخصوصًا والدتها، واللي حصل النهاردة هو أقل حق ممكن يرجع ليها.”
المرأة ليست هدفًا سهلًا
قضية مقتل شيماء جمال أعادت إلى الواجهة ملف العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية، وفتحت الباب أمام مطالبات متكررة بتوفير حماية قانونية ومجتمعية أكبر للنساء، خصوصًا في إطار العلاقات الزوجية أو الأسرية، حيث كثيرًا ما تتحوّل الخلافات الشخصية إلى مآسٍ إنسانية.
كما أثارت الجريمة تساؤلات حول كيفية استغلال النفوذ من قبل بعض المتهمين لتأخير أو التلاعب بمسار القضايا، وهو ما واجهه القضاء المصري بالحسم من خلال إجراءات سريعة وصارمة أدت في النهاية إلى تطبيق العدالة.
ختامًا: القصاص الذي يُطمئن القلوب
مع تنفيذ حكم الإعدام اليوم، تكون العدالة قد قالت كلمتها النهائية في قضية شيماء جمال، التي كانت ضحية لجريمة مروّعة ومخططة بدم بارد. وبرغم الألم الكبير الذي تركته هذه الواقعة في قلوب أسرتها ومحبيها، فإن القصاص أعاد بعضًا من التوازن والإنصاف.
ومع دعوات الرحمة لشيماء، تبقى رسالتها حية في وجدان الرأي العام: أن لا سكوت بعد اليوم على العنف، ولا تهاون مع القتلة مهما كانت مواقعهم أو سلطاتهم.
هل ترغب بتحويل هذا النص إلى منشور صحفي مختصر أو اقتراح عنوان رئيسي له؟