الهند – السابعة الاخبارية
وفاة بريا، رحلت الممثلة الهندية الشهيرة بريا ماراثي، وجاءت وفاة بريا عن عمر ناهز 38 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان استمر لأكثر من عامين، لتخسر الدراما الهندية والماراثية واحدة من أبرز وجوهها في العقدين الأخيرين. وقد شكّل خبر وفاتها صدمة كبيرة لمحبيها في الهند وخارجها، حيث نعَاها زملاؤها وأصدقاؤها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الساحة الفنية فقدت نجمة موهوبة قادرة على ترك بصمة مميزة في كل شخصية قدمتها.
وفاة بريا.. بدايات فنية مبكرة وصعود نحو الشهرة
وُلدت بريا ماراثي عام 1987 في ولاية ماهاراشترا، ونشأت وسط عائلة محبة للفن، ما ساعدها على دخول المجال الفني مبكرًا. بدأت مسيرتها في الدراما الماراثية، حيث ظهرت لأول مرة في مسلسل “Ya Sukhano Ya”، الذي أتاح لها فرصة لفت الأنظار بموهبتها الفطرية. بعد ذلك شاركت في مسلسل “Char Divas Sasuche”، الذي يعد من أنجح الأعمال الماراثية، وهو ما أسس لانطلاقتها الأولى في عالم التمثيل.
مع تقدمها في مشوارها الفني، قررت بريا توسيع دائرة انتشارها بالانتقال إلى الدراما الهندية الأشمل، فكان دورها في مسلسل Kasamh Se بداية جديدة لها على مستوى الهند كلها. أدّت دور فيديا بالي، وهي شخصية تركت أثرًا واضحًا لدى الجمهور والنقاد، لتفتح أمامها أبواب الشهرة الحقيقية.
محطة “Pavitra Rishta” وصناعة النجومية
نجاح بريا ماراثي تضاعف عندما أدّت دور فارشا ساتيش في المسلسل الشهير Pavitra Rishta، الذي حقق نسبة مشاهدة قياسية داخل وخارج الهند، وبات أحد أهم المسلسلات التي عرفتها الشاشة الهندية في العقد الماضي. في هذا العمل، جسدت بريا شخصية مركبة تعاني من صراعات عائلية ونفسية، وأظهرت قدرة عالية على إقناع المشاهدين بصدق أدائها، حتى أن النقاد وصفوها بأنها واحدة من أكثر الممثلات قدرة على التعبير عن الألم والمعاناة من خلال تفاصيل الوجه والحركة.
بعد النجاح الكبير في “Pavitra Rishta”، رسخت بريا حضورها عبر شخصية بهافاني راثود في مسلسل Saath Nibhaana Saathiya، حيث قدّمت أحد أدوار الشر القوية بطريقة بعيدة عن المبالغة، ما جعل الجمهور يتعاطف معها رغم كونها خصمًا شرسًا للشخصيات الرئيسية.
التوازن بين الدراما الهندية والماراثية
على الرغم من انتشارها الكبير في الدراما الهندية، لم تتخلَّ بريا ماراثي عن جذورها الفنية في الدراما الماراثية، حيث استمرت في المشاركة بأعمال ناجحة أبرزها Tu Tithe Me وSwarajyarakshak Sambhaji. هذا التوازن بين الدراما المحلية والدراما الوطنية جعلها تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة من جمهورين مختلفين، وجعلها من القليلات القادرات على تحقيق النجاح في صناعتين متوازيتين.
تميزت بريا بقدرتها على التنقل بين مختلف الأدوار؛ فقدمت شخصيات كوميدية وخفيفة الظل، وأدوارًا تراجيدية عميقة، وأدوار الشر المعقدة، ما جعلها واحدة من الممثلات الأكثر مرونة في جيلها. النقاد وصفوها بأنها “وجه يعكس الإنسانية في كل دور”، إذ استطاعت من خلال أدائها أن تجعل حتى الشخصيات السلبية محبوبة لدى الجمهور.
حياتها الشخصية
في عام 2012، تزوجت بريا من الممثل شانتانو موغي، نجل الفنان المعروف شريكانت موغي، في حفل زفاف بسيط اقتصر على العائلة والأصدقاء المقربين. ورغم شهرتها الكبيرة، فضلت بريا إبعاد حياتها الخاصة عن الأضواء، ونادرًا ما تحدثت عن تفاصيل أسرتها أو حياتها الشخصية في الإعلام، مكتفية بالظهور في المناسبات الفنية الكبرى.
زملاؤها أكدوا دائمًا أنها كانت إنسانة متواضعة، قريبة من قلوب الجميع، وتحظى بمحبة فريق العمل في جميع المسلسلات التي شاركت فيها، وهو ما جعل خبر وفاتها مؤلمًا للوسط الفني.
رحلة المرض والرحيل الحزين
بدأت رحلة معاناة بريا ماراثي مع مرض السرطان قبل أكثر من عامين، حين شُخصت بإصابتها بنوع نادر من المرض. وعلى الرغم من تلقيها العلاج المكثف وخضوعها لعدة جولات من العلاج الكيميائي، فإن حالتها الصحية تدهورت خلال الأشهر الأخيرة. صباح اليوم الأحد، لفظت بريا أنفاسها الأخيرة في منزلها بمنطقة ميرا رود في مومباي، وسط أسرتها، بعد أن اختارت تلقي العلاج في المنزل خلال الأسابيع الأخيرة من حياتها.
نعى عدد كبير من نجوم التلفزيون والسينما الهندية رحيلها، حيث كتب أحد أبطال “Pavitra Rishta”: “خسرنا اليوم إنسانة قبل أن تكون ممثلة، كانت أختًا وصديقة للجميع، وموهبة لا تتكرر”، فيما وصفها آخرون بأنها كانت “رقيقة القلب، قوية الإرادة، وملهمة لكل من عرفها”.
إرث فني خالد
تركَت بريا ماراثي إرثًا فنيًا غنيًا، إذ قدمت خلال مسيرتها ما يزيد عن 20 مسلسلًا بين الدراما الهندية والماراثية، فضلًا عن مشاركات سينمائية محدودة لكنها مؤثرة. بفضل قدراتها التمثيلية المميزة، أصبحت وجهاً مألوفًا في كل بيت هندي، خصوصًا أن أعمالها تلامست مع قضايا اجتماعية وأسرية قريبة من حياة المشاهدين.
لا يمكن اختزال مسيرة بريا في كونها مجرد ممثلة، بل كانت مدرسة في الأداء، حيث استطاعت بناء شخصيات تحمل أبعادًا إنسانية عميقة، ونجحت في كسب احترام الجمهور والنقاد.
وداع حزين من الجمهور
منذ إعلان خبر وفاتها، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل النعي من الجمهور، الذي استعاد مشاهد من أبرز أعمالها، مؤكدين أن ذكراها ستظل حاضرة في قلوب عشاق الدراما. ومن المتوقع أن يُقام حفل وداع خاص لها خلال اليومين المقبلين في مومباي، يشارك فيه أصدقاؤها وزملاؤها من الوسط الفني، لتودع الهند واحدة من ألمع نجمات شاشتها.