السابعة الاخبارية
فبراير الأسود، ينتظر عشاق الدراما الخليجية بشغف عرض مسلسل فبراير الأسود، أحدث الأعمال الأصلية لمنصة “شاهد“، والذي يجمع بين الكوميديا والدراما في معالجة ذكية لأزمة واقعية شهدتها المملكة العربية السعودية في 2006، هي أزمة سوق الأسهم التي عُرفت وقتها بـ”الانهيار الكبير”. العمل من بطولة النجم السعودي ناصر القصبي، ويعد أحد أبرز الأعمال المنتظرة لهذا الموسم الدرامي.
فبراير الأسود.. البوستر الرسمي يشعل الترقب
في خطوة زادت من الحماس بين الجمهور، أطلقت منصة “شاهد” البوستر الرسمي للمسلسل، والذي ظهر فيه ناصر القصبي بشخصيتين متناقضتين؛ إحداهما بسيطة وعفوية، والأخرى أنيقة ومرتبة، في تلميح إلى التحولات التي ستعيشها الشخصية الرئيسية. حمل البوستر تعليقًا مثيرًا: “سجن.. حب.. نصب.. احتيال.. أسهم.. كوميديا. قصة مميزة مستحيل تفوتها”. كلمات قليلة، لكنها أوحت بجو درامي مليء بالتقلبات الاجتماعية والإنسانية.
وقد تفاعل جمهور “شاهد” على منصاتها بشكل واسع مع البوستر، حيث أبدى كثيرون حماسهم للعمل، مؤكدين ثقتهم الكبيرة في ناصر القصبي، الذي طالما قدم أعمالًا ناجحة تجمع بين الجرأة والواقعية والطرافة.
قصة مستوحاة من أزمة حقيقية
“فبراير الأسود” ليس مجرد اسم درامي جذاب، بل هو إشارة مباشرة إلى أزمة اقتصادية فعلية وقعت في فبراير 2006، عندما انهارت سوق الأسهم السعودية، مخلّفة وراءها خسائر مالية ضخمة، وانهيارات اجتماعية ونفسية في مختلف الشرائح. ويروي المسلسل هذه الأحداث من خلال قصة رجل عادي يجد نفسه في دوامة من الطموح والجشع والنصب والخيانة، وسط تقلبات السوق وصدمات الحياة.
المسلسل يقدّم هذه القصة بلمسة ناصر القصبي الكوميدية المعهودة، التي لا تفرط في التراجيديا، بل تحولها إلى سرد فني متوازن يدمج الفكاهة مع الألم، والتفكير مع الترفيه.
عمل يجمع كبار النجوم
يشارك في بطولة المسلسل نخبة من أبرز نجوم الدراما الخليجية، مما يعزز من قيمته الفنية. إلى جانب ناصر القصبي، يبرز اسم حبيب الحبيب المعروف بخفة ظله وموهبته الفذة في تقديم الشخصيات الكوميدية، وبشير الغنيم الذي يضفي حضورًا مميزًا بأدائه المتقن، وسناء بكر يونس التي تمنح العمل لمسة إنسانية مميزة، إضافة إلى خالد الفراج ويزيد المجيول ولولو التميمي، في توليفة فنية منسجمة.
كتب المسلسل ناصر العزاز، الكاتب المعروف بأعماله التي تمزج الواقعية بالمجتمعية، وأخرجه عمرو صلاح، الذي يتميز برؤية إخراجية توازن بين السرد البصري الدقيق وسلاسة الإيقاع، وهو ما يمنح المسلسل بعدًا فنيًا عالي الجودة.
تصوير واقعي واهتمام بأدق التفاصيل
استمر تصوير “فبراير الأسود” عدة أشهر، وانتهى في يونيو الماضي. وقد تم اختيار مواقع تصوير تحاكي الأجواء الواقعية لأحياء وشوارع سعودية عاصرت تلك الفترة. وحرص فريق العمل على إعادة تجسيد تفاصيل حقبة 2006 بدقة، سواء من حيث الأزياء أو الديكورات أو حتى التكنيك المستخدم في التصوير، مما يضيف مصداقية كبيرة للمشاهد، ويعكس جودة الإنتاج.
التحدي الأبرز خلال التصوير، وفق تصريحات من داخل الفريق، كان في الجمع بين طبيعة القصة الاقتصادية الثقيلة، والطابع الكوميدي الذي يميز العمل، وهو ما تم تحقيقه بفضل النص الذكي والأداء المتقن للممثلين.
منصة “شاهد” تراهن على نجاح كبير
من المتوقع أن يحظى “فبراير الأسود” بنسبة مشاهدة مرتفعة فور إطلاقه، خصوصًا مع احتفاظ ناصر القصبي بجمهور ضخم في السعودية والخليج والعالم العربي. المنصة، التي استطاعت أن تفرض نفسها في سوق المحتوى العربي، تراهن على أن المسلسل سيشكل نقلة نوعية في المحتوى الدرامي الخليجي، من حيث الفكرة والطرح وجودة الإنتاج.
يعكس التعاون بين القصبي ومنصة “شاهد” استراتيجية واضحة نحو تقديم أعمال أصلية خليجية تواكب تطلعات الجمهور، وتخرج من الإطار التقليدي للدراما إلى مساحة أوسع من الجرأة والواقعية.
أهمية المسلسل في السياق الاجتماعي
ما يجعل “فبراير الأسود” مختلفًا عن غيره من المسلسلات هو معالجته لقضية اقتصادية حقيقية بأسلوب إنساني وعاطفي، حيث يُظهر التأثير العميق لانهيار اقتصادي على أفراد المجتمع. كما يفتح الباب لنقاشات حول الطمع، والوعي المالي، والثقة الزائدة بالأسواق، وقيمة الأسرة في مواجهة الأزمات.
ويمثل المسلسل فرصة لتسليط الضوء على مرحلة حرجة من التاريخ السعودي، لم يُتناول كثيرًا في الأعمال الدرامية، خصوصًا من زاوية إنسانية ساخرة، تجذب المشاهد وتعزز وعيه دون أن يُثقل بالسرد أو الخطابة المباشرة.
خاتمة: عمل يُنتظر بشغف
“فبراير الأسود” ليس فقط عودة ناصر القصبي بمسلسل جديد، بل هو عمل متكامل العناصر يجمع بين نجومية الأبطال وقوة الفكرة وجودة التنفيذ. ومع اقتراب عرضه على منصة “شاهد”، لا شك أن المسلسل سيحظى بمتابعة جماهيرية ضخمة، خاصة وأنه يتناول قضية عايشها كثيرون، ويقدمها بإطار ممتع وواقعي في آنٍ واحد.
الدراما السعودية، بهذا العمل، تؤكد مرة أخرى قدرتها على التطرق لقضايا معقدة بلغة بسيطة ومؤثرة، وترسّخ حضورها في مشهد الدراما العربية المتجدد.