لبنان – السابعة الإخبارية
فضل شاكر .. بعد سنوات طويلة من الغياب والصمت، خرج الفنان اللبناني فضل شاكر عن صمته، ليضع النقاط على الحروف بشأن الشائعات التي لاحقته مؤخرًا، سواء المتعلقة بإحياء حفلات غنائية في مصر، أو بشأن تطورات قضيته السياسية التي شغلت الرأي العام اللبناني والعربي منذ أكثر من عقد.
وفي بيان مطول نشره عبر صفحته الرسمية على منصة “إنستغرام”، نفى شاكر الأخبار المتداولة حول استعداده لإحياء حفل غنائي في مصر، مؤكدًا أن هذه المعلومات غير دقيقة، وأنه لا توجد أي ترتيبات حالية تتعلق بحفلات في القاهرة.
فضل شاكر توقيع فني مع شركة سعودية كبرى
وفي السياق ذاته، كشف مدير أعمال الفنان عن توقيع شاكر عقدًا مع واحدة من أكبر الشركات الفنية السعودية، ستتولى تنظيم حفلاته المقبلة داخل المملكة. وأكد أن الإعلان عن هذه الحفلات سيتم قريبًا ضمن خطة لعودة مدروسة ومحترفة إلى الساحة الفنية، بدعم من الجمهور والشركاء الفنيين.

القضايا السياسية.. والبراءة بعد سنوات
لكن ما خطف الأضواء أكثر من أي شيء آخر، كان حديث فضل شاكر المفصّل عن قضيته الشهيرة، التي ارتبطت باسمه منذ عام 2012، والتي كلفته سنوات من الغياب والعزلة، بعد أن لجأ إلى مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، خوفًا على حياته.
وفي بيانه، قال شاكر بوضوح:
“أنا بريء، وقد صدّق القضاء اللبناني حكمي بالبراءة. ما حدث كان تلفيقًا، وظلمًا كبيرًا تعرّضت له في ذروة عطائي الفني”.
وأشار إلى أنه حصل على أحكام براءة كاملة من جميع التهم السياسية التي نُسبت إليه، مؤكدًا أن ما واجهه كان نتيجة صراعات سياسية وتحركات هدفها التضييق عليه وإسكاته كفنان له جمهور واسع في لبنان والعالم العربي.
ابتزاز وتهديدات بملايين الدولارات
وفجّر الفنان اللبناني مفاجأة جديدة عندما تحدث عن محاولات ابتزاز تعرّض لها خلال سنوات الأزمة، موضحًا أن بعض الجهات طالبت بمبالغ ضخمة، وصلت إلى ملايين الدولارات، بل شملت عقاراته وممتلكاته الخاصة، مقابل التوسط للحصول على براءة، رغم أن القضاء نفسه كان قد أصدر حكم البراءة بالفعل.
وأضاف شاكر بأسى أن أموال عائلته وأولاده ما تزال محتجزة “بغير وجه حق”، مطالبًا الجهات المعنية في لبنان بإعادة النظر في الإجراءات التي وصفها بأنها تعسفية وغير قانونية.
رسالة إلى ولي العهد السعودي
وفي نهاية بيانه، وجّه فضل شاكر رسالة تقدير إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قائلاً:“لقد بعثتم الأمل في لبنان والمنطقة بأسرها، وأتمنى أن تُطرح قضيتي ضمن أولويات هذا العهد الذي يرفع راية الإنسانية”.
وهي رسالة رأى فيها البعض تلميحًا إلى إمكانية التدخل الدبلوماسي أو الإنساني من جهات عربية لحل الأزمة نهائيًا، وتمهيد الطريق لعودة فنية كاملة.

ضغوط داخل المخيم.. وخطط لتسليم النفس؟
في سياق متصل، كانت وسائل إعلام لبنانية قد أشارت إلى وجود ضغوط شديدة يتعرض لها فضل شاكر داخل مخيم عين الحلوة، وصلت إلى حد التهديد بمنعه من ممارسة نشاطه الفني، ما جعله يفكر جديًا في تسليم نفسه للقضاء اللبناني بشكل طوعي.
لكن هذه الخطوة تبقى معلقة، في ظل تعقيدات المشهد القانوني والسياسي في لبنان، ووسط مخاوف من استغلال تلك الخطوة في غير صالحه، رغم البراءة التي حصل عليها في معظم القضايا.
العودة إلى الغناء.. ونجاح لافت
رغم كل التحديات، لم يغفل شاكر الحديث عن عودته الفنية القوية، مؤكدًا أنه لم ولن يتخلى عن الغناء، وقال في بيانه:
“عدت رقمًا صعبًا على الساحة الفنية، ولن أتوقف عن الغناء.. والأعمال القادمة ستكون أجمل بفضل الله ثم جمهور المحب”.
وكان قد طرح مؤخرًا أغنية بعنوان “إلا وأنا معاك”، التي لاقت تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تم تداولها على نطاق واسع بين جمهور شاكر، لتكون بمثابة عودة رمزية قوية بعد سنوات من الغياب.
الختام: فنان في وجه العاصفة
فضل شاكر، الفنان الذي لطالما ملأ المسارح بصوته الحنون وأغانيه الرومانسية، يجد نفسه اليوم بين مطرقة السياسة وسندان الفن، لكن يبدو أنه مصمم على الاستمرار، مستندًا إلى براءته، وإلى جمهورٍ ظل وفيًا له طوال سنوات الصمت والعزلة.
وبينما يترقّب محبوه تحرّكاته القادمة، تظل قضيته مرآة تعكس تداخل الفن بالسياسة، وتُعيد طرح تساؤلات حول حرية الفنان، وحقه في حياة طبيعية بعد تبرئته من كل ما نُسب إليه.
